* من حسنات الحركة الإسلاموية في السودان أنها لم تكشف ما فيه الكفاية عن دوابها المنتنة فحسب؛ بل أظهرت من التوابع دواباً تطبعت بذات طباعها فصاروا يحاولون التفوق عليها في كل منحرف.. وتبقى الحركة أصل في السمات الدونية؛ لكن من شبوا في ظلماتها صعب عليهم تدارك هذا الأصل؛ فانغلاقهم في التنظيم الخارج للحياة من قماقم العدوانية والخبث والركاكة يجعل الخيارات أمامهم صعبة للإرتفاع من الحضيض.. رغم ذلك يكاد الإصرار من بعض كوادرها على التزييف والتهريف أن يدفعنا لليقين بأن الجهل ليس هو المصيبة (المفردة!) كما يُشاع؛ إنما المصيبة (الجامعة!) الأكبر منه هي (الحركة الإسلاموية) وكفى..! النص: * تعالوا نتململ قليلاً تجاه خطرفة المُسمّى (رئيس كتلة حزب المؤتمر الشعبي بالبرلمان) والحزب أحد وجوه العملة الرديئة للحركة الإسلاموية كما تعلمون.. ففي خبر نشرته صحيفة الجريدة نقرأ باختصار: (رسم رئيس كتلة المؤتمر الشعبي بالبرلمان "كمال عمر" صورة قاتمة لأوضاع الاسلاميين الحالية، وأعرب عمر عن أمله في ألا يكون ثمن رفع العقوبات هو الحركة الاسلامية وما تبقى من مشروعها، وجدد تمسكهم بإحياء المشروع الاسلامي بشكل جديد، ورأى أن مشروع الحركة تحول منذ المفاصلة من فكري الى مشروع سلطة، وأوضح أن بعض الاسلاميين آثروا الاستعصام بالسلطة، وقال: القادم سيكون ثمنه السلطة). * بداهة؛ الصورة القاتمة ليست في (أوضاع الإسلامويين) بل في حصائل عقولهم؛ فوجودهم يعني منح القتامة شرعية..! القتامة بمثابة المادة الحيوية لحركاتهم وسكناتهم.. أما أن يتدنى المتحدث بتكرير أكذوبة (إحياء مشروع الحركة الإسلامية) فلا نجد لذلك وصفاً يضاهي الفِرية..! ما عرفه الشعب السوداني أن مشروع الحركة سيئة الذكر هو مشروع (إجرامي خالص) هذا إذا أردنا العدل بكلمتين شفافتين..! ويبدو أن إصرارهم على تلطيخ السودان بالمزيد من العفن والأوهام؛ هو إصرار على استمرار الخراب والفوضى.. فمنذ متى كان للإسلامويين فكر ينضح بأيّ خير للحياة؟! من يسمع كمال عمر يتحدث عن (مشروع فكري) للحركة الفاشلة المتخلفة المنبوذة يخاله في غيبوبة.. أيُسمِّي مشروع النهب والتسلط والتدمير والقتل (مشروع فكري)؟! ماذا ترك الرجل للشيطان؟! * من شوهوا الإسلام في السودان والعالم؛ إذا أطلقنا على إجرامهم (فكر) فما الذي تبقى للعقل من المدهشات؟! * تأملوا كيف يخفف الطامة بقوله المخادع المضحك: (بعض الإسلاميين آثروا الاستعصام بالسلطة)! بينما القائل نفسه يكاد (يموت) جرياً وراء السلطة..! فالسلطة والثروة بمثابة (دين وعبادة) للإسلامويين كافة؛ القابضين على الكراسي والساعين إليها بأي ثمن حتى لو كان سفك الدماء..! خروج: * وصفه الوظيفي (رئيس المجلس الأعلى للبيئة) وقد كان صحفياً قبل أن تأخذه (الغفوة) فوق زخرف المناصب..! المذكور انتفش قبل أيام وقال عن بعض الزملاء إنهم (هتافيين وأصحاب أجندات سياسية)..! * الموظف المذكور الذي يتحدث عن (الأجندات السياسية!!) يدعى حسن اسماعيل.. أساء لزملاء أعزاء وهو يبرر إنشاء محطة نفايات بجوار إسكان الصحفيين في الحارة 100 بأمدرمان.. كل ما فعله الزملاء (وقفة إحتجاجية) تستنكر وجود مكب النفايات بجوارهم والمطالبة بإغلاقه.. فحرّك الاحتجاج ما يمكن تسميته (عقدة حسن) فقال عن هؤلاء المحتجين (هتافيين).. مع العلم أن الهتاف هو (المؤهل العالي) الذي جعل المعارِض السابق حسن اسماعيل يقف كتفاً بكتف مع المستبدين في السلطة حين ارتضى إتباعهم وقبول (التوظيف) في حظيرتهم.. ثم نجحوا في إسكاته فلم ير عيوبهم منذ يوم الاستوزار.. ولن يراها حتى نراهم جميعاً في (مكب الثورة)..! * حسن اسماعيل وعلى غرار (رمتني بدائها وانسلّت) يرمي عقدته الهتافية التي ينتفخ بها كيانه؛ في وجوه الغير؛ وكأنه بذلك يحاول التمويه عن شخصيته الواضحة للخلق..! ثم يفضح تنطعه بتبرير لم يسبقه عليه أحد التابعين من قبل؛ فقد دافع عن إنشاء محطة النفايات بالقول: (آثار المحطة لن تتعدى الروائح)!! أي الروائح الكريهة..! ومهما تكن؛ فهي ألطف من رائحة السلطة التي (يتكيف) معها..! أعوذ بالله الجريدة