* كثيرون لا تخطئهم عين الراصد؛ يصابون ببعض الغضب إزاء المعاملة التي يلقاها قادة التسلط في السودان من نظرائهم العرب؛ ففي أسفارهم التي لا تنقطع يلبسهم الأعراب ثوب الذل بفتور الاستقبال (ابتداء من رئيس الحكومة السودانية).. والحقيقة أن استقبال المذكور وحاشيته ببرود من قبل مسؤولين عرب في بلدانهم أمر طبيعي لا يلفت الإنتباه أو يثير الغضب؛ إلّا في ما يتعلق بسمعتنا كشعب يحكمه هؤلاء؛ فأهل الاستبداد في الخرطوم يستحقون التهوين لأنهم أهل للوضاعة في حكمهم وأشخاصهم..! وليس غريب أن يستكينوا للإذلال نتيجة لعمى بصائرهم وموات ضمائرهم ولهفتهم لجني المال مقابل احتقارهم لذواتهم وخنوعهم للإملاءات..! إن فقرهم إلى الوازع الوطني ناهيك عن الديني؛ يقابله شرَه لتعويض نواقصهم الخاصة التي لن تتم بإسرافهم وفسادهم.. أما (نقص الوطن) فلا ناقة لهم فيه ولا جمل..!! * صار من العادي لرئيس السودان (المفروض) أن يُستقبَل في دول الخليج من رجال الدولة الأقل شأناً وليس الحاكم.. مع هذه الاستهانة بالمذكور ربما يرى العرب أن استقباله بأية شخصية مهما تواضعت كافٍ وزيادة.. وكأنهم في كل زيارة يرسلون له رسالة مفادها (هذا ما يليق بك)! فهل يشعر بالصفعة؟! لا شك الطاغية لا يحس.. لكنه عالي الحساسية تجاه الريالات والدراهم..! والخبر التالي يعكس مدى التعوُّد على الاسترخاص: (وصل الرئيس عمر البشير إلى الدوحة في زيارة رسمية للبلاد، وكان في استقبال فخامته والوفد المرافق لدى وصوله مطار حمد الدولي؛ سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، وسعادة السيد راشد بن عبدالرحمن النعيمي سفير دولة قطر لدى جمهورية السودان، وسعادة السيد فتح الرحمن علي محمد عمر، سفير جمهورية السودان لدى الدولة). * أما وزير إعلام الفئة الباغية في السودان (أحمد بلال) فقد وصل إلى العاصمة السعودية الرياض (قبل أسبوعين) في زيارة رسمية؛ وبالتأكيد لم يستقبله وزير إعلام الدولة المُضيفة؛ بل استقبله في المطار أحد الموظفين بالوزارة السعودية (هذا كرم فياض لتابع مثل بلال).. فحينما يذكر اسمه تتقافز في الخاطر كل معاني الإمتهان..! * ما يفعله رهط السلطة في السودان من سحق لذواتهم أمام الأعراب والأعاجم لا يعنينا في شيء (الدنيء لا هيبة له).. لكن يعنينا السودان الذي يفترون باسمه ويقذفون بسمعته في الدرك الأسفل.. مع ذلك لا تندهش إذا سمعت كائناً مثل أحمد بلال يتحدث عن ضرورة المحافظة على سمعة السودان وعدم تشويه صورته..! ومن أين له الإدراك بأن تشويه البلاد أمام العالم يبدأ وينتهي بوجودهم؟! فالمعطون في برك فساد السلطة لا يشم رائحته..! * قال أبو الطيب المتنبي: ذَلَّ مَن يغبِطُ الذليلَ بعيشٍ رُبَّ عيشٍ أَخفُّ مِنهُ الحِمامُ مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عليهِ ما لِجُرحٍ بِميِّتٍ إيلامُ * لقد صدق المتنبي.. وفي كل زمان ومكان (بلال)..! أعوذ بالله الجريدة (الصفحة المحظورة).