مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    تحرير الجزيرة (فك شفرة المليشيا!!)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    كريستيانو يقود النصر لمواجهة الهلال في نهائي الكأس    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    واشنطن: دول في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    لأول مرة منذ 10 أعوام.. اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأقلام الوطنية في هذا العهد القمئ تعرضت لأبشع حملات العداء والكراهية والقسوة.. والآن يريدوها ان تدفع عنهم الاعلام المصري..!!
نشر في حريات يوم 31 - 12 - 2017

في هذه الأيام التي افتضح فيها أمر النظام الحاكم في السودان على نطاق العالم، وأصبح مكان استهزاء من الجميع نتيجة للتخبط والشطط الذي يمارسه على رؤوس الأشهاد، وتغطية لفضائحه السياسية والاقتصادية العابرة للقارات شنت أدوات النظام واقلامه والمحسوبين عليه حملة ضارية على كُتاب المعارضة وصحفيها واعلاميها، وجندت لها كل من هب ودب، والمفارقة العجيبة في هذه الحملة أنهم يريدون لمن اعتقلوهم ومنعوهم من الكتاب وشردوهم بين الأمصار أن يدافع عنهم وعن مواقفهم الرديئة بحجة الوطنية التي قتلوها بدم بارد..!!.
يحسبون أنفسهم أذكياء ليحملونا وزر فشلهم في بناء علاقات سليمة وواقعية مع الشعوب والدول، فالنظام ومؤيديه الآن يتباكون على الدفاع عنهم، وهم الذين شردوا الكفاءات التي كان يمكن ان تبني وطنا قويا يكون يوفر الأمن الغذائي للعالم من حوله، وطنا قوية لا يطمع فيه الاخرين، وطنا له شخصية قوية لها احترامها وتقديرها مثلما كان يوما ما، لكنهم طردوا الكفاءات والخبراء، صراخكم وعويلكم لا ينفع إلا أن تغيروا سياسة القتل والتعذيب والتعالي على الاخرين، إن كفاءات السودان الموجودة في البحرين فحسب يمكنها ان تكون زخرا لسودان جديد قوي بإمكانياته وبفكره وعمله لكن ضعف الطالب والمطلوب..!!.
إن سنوات حُكم النظام التي قاربت على الثلاث عقود من الزمان قد فعلت في مؤيدي النظام ما فعلت، بحيث أصبحوا لا يرون مثلما نرى، ولا يشعرون مثلما نشعر بعذابات شعبنا في جبال النوبة، ودارفور، والنيل الأزرق التي أبكت الجبال الرواسي، العديد من الفيديوهات التي صورت ساعات الرُعب في جبال النوبة للأطفال الذي يختبون من ازيز الطائرات القاذفة للهب والموت، ومشاهد القرى المحروقة في دارفور ورائحة التشفي والقتل بدم بارد في ديم عرب ببورتسودان، وفي أمري وكجبار عندما فتحوا النار على المواطنين العُزل الذين كانوا يطالبون بالإنصاف، إن مؤيدي الحزب الحاكم لا يرون هذه المجازر والجرائم التاريخية التي ارتكبت في بني شعبنا.
وفي خضم رفضنا واستنكارنا لما يحدث ببلادنا العزيزة ينبري لنا الكثير منهم رافضين استنكارنا الذي نعتبره أضعف الايمان، في مقابل الألة العسكرية والأمنية بكل أنواعها، كنت قد تساءلت في مجموعة سودانية عبر الواتساب في معية عدد كبير من الأخوة السودانيين بمملكة البحرين عن "ما هي انجازاتنا نحن في مقابل الإنجازات ذكرها أحد الاخوة للرئيس التركي في بلاده"، فانبرى لي الأخ المهندس سعد (بومحمد) برد طويل عبّر فيه عن غضبه لما بدر مني من تساؤل، مستنكرا بشدة النقد الذي يوجهه الصحفيين والكُتاب للحُكم، مستشهدا بالحلقة الحوارية التلفزيونية التي تم فيها استضافة الزميل الصحفي عثمان ميرغني.
