يكون من عدم الإنصاف اذا لم نتحدث عن أن الحركات المسلحة السودانية التي لم تحمل السلاح حبا في العنف إنما نتاج لعدم الاصغاء من الدولة ، ثم رد فعل مضاد لعنف الدولة هدفت منه الضغط من الأطراف للوصول لتسويات مرضية تنهي امراض الدولة السودانية و تغير من واقع الظلم الاجتماعي ، وكل اشكال التهميش التنموي والاقتصادي …الخ. في الفترة الأخيرة بدأ النقد يلقا قبول من كثيرين وسط أطياف المعارضة، وقد رمى الجميع سهام النقد على منظوماتهم وعلى غيرها وفعل نفس الشيء أعضاء الحركات وبرغم التشاكس والجدة أحياناً لكن خرج الجميع بدروس مستفادة في تقبل النقد والنقد الذاتي واضحى هناك امل من حيث قبول الآخر المختلف وتبادل الآراء والنقد معه والاستماع له والتعايش في ظل وجهات نظر عديدة وقبول نقد غير المنظمين من ناشطين حقوقيين وسياسيين من المتقاسمين مع الجميع في المقاومة نفس الهم الوطني ، فقد كان مثل هذا النقد لجميع الأطراف قبل خمس أعوام ليس بالشيء السهل وكان هناك شحنا ذائد وتجييش للعواطف.وكان النقد صعب القبول قد يؤدي لعواقب وخيمة من اغتيال الشخصية والاتهام المعتاد بالعمالة للأمن . تغير ايضا خطاب الحركات وبفضل أعضاء الحركات وتواصلهم وانفتاحهم مع جميع القوى السياسية والمدنية الأخرى حدث ما يمكن أن اسميه بداية النقاش الجاد والمجدي والبناء الذي سينقلنا نقلة للامام في طريق الديمقراطية المنشود. وبمثلما كان النقد من أجل التطور عن طريق عدم المجاملة حبا في الاصلاح، وحتى لا يكون النقد سببا للإحباط بسبب كثرة الإخفاقات يجب أن نلقي الضوء على ما حققته ثورات الكفاح المسلح من نجاحات ،وهي انها خففت من شدة الظلم والغبن الاجتماعي واخرجت المسكوت عنه الاجتماعي للعلن وبشجاعة وكسبت أعضاء وأصدقاء من الفئات الاجتماعية التي لم يقع عليها ظلم الاجتماعي والان هم سويا سيدافعون عن كل مضطهد وكل ضعيف بعدالة وليس برد فعل مضاد فالكل متضرر وهي خطوة مهمة في الطريق الصحيح وبناء اللحمة الوطنية وبداية الطريق للوصول لوجدان قومي مشترك . عرف كثير من السودانيين بفضل ضغط الحركات ثقافات كانت مغيبة بفعل فاعل بل وابتدات تجد طريقها للإعلام الرسمي كما وابتدات تكون هنالك قنوات فضائية للاقاليم تظهر ثقافة وتنوع كل إقليم . بفضل ضغط الحركات سعت الدولة لتبيض وجهها مجبورة وأدخلت الخدمات لقرى ومدن بعيدة اههمها طرق اسفلتية ربطتها بالعاصمة وبعضها بالمحيط الإقليمي كاثيوبيا ومصر وفي الطريق خلال الأيام القادمة السكة حديد مع الجارة تشاد. ليس كل الجوانب مظلمة بل هناك ضؤ ابتدأ يلوح في اخر النفق وبارقة امل في الأفق . [email protected]