مناوي : حين يستباح الوطن يصبح الصمت خيانة ويغدو الوقوف دفاعآ عن النفس موقف شرف    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ميليشيا الدعم السريع ترتكب جريمة جديدة    بعثة الرابطة تودع ابوحمد في طريقها الى السليم    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فاطنة السمحة هاؤم اقرءوا كتابيه نداءًّّ لا خبر مع الخالدين
نشر في حريات يوم 14 - 08 - 2017


*كأنني قد متُّ قبل الآن..
أَعرفُ هذه الرؤيا، وأَعرفُ أَنني
أَمضي إلى ما لَسْتُ أَعرفُ.. رُبَّما
مازلتُ حيّاً في مكانٍ ما، وأَعرفُ
ماأُريدُ..
سأصيرُ يوماً ما أُريدُ..
محمود درويش " الجدارية"
فاطمة أحمد إبراهيم تاريخ أنقى من قطراتِ العين، مسّكونة ببّذل سبّيل مسارب المعرفة، والوعي ومُهجّسه بألآلآم الفقراء، والمُهمشين، والبُسّطاء وغمار النّاس والسّابلة؛ بذّلت عمرها منذ صِّباها البّاكر في تنظيم الوعي، ونشّر الإستنارة؛ "تمشي وما بتطاطي/ وما بين بير وشاطي/ تطلع عالي واطي".. سودانية الهّوى والهّوية متمسكة بإرثها سِّمة في "عصبية تناطح الجُلة؛ و متطلعة إلى حداثوية منافية الزلة". صلبة في المواقف ثاقبة في الأراء السّديدة؛ باقية فينا ما بقي مجرى الدم.
فحَمّلت شُّعلة التنوير والوعي نبوءتهم خالدة لا تموت وإن ماتوا. فهمُّ خَلفّوا، ويُخلِّفوا شعوباً من قِيم حية، ووعياً سنا ناره لا تنطفيء هؤلاء الخُلصّ وفاطنة السّمحة مِنّهم" ربما يحرِمهم الجلاد شبابهم وثيابهم؛ ربما يسّطو على مِيراث أجدادهم من أواني وخوابي" رُبمّا ينفيهم، ويشّردهم، رُبمّا؛ ربُمّا … لكن يا "عدو الشّمس لنّ أسّاوم وإلى آخر نبض في عروقي. سأقاّوم؛ وأقاّوم" هكذا هم علىّ حّد قول شاعر المقاومة الفذ مرفوع القامة يمشي (سميح القاسم)
فاطنة السمحة؛ أم أحمد؛ سيرتك تشّرف و تاريخك نضيف وكفاحك الصّعب أيقونة كأنها مثيولجيا إغريقية؛ تتماهى معّ الطريق الشائك والوعر، الذي كان إختيارك وطريقك الذي إختطيه لحياتك النضالية الحافلة، متعرضة فيها لشتى أنواع الصِّعاب مع الجلاد، من سجّون وقطع أرزاق، وإعدام لرفيق دربك الشهيد القائد العمالي الفذ الشفيع أحمد الشيخ، وملاحقة، وإحتجاز ومنّفى إختياري بسبب المضايقات، حتى فاضت روحك الطاهرة؛ وما إستكنتي أو ليّنتي حاشا لله كنت دائماً طليعية، وقدامية، وكنداكة، ومعلمة أجيال، وأم الثوار من النِّساء والرجال ومدرسة قائمة بذاتها.
فاطنة السّمحة؛ مُناضلة شرسة من أجل قضايا الشعب السُّوداني ومصالحه، مع رفاقها وزملائها، بتنظيم وعي جموع فئاته العاملة وقواعده الشّعبية من الجُذّور، في منظمات ديمقراطية تقدمية، كانت لها الفضل في الإرتقاء بوعيه السياسي ومعرفتة بحقوقه وكيفية المطالبة بها وإنتزاعها، باذلين الأرواح والمهج ودفع كل ماهو غالي ونفَّيس من تضحيات بِلا مَّنٍ ولا أذى.