وذكر الأخ أبو محمد بأن الزميل عثمان " وكان كعادته سلبيا وناقدا لا غير. ؟!!!"، معتبرا ان النقد الذي يوجه نقدا هداما. متسائلا الأخ بومحمد بالنص " ياخي .. انا بقول ليك رؤيتكم شنو قدمتم شنو للإصلاح ماهي رؤيتكم .. هل واجبكم الصحفي هو نقد نقد نقد وسب وشتم ؟!!، أين رؤيتكم كصحفيين للإصلاح .. شغل جماعي عبر نقابة الصحفيين ماذا قدمتم من رؤية للدولة لكي ينظر فيها، ما أسهل النقد والشتم وتلفيق الاخبار من أبطال ال Key board والمواقع والصحف الإلكترونية".
وفي مقابل هذه الأسئلة اثبت له دورنا كصحفيين والمتمثل في التنوير ومخاطبة رأس الدولة وارفقت له رابط لنموذج من مقال هو عبارة عن رسالة مشهورة لرئيس الجمهورية يجدها القاري أسفل هذا المقال.
ثم يرد الأخ المهندس سعد (ابومحمد) بقوله:
" انا أتحدث عن الوطنية وانت تتحدث عن النظام وللأسف هذا الخلط هو مأساة السودان كثيرون لا يفرقون ما بين النظام والوطن عندهم هو حزمة واحدة وهذه هي مأساتنا.!!!؟، يا أخي .. أنا قلت ليك ما هو دوركم تجاه الوطن وهو يتعرض لأشرس هجوم من شمال الوادي مصر.. أسافير مفتوحة في الفضاء ليل نهار تتناول السودان كانه الحديقة الخلفية لمصر وصحفهم حدث ولا حرج من الغوغائيين والمهرجين .. والرداحين في القنوات الفضائية وهم يصفوا فيكم بالبوابين والعبيد أل ….. ؟!!، وإهراماتكم مثلث جبنة .. وعندكم مول واحد ( مول عفراء) وقالوا كمان صاحبو تركي، غوغاليين يصفوكم بأبشع الوصف والدونية … ثم تحولوا الحديث عن النظام !!!؟، يا اخي .. القلم أمانة أعطوه حقه دافعوا عن وطنكم بما يليق به انشروا الحقائق وماذا قدم السودان لمصر وما هو المقابل سوى الطعن بالخنجر في الظهر".
ويضيف الأخ بومحمد لا فض فوه متسائلا " أين المهنية وما هو دور الصحفي .. ضعوا خلافاتكم مع النظام مؤقتا وردوا الصاع صاعين لمن يتطاول علينا .. هذا دوركم كصحفيين ونحن ليس بصحفيين ولكن صمتكم وإحجامكم عن التصدي لهؤلاء الغوغائيين دفعنا دفعاً لكي نبيع الماء في حارة السقايين .. وأظنك فاهم قصدي !!؟، نحن نتحدث عن الوطن والوطنية لا تقودونا الى مواضيع إنصرافية الآن.!!؟.
(1)
الأخ بومحمد في رسالته الموجه لي قال كلاما كثيرا عن الصحافة المصرية والصحفيين المصريين وعن الوطنية، مكررا حديثه حول دور الصحفيين. وها أنا أرد على أهم ما وجهه لي ولزملائي الصحفيين.
وبادي ذي بدء.. أخي المهندس الأخ سعد (بومحمد)
إن الصحفيين ليس من واجبهم ألبتة تقديم رؤى الإصلاح السياسي والاقتصادي وإن كان بإمكانهم ذلك، الصحافة وسيلة تنوير وارتقاء بمعلومات المواطنين، ووضعهم في صورة الاحداث، وكذلك من واجبها ترسيخ القيم الإنسانية في المجتمع من خلال المواد الصحفية المختلفة ، والصحافة ليست مؤسسات سياسية وحزبية حتى يكون دورها الأساسي تقديم حلول، لأن أي دولة في الكرة الأرضية لها مؤسسات تشريعية وتنفيذية وثقافية وسياسية من واجبها لعب دور تقديم الحلول.
