شمائل النور الأسبوع الماضي، احتشدت قيادات الطرق الصوفية في لقاء مع الرئيس، اللقاء ناقش عدداً من القضايا محل الخلاف بين الصوفية والسلفية، على رأسها المناهج الدراسية والخطاب الديني، في ختام اللقاء الحاشد، حوّل الصوفية اللقاء من قضايا عالقة إلى حملة دعم وإسناد للرئيس في الانتخابات القادمة. لم يصدر من هذه الطرق موقفاً موضحاً أو نافياً لما صدر من أحد قيادات الحزب، إلا بعض همهمات، ما يعني أنَّ الصوفية تبارك ترشيح البشير. اليوم تنشر (التيار) خبراً عن موافقة مجلس الأحزاب على تسجيل الحزب الصوفي، وفعلياً بدأت قيادات صوفية في الشروع للتحضير لانعقاد المؤتمر العام للحزب الذي قرر له يوم 23 من شهر ديسمبر المقبل. الصوفية عُرفوا بدعم الإنقاذ على مر سنواتها والعلاقة بينهما ممتدة، وظلت الإنقاذ تعوّل على الكتلة الصوفية الضخمة في كل ملماتها وانتخاباتها، لكن خلال السنوات الماضية، بدأ الصوفية يتحسسون مواقعهم في السلطة، فرغم الدعم والإسناد المستمر للإنقاذ إلاَّ أنَّ غرماءهم السلفية يسيطرون على مؤسسات الدولة الدينية وباتوا جزءاً رئيسياً من قرارات الدولة الكبيرة. تزامناً مع إعلان الحكومة الجديدة (الوفاق الوطني) اجتمع كبار قادة الطرق الصوفية وأصدروا بياناً مطولاً، نعوا فيه علاقة الصوفية بالإنقاذ واتهموها بالوقوف في صف السلفية ضد الصوفية، ورأت في بيانها أنَّ دورها التاريخي ينبغي أن يضعها موضع المتقدمين لا المتأخرين، والدور التاريخي هنا هو وقوفها ودعمها المستمر للإنقاذ. مع انطلاق سباق انتخابات 2020م يوافق مجلس الأحزاب على قيام الحزب الصوفي وعلى وجه السرعة يأتي للصوفية الرد من المجلس بالموافقة، رغم أنَّ الجمهوريين خاضوا معركة طويلة لانتزاع موافقة مجلس الأحزاب لكنهم فشلوا. الآن الحاجة للصوفية وتقريبها أكثر من السلفية هو مطلوبات مرحلة ترفض أي صلة بين السلطة وكل ما من شأنه أن يُصنف تطرفاً أو إرهاباً، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن سباق 2020م في حاجة إلى داعم قوي بعدما أُضعِف الحزب. وفي البال الحشود المليونية للصوفية التي دعمت الرئيس البشير، إن كانت (بيعة الموت) أو (بيعة الكريدة) أو (حشود أم مرحي) وغيرها. سوف يمضي الصوفية عبر حزبهم السياسي وليس بعيداً أن يخوضوا انتخابات 2020م في ظل هذا الحماس، ثم ينسحبوا لصالح دعم البشير مقابل صفقة تمنحهم الوضعية التي يريدون. التيار