فاطنة السمحة أيقونة النماء والخير ودرء المسغبة بتنمية وعي شعبها ليحصد من البيدر سُنبلا وقمحا وتمّني..عطاءُك غير محدود الإطار ومؤطر بقيم ومبادئ متّفردة، نابعة من ميراث هذه الأرض الطيبة؛ إنسانة سامية، وبسيطة، وفاضلة، نموذج للإنسان السّوداني الشريف الذي وهّب حياته "لأجل الناس الطيبين والطالع ماشي الوردية وعشان أطفالنا الجايين"؛ بتجردٍ أخاذ ونكران ذاتٍ مُحاّل.
ولو كانت الحقوق مُصّانه في هذا البلد المُصّاب لنال كل ذيِّ حقاً حقه؛ و لنصب لفاطنة السمحة؛ نصباً رمزاً وقامة؛ ليُروي للأجيال جّهدك ونضالك في إثراء الشأن العام والتعاطي معه مثلك يا أم أحمد لا تخمد أصواتهم بنهاية عمّل الوظائف البيّلوجية والحيّوية لأجسادهم وإنما كتب لهم الخلود الأبدي فينا بمواقف مبدئية لاأنصاف حلول، وتركوا ذرية بعضها من بعضٍ والسُّكون لأجسادهم حركة دينامك؛ لا تعرف السّكون فلك الخلود هنا؛ فأنت لا يحتويك قبر أو يحد من تمددك فينا موت.
أم الشعب فاطنة السمحة سلام وتحية..كان الوجع الشخصي عندك هو وجع شعبك ووجع وطنك الذي بادلك الحب، بحيث لا تسطيع أن تجد له حدأو فاصل بيّن الخاص والعام كانت متلبسة ومهجسة بالوطن حتى نخاع العظم ومشارف الروح.
سيرة مليئة بالصمود والفكر الثاقب..
*ولدت فاطمة أحمد إبراهيم 1933 في الخرطوم/السّودان، ونشأت في أسرة متعلمة ومتدينة. كان جدها لأمها ناظراً لأول مدرسة للبنين بالسودان وإماماً لمسجد، والدها تخرج في كلية غردون معلماً أما والدتها فكانت من أوائل البنات اللواتي حظين بتعليم مدرسي نظامي. لقد بدأ وعي فاطمة إبراهيم السياسي مبكراً نتيجة للجو الثقافي العائلي وتعرض والدها من قبل إدارة التعليم البريطانية للإضطهاد لرفضه تدريس اللغة الإنجليزية فإضطرللإستقالة من المدرسة الحكومية والتحق بالتدريس بالمدرسة الأهلية.
كان لفاطمة من فترة تعليمها في مدرسة أم درمان الثانوية العليا نشاطات عديدة منها تحرير جريدة حائط بإسم "الرائدة" حول حقوق المرأة والكتابة في الصحافة السودانية (بإسم مستعار) وقيادة أول إضراب نسائي بالسودان تطالب فيه بعدم حذف مقررات المواد العلمية في تلك المدرسة وعدم إستبدالها بمادة التدبير المنزلي والخياطة وكان إضراباً ناجحاً أدى إلى تراجع الناظرة في قرارها وهنا بدأت الإنخراط في النضال السياسي ضد الإستعمار. في عام 1952 ساهمت في تكوين الإتحاد النسائي مع مجموعة من القيادات النسائية الرائدة التي كونت رابطة المرأة المثقفة في عام 1947 وأصبحت عضواً في اللجنة التنفيذية، كما فتحت العضوية لكل نساء السودان وتم تكوين فروع للإتحاد في الأقاليم مما خلق حركة نسائية جماهيرية واسعة القاعدة.
من المطالب الإتحاد النسائي كما جاء في دستوره المعدل عام 1954 حق التصويت وحق الترشيح لدخول البرلمان وحق التمثيل في كل المؤسسات التشريعية والسياسية والإدارية على قدم المساواة مع الرجل، الحق في الأجر المتساوي للعمل المتساوي والمساواة في فرص التأهيل والتدريب والترقي، محو الأمية بين النساء، توفير فرص التعليم الإلزامي المجاني، توفير فرص العمل وتحويل المرأة إلى قوة منتجة، تحديد سن الزواج بحيث لا يسمح به قبل سن البلوغ، إلغاء قانون الطاعة وغيره.
