اجتمع في باريس يوم الجمعة الماضي أكثر من 25 من خبراء الأمن في الشرق الاوسط وممثِّلين عن المنظَّمات المانِحة لبحث سُبل الخروج من النزاعات والتجزُّؤات التي تعانيها النُظُم الأمنيّة والسياسيّة في الدوَل حيث الصراعات. و تأتي ورشة العمل هذه، التي نظَّمتها مبادرة الإصلاح العربيّ، بعد إصدارها لكتاب إلكتروني جديد تحت عنوان "الخروج من الجحيم". والذي يتطرَّق لكيفيّة تحقيق الاستقرار وإعادة الأمن إلى العراق وليبيا وسوريا واليمن، كجزء من مشروع أَوسع حَول "إعادة بناء الأمن في المجتمعات المجزَّأة". واستناداً إلى مشاريعَ سابقة قامت بها المبادرة دارَت حول" الأمنقراطيات العربية " والتحوّلات الديمقراطية، يحلِّل هذا المشروع سلوكيّات وطرُق حوْكمة المؤسّسات الأمنية، والصلة بين الأمن والسياسة، والقواعد المُمكن على إساسها اعادة بناء هذه المؤسسات في مرحلة بعد الصراع. استمرّ الاجتماع يوماً كاملاً ، سعى فيه الخبراء للوصول إلى الإجابة على أسئلة تمحوَرت حول تفتُّت أنظمة الأمن المركزيّة، وتعدُّد اللاعبين وظهور ترتيبات أمنيّة محلِّيَّة وانعكاساتِها، والسبل الجديدة التي من شأنها أن تساعد في إعادة بناء الأمن في العراق، ليبيا، سوريا واليمن. وناقش المشاركون والمشاركات أيضاً الدور الذي تلعبه الجهات الإقليميّة الفاعِلة بوصفها قوى مُعيقة أو مساعدة في إعادة بناء الأمن ومصلحتها في القيام بذلك. كما بحث الخبراء قدرةَ مُجتمعات المنطقة على وضع رؤية أمنية وبناء نظم أمنيّةٍ محليَّةِ الصنع، والسبلَ المُمكِن اتباعُها للوصول إلى هذا الهدف. وشدَّد المناقشون على أهميةِ وضع أطرَ وطنيّة متماسِكة لبناء هياكل أمنية أكثرَ شموليّة وضرورةِ النظر إلى الميليشيات والجماعات المسلَّحة بوصفِها جهاتٌ فاعلة ذات نفوذ في المفاوَضات السياسية. ولئن كان يُنظَر إلى مفهوم تسلسُل الترتيبات الأمنيّة السياسية على أنّه بالغ الأهمية، أجمع المشاركون على ضرورة تَفكيكه، كي تُصبح تلك الترتيبات قادرةً على تعزيز بعضها البعض. فيُصار بالتالي من خلال هذا المفهوم إلى وضع مخطَّطات تسمح بإنتاج ترتيبات سياسيّة. وتُعتبر الترتيبات السياسية مِحوَريةً في أيّ محاولات مُقبلة لإعادة بناء الأمن في الشرق الأوسط، بما في ذلك تنظيم الدولة حول مسألة اللّامركزيّة أو الفدراليّة. (نص الورقة أدناه):