نظمت بائعات الشاى وقفة للاحتجاج على اساءة معاملتهن من سلطات حكومة ولاية الخرطوم ، امام قاعة الصداقة أمس الثلاثاء ، بالتزامن مع انعقاد ما يسمى بمؤتمر المسؤولية الاجتماعية . وأوضحت الأستاذة / تهانى عباس – مسؤولة المكتب القانونى لمبادرة لا لقهر النساء ، التى كانت فى الوقفة الاحتجاجية ، ان الحكومة بدلا من ان تتحمل مسؤولياتها تجاه بائعات الشاى تلاحقهن بالكشات المتواصلة ، وأصدرت محلية الخرطوم قراراً يحظر عملهن فى شارع النيل والساحة الخضراء والمراكز الرئيسية ، وصادرت السلطات أدوات عمل (380) منهن. وأضافت تهانى ان شرطة النظام العام احتجزت يوم الأحد الماضى (30) من بائعات الشاى بالقرب من مستشفى بشائر وفرضت عليهن المبيت فى الحراسات ، ثم حُكم عليهن بالغرامة ألف جنيه أو السجن لثلاثة أشهر دون ان تتاح لهن الفرصة لتوكيل محامى . وتورد الاحصاءات الرسمية ان هناك حوالى (13) ألف بائعة شاى بولاية الخرطوم ، وأوضحت الأستاذة تهانى ان معظمهن من اللائى يعلن أطفال ، وأضافت ان ما يحدث من ملاحقات للبائعات سياسة اقصاء وتجويع يجب ان تقف جميع فئات الشعب ضدها . وحاصرت قوات الشرطة الوقفة الاحتجاجية لبائعات الشاى ، واعتقلت عددا من النشطاء المتضامنين ، من بينهم عمر عشارى وبكرى العجمى ، (اطلق سراحهما لاحقاً) ، ثم سمحت لرئيسة الجمعية التعاونية للبائعات عوضية كوكو بالدخول ومقابلة وزيرة التنمية الاجتماعية بالولاية ، التى قالت ان (منع النساء من العمل بالشوارع الرئيسية للحفاظ على المظهر السياحى للعاصمة)، وان على بائعات الشاى الانتظار – فى المسغبة ! – الى ان تقام اكشاك مع شركات خاصة يدفعن اثمانها بالاقساط . وتشير (حريات) الى ان الوقفة الاحتجاجية لبائعات الشاى تشكل علامة فارقة ، حيث تؤكد بان الناشطات النسويات نجحن فى التفاعل العضوى مع النساء المهمشات على مستوى القواعد الشعبية وفى تنظيمهن لانتزاع حقوقهن .