وبسبب هذه المطالب وبالأخص المطالب السياسية، حق التصويت وحق الترشيح، تعرض الإتحاد النسائي لهجوم كاسح من قبل جبهة الميثاق الإسلامي بحجة أن الإسلام لا يسمح بمساواة المرأة وإنخراطها في السياسة.
تسلمت فاطمة في يوليو 1955 رئاسة تحرير مجلة صوت المرأة الصادر عن الإتحاد النسائي ولعبت المجلة دوراً رائداً في مقاومة الحكم العسكري الأول.
في عام 1954 إنضمت فاطمة للحزب الشيوعي السوداني وبعد فترة دخلت اللجنة المركزية. فالحزب الشيوعي السوداني هو أول حزب كون في داخله تنظيماً نسوياً وذلك عام 1946.
في رئاستها للإتحاد سنة 1956 – 1957 حرصت فاطمة على المحافظة على إستقلال الإتحاد النسائي من أي نفوذ حزبي أو سلطوي ولضمان تحويل المنظمة إلى منظمة جماهيرية واسعة القاعدة.
إشتركت المرأة السودانية بقيادة إتحادها في المعركة ضد الأنظمة الدكتاتورية علناً وسراً وإشتركت في ثورة أكتوبر 1964 التي أطاحت بالحكم الدكتاتوري وإصبح الإتحاد النسائي عضواً في جبهة الهيئات التي نظمت ثورة أكتوبر ونالت المرأة حق التصويت والترشيح. وفي إنتخابات عام 1965 أُنتخِبت فاطمة عضواً في البرلمان السوداني وبذلك تكون أول نائبة برلمانية سودانية. ومن داخل البرلمان ركزت على المطالبة بحقوق المرأة وما أن حل عام 1969 حتى نالت المرأة السودانية حق الإشتراك في كل مجالات العمل بما فيها القوات المسلحة وجهاز الشرطة والتجارة والقضاء، المساواة في فرص التأهيل والتدريب والترقي، والحق في الأجر المتساوي للعمل المتساوي، حق الدخول في الخدمة المعاشية، الحق في عطلة الولادة مدفوعة الأجر، إلغاء قانون المشاهرة (عقد العمل الشهري المؤقت)، إلغاء قانون بيت الطاعة.
بالرغم من الملاحقات والمضايقات للإتحاد النسائي من قبل الحكومات العسكرية واصلت فاطمة العمل سرياً برغم التهديد والسجن وما أصابها على النطاق الشخصي عندما قام الطاغية نميري بإعدام زوجها القائد النقابي الشهير الشفيع أحمد الشيخ سنة 1971 ووضعها في الإقامة القسرية لمدة عامين ونصف، عدا حالات الإعتقال المتكررة من قبل أجهزة الأمن.
اضطرت لمغادرة البلاد عام 1990 وواصلت نضالها في المهجر بتنظيم الندوات والتظاهرات وترتيب قافلات السلام لجنوب السودان وغيره. ونالت فاطمة أوسمة كثيرة داخل وخارج السودان وأختيرت رئيسة للإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي International Democratic Women's Union عام 1991 وهذه أول مرة تُنتخب فيها إمرأة عربية أفريقية مسلمة ومن العالم الثالث له. وعام 1993 حصلت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان UN Award.
من مؤلفاتها:
سيرة كفاح المناضلة فاطمة احمد ابراهيم ..
ولدت فاطمة أحمد إبراهيم 1933 في الخرطوم/السودان، ونشأت في أسرة متعلمة ومتدينة. كان جدها ناظراً لأول مدرسة للبنين بالسودان وإماماً لمسجد، والدها تخرج في كلية غردون معلماً أما والدتها فكانت من أوائل البنات اللواتي حظين بتعليم مدرسي. لقد بدأ وعي فاطمة إبراهيم السياسي مبكراً نتيجة للجو الثقافي العائلي وتعرض والدها من قبل إدارة التعليم البريطانية للاضطهاد لرفضه تدريس اللغة الإنجليزية فاضطرللاستقالة من المدرسة الحكومية والتحق بالتدريس بالمدرسة الاهلية.
