اخترق صحفي ألماني عالم تجارة الأعضاء في مصر، وكشف تورّط مستشفيات خاصة في هذه التجارة ، وعن أن أغلب سماسرة الأعضاء والمتبرعين بها من اللاجئين السودانيين. وأوضح التحقيق، الذي اعده الصحفى الألمانى تيلو ميشكا، ونشره موقع بريس بورتال ، انه رغم تجريم القانون المصري لتجارة الأعضاء، الا انها تشهد ازدهاراً واسعاً , خصوصا تجارة الكُلى. وكشف ان (السماسرة) يستهدفون بصورة خاصة المصريين الفقراء ، واللاجئين السودانيين ، ويقومون بإغرائهم بالمال . وانه من أجل تلبية احتياجات السوق الأوروبية من الأعضاء، ظهرت في مصر سوق لهذه التجارة. والتقى الصحفى ميشكا بأحد اللاجئين السودانيين، عبر أحد السماسرة ، الذى اخبره إنه قام بالتبرع بكليته، بعدما تلقى وعداً بالحصول على 7000 دولار مقابل البيع، واستمر أكثر من 20 يوماً في إجراء فحوصات للتأكد من سلامة جسده قبل الجراحة. ويضيف اللاجئ (بعدها ذهبنا إلى الشرطة لاستصدار موافقات كتابية، وذهبنا إلى السفارة، ثم إحدى الوزارات، وحصلنا على موافقات كتابية أخرى، ثم ذهبنا إلى المستشفى في الشيخ زايد لإجراء العملية). ويقول اللاجئ السوداني (العملية أُجريت في الثانية عشرة والنصف ليلاً، وأفقت من التخدير في الثالثة صباحاً، وحدي، دون وجود أحد بجانبي، وإلى منتصف النهار لم يتواجد أي أحد معى)، مشيراً إلى أنه لا يزال يشعر بآلام شديدة في موضع الجرح، ولم يعد يستطيع حمل أشياء ثقيلة على عكس الحال قبل إجراء العملية، ولا يستطيع التحرك بصورة جيدة. وعن ال7 آلاف دولار التي وُعد بها، قال (السمسار أخبرنى بأنني سأحصل على الأموال بعد العملية خشية أن تسرقها الممرضات أثناء العملية، فوافقت، وقلت له لا توجد مشكلة، فأنا أثق بالله وبك، ولم أحصل على قرش واحد، ولم أحصل سوى على ندبة كبيرة جراء الجراحة وألم سيصاحبني طيلة حياتي). وكشف ان سماسرة الأعضاء أغلبهم من السودانيين أنفسهم، الذين يتقاضون 5000 يورو مقابل كل كُلية يتوسطون في بيعها. وقال لاجئ سوداني آخر إن اشخاصا مسلحين قاموا بحبسه في شقة لمدة تتراوح بين الشهرين و3 أشهر، وخضع للمراقبة داخلها، وذهبوا به إلى معمل تحاليل، وعندما عادوا إلى الشقة قاموا بضربه والاعتداء عليه لأنه لم يمتثل لأوامرهم، والكارثة أن اللاجئ أظهر له أوراقاً تفيد بأنه مريض بالإيدز، وأن المرض لا بد انتقل للشخص الذي نقلوا له كليته. وأوضح ان المجرمين كانوا يعلمون بحقيقة مرضه. (شاهد الفيديو): (مصدر التقرير : المصرى اليوم وهفنقتون بوست عربى).