جدد المؤتمر الشعبي، تخوفه من الثمن الذي دفعته الحكومة مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان، وأرجع المخاوف لوجود حملة وصفها بالكبيرة ضد الاخوان المسلمين في المنطقة. وقال رئيس كتلة الشعبي بالبرلمان كمال عمر ل (الجريدة) امس، إن تلك الحملة تستهدف كل ماهو اسلامي، إما أن يدخل بيت الطاعة أو يتم محوه أويدخل في السجون ويشرد أو يلاحق، واضاف (بيت الطاعة تكلفته كبيرة). ووصف عمر المخاوف التي يشعر بها الاسلاميين في الوقت الحالي بالحقيقية، ورجح أن تطال الاسلاميين في السودان بشكل اساسي، ولفت الى أن تجربة الاسلاميين في الحكم اعترتها مهازل ومصاعب، حيث لم تعد النموذج الامثل وذلك لتراكم الفشل، وزاد (المنطقة كلها تشهد ركوعاً لغير الله). وحول امكانية فك ارتباط الحركة الاسلامية بالمؤتمر الوطني، شدد على أن الحركة ليس لديها صوت مسموع في الجانب الحكومي باستثناء بعض الانشطة التي توقع زوالها. ورسم رئيس كتلة الشعبي بالبرلمان صورة قاتمة لأوضاع الاسلاميين الحالية، وذكر (بعضهم انزوى من الساحة واتخذ الحركة مثل حائط المبكى)، وأردف (في ناس عايشين في ذكريات، وفي ناس بحاولوا يعملوا حاجة)، وزاد (الحركة تسير نحو نهاية المسرحية). وأعرب عمر عن أمله في ألا يكون ثمن رفع العقوبات هو الحركة الاسلامية وما تبقى من مشروعها، وجدد تمسكهم بإحياء المشروع الاسلامي بشكل جديد، ورأى أن مشروع الحركة تحول منذ المفاصلة من فكري الى مشروع سلطة، واوضح أن بعض الاسلاميين آثروا الاستعصام بالسلطة، وقال (والقادم سيكون ثمنه السلطة). وشدد رئيس كتلة الشعبي على ضرورة توافق الاسلاميين على مشروع انتقال وفاقي لتحمل التغيير القادم بدلاً من أن تتحمله جهة واحدة، الا انه عاد وذكر (لكن الآن هناك تخندق واحتماء بالمشروع الوطني)، وأبان ان هناك من يقولون (يا نحنا يا الوطن، مما يعني أن بقاءهم شرط لبقاء الوطن). وحذر عمر من أن المرحلة القادمة تتطلب اصطفافاً وطنياً وليس اسلامياً، ولم يستبعد اشتراط امريكا تغيير الحكومة لأيدلوجيتها من أجل التطبيع، واضاف (ربما يكونوا قد طرحوا ذلك لأن الامريكان ما بيدو حاجة مجان)، ونوه الى دور المخابرات الأمريكية في رفع العقوبات عن السودان، وردد (هذا ليس هيناً ولا زلنا نقبع في قائمة الأرهاب، وخروجنا منها ثمنه غالٍ والدفع مستمر).