كان لفاطمة من فترة تعليمها في مدرسة ام درمان الثانوية العليا نشاطات عديدة منها تحرير جريدة حائط باسم "الرائدة" حول حقوق المرأة والكتابة في الصحافة السودانية (باسم مستعار) وقيادة أول إضراب نسائي بالسودان تطالب فيه بعدم حذف مقررات المواد العلمية في تلك المدرسة وعدم استبدالها بمادة التدبير المنزلي والخياطة وكان إضراباً ناجحاً أدى إلى تراجع الناظرة في قرارها وهنا بدأ الانخراط في النضال السياسي ضد الاستعمار. في عام 1952 ساهمت في تكوين الاتحاد النسائي مع مجموعة من القيادات النسائية الرائدة التي كونت رابطة المرأة المثقفة في عام 1947 وأصبحت عضواً في اللجنة التنفيذية، كما فتحت العضوية لكل نساء السودان وتم تكوين فروع للاتحاد في الأقاليم مما خلق حركة نسائية جماهيرية واسعة القاعدة.
من المطالب الاتحاد النسائي كما جاء في دستوره المعدل عام 1954 حق التصويت وحق الترشيح لدخول البرلمان وحق التمثيل في كل المؤسسات التشريعية والسياسية والإدارية على قدم المساواة مع الرجل، الحق في الأجر المتساوي للعمل المتساوي والمساواة في فرص التأهيل والتدريب والترقي، محو الأمية بين النساء، توفير فرص التعليم الإلزامي المجاني، توفير فرص العمل وتحويل المرأة إلى قوة منتجة، تحديد سن الزواج بحيث لا يسمح به قبل سن البلوغ، إلغاء قانون الطاعة وغيره.
وبسبب هذه المطالب وبالأخص المطالب السياسية، حق التصويت وحق الترشيح، تعرض الاتحاد النسائي لهجوم كاسح من قبل جبهة الميثاق الإسلامي بحجة أن الإسلام لا يسمح بمساواة المرأة وانخراطها في السياسة.
تسلمت فاطمة في يوليو 1955 رئاسة تحرير مجلة صوت المرأة الصادر عن الاتحاد النسائي ولعبت المجلة دوراً رائداً في مقاومة الحكم العسكري الأول.
في عام 1954 انضمت فاطمة للحزب الشيوعي السوداني وبعد فترة دخلت اللجنة المركزية. فالحزب الشيوعي السوداني هو أول حزب كون في داخله تنظيماً نسوياً وذلك عام 1946.
في رئاستها للاتحاد سنة 1956 – 1957 حرصت فاطمة على المحافظة على استقلال الاتحاد النسائي من أي نفوذ حزبي أو سلطوي ولضمان تحويل المنظمة إلى منظمة جماهيرية واسعة القاعدة.
اشتركت المرأة السودانية بقيادة اتحادها في المعركة ضد الأنظمة الدكتاتورية علناً وسرياً واشتركت في ثورة أكتوبر 1964 التي أطاحت بالحكم الدكتاتوري واصبح الاتحاد النسائي عضواً في جبهة الهيئات التي نظمت ثورة أكتوبر ونالت المرأة حق التصويت والترشيح. وفي انتخابات عام 1965 انتخبت فاطمة عضواً في البرلمان السوداني وبذلك تكون أول نائبة برلمانية سودانية. ومن داخل البرلمان ركزت على المطالبة بحقوق المرأة وما أن حل عام 1969 حتى نالت المرأة السودانية حق الاشتراك في كل مجالات العمل بما فيها القوات المسلحة وجهاز الشرطة والتجارة والقضاء، المساواة في فرص التأهيل والتدريب والترقي، الحق في الأجر المتساوي للعمل المتساوي، حق الدخول في الخدمة المعاشية، الحق في عطلة الولادة مدفوعة الأجر، إلغاء قانون المشاهرة (عقد العمل الشهري المؤقت)، إلغاء قانون بيت الطاعة.
بالرغم من الملاحقات والمضايقات للاتحاد النسائي من قبل الحكومات العسكرية واصلت فاطمة العمل سرياً برغم التهديد والسجن وما أصابها على النطاق الشخصي عندما قام الطاغية نميري بإعدام زوجها القائد النقابي الشهير الشفيع احمد الشيخ سنة 1971 ووضعها في الإقامة القسرية لمدة عامين ونصف، عدا حالات الاعتقال المتكررة من قبل أجهزة الأمن.
اضطرت لمغادرة البلاد عام 1990 وواصلت نضالها في المهجر بتنظيم الندوات والتظاهرات وترتيب قافلات السلام لجنوب السودان وغيره. ونالت فاطمة أوسمة كثيرة داخل وخارج السودان واختيرت رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي International Democratic Women's Union عام 1991 وهذه أول مرة تنتخب فيها امرأة عربية أفريقية مسلمة ومن العالم الثالث له. وعام 1993 حصلت على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان UN Award.
من مؤلفاتها:
حصادنا خلال عشرين عاماً-
المرأة العربية والتغيير الاجتماعي
حول قضايا الأحوال الشخصية
قضايا المرأة العاملة السودانية
آن آوان التغيير ولكن!
أطفالنا والرعاية الصحية
حصادنا خلال عشرين عاماً
خطت نقوشاً على الصخر تُوفي نذور الحب للأرض بذورا؛ بعشقها لها ولإنسانها المقهور الذي ظلت منحازة لفقراءه؛ ومضطهديه بلا أدنىّ أدنيّ تردد أو ذرة خِشّية؛ وبادلها شعبها حباً بحبٍ فعرفها وعرفته، حيث ألفته وألفها دون تكلّف أورِيّاء؛ بسيطة حد الدهشة وعميقةً عُمق صوفي مسّتغرق لم يُنقّص قليلاً من نصف ليلٍ غاسًق جاثيا على منكبيه مُسْتّسقٍ؛ حتى إذا وثّنت الأرض تنتظم البلاد لا إنفراد كان مسبتشراً.
قناعة حدها الغِّنى، وحضور طاغي يستحوذك من بسّاطته، وأريحيتّه، وبشّاشته، وأنسّه، وطَّلق محياه سيل من العواطف الإنسانية تنساب متسامية في أجلى مضامينها، وأنصع معانيها، وجلي نفائسها..
فاطنه السمحة ىسنبلة وقمحا؛ دمعي هامي وقلبي دامي، وهذا حال كل شرفاء بلادي فأي كلماتٍ، تصِّف وأي حروفٍ تُنصِّف.. وإنا لمحزُنون..
خالص التعّازي، لأبنها أحمد ولأسرتها الممتدة، فرداَ فردا ولأصدقائها وجيرانها وعارفي فضلها جميعاً، ولجميع أفراد الشعب السّوداني العظيم، الذي أحبته وأحبها ولكل شرفاء العالم ومحبي الخير، وللحزب الشيوعي السّوداني.
اللهم أبسط على مرقدها شبآيب الرحمة راضيةً مرضية وأكرمها من كثير رحمتك التي تسّع كل شيء، وأنر قبرها من نورك الذي ليس كمثله نور؛ وآنس وحدتها، وأمن روعتها، وأجعل قبرها روضة من رياضِ الجنة, وأعف عنها إنك العفو الكريم، لأنها كانت إنسانة بحجم أمة ومساحة وطن ؛ وهبة عمرها في سبيل المساواة والعدالة الإجتماعية، و كانت عنيدة في الحق، كارهة للظلم الذي حرمته تعالى على نفسّك وجعلته محرماً بين عبادك؛ إنك سميع مجيب الدعاء.
توسدي بسلام تراب أرضك الذي أحببت.. سلام عليك في الخالدين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.