في تطرقك لما جاء في حديث الزميل الأستاذ عثمان ميرغني لم اشاهده، وعلى الرغم من اختلافي المحدود مع عثمان ميرغني إلا أن غالبية فئات الشعب السوداني يعرف ما تعرض له الزميل ميرغني من انتهاكات ومن محاولات اغتيال بسبب كتاباته التي عبر فيها عن وجهة نظره حول العديد من القضايا وهو أكثر الزملاء الذين تعرضوا للاعتقال والتهديد بالقتل منذ بداية حديث الصحافة السودانية عن محاولة اغتيال الرئيس محمد حسني مبارك المتهم بها علي عثمان محمد طه ورفقاءه في منتصف التسعينات.
الأخ الأخ سعد (بومحمد) ذكرت في كلامك الآتي:
"الوطن وهو يتعرض لأشرس هجوم من شمال الوادي مصر.. أسافير مفتوحة في الفضاء ليل نهار تتناول السودان كانه الحديقة الخلفية لمصر وصحفهم حدث ولا حرج من الغوغائيين والمهرجين .. والرداحين في القنوات الفضائية وهم يصفوا فيكم بالبوابين والعبيد أل ….. ؟!!، وإهراماتكم مثلث جبنة .. وعندكم مول واحد (مول عفراء) وقالوا كمان صاحبو تركي، غوغاليين يصفوكم بأبشع الوصف والدونية … ثم تحولوا الحديث عن النظام !!!؟".
بالله عليك تريد التغاضي عن ما يحدث في بلادنا من انتهاكات ومن ظلم فادح طال الأرواح البريئة وتريدنا ان نرد على ما وصفتهم بنفسك ب" الغوغايين والرداحين والمهرجين..!!.
بالله عليك هذا كلام يصدر من عاقل..؟، .
انت وصفتهم بهذه الأوصاف تريد منا أن نكون مثلهم، وهل يقتنع الغوغائي والرداح والمهرج..؟!.
ما يحدث في الأسافير بين الغوغايين والرداحين والمهرجين معركة من غير معترك..
وللأسف جميعكم مؤيدي النظام الحاكم تبعدوا أنفسكم ونظامكم من المسؤولية وتلقوا بها على كاهل الآخرين، الذين لا حول لهم ولا قوة، ويتعرضون للانتهاكات اليومية والسجن والاعتقال والتعذيب، بل وقطع الارزاق لأنهم كتبوا رايا يختلف مع النظام فيما يقوم به من دور هادم للوطن ولتاريخه.
ومن هنا أحي كل الزملاء الصحفيين على امتداد المعمورة الذين اكتووا بنيران الظلم والتعذيب والاعتقالات والطرد من العمل، كما أحي الشرفاء أصحاب الصُحف في السودان الذين تتعرض صحفهم يوميا للمصادرة من المطبعة، إمعانا في الظلم والخسارة والاضطهاد، الزملاء الصحفيين والصحفيات في هذا العهد القمئ تعرضوا لأبشع حملات العداء والكراهية والقسوة، وانت تتحدث عن السب والشتم والجميع يعلم ان الشتم يمارسه كُتاب الحزب الحاكم ومؤيديه، وإذا لم تعرف ذلك يمكنني ان أبث إليك عشرات المقالات لإسحاق احمد فضل الله وغيره، وما فيها من ألفاظ بذيئة لا تشبه لغة الصحافة السودانية التي نعرفها، واتحداك ان تراجع مقالات الذين تقصدهم من المعارضين وهل تجد من بينهم من ستخدم لغة السب والشتم، هؤلاء هم مصابيح الدجى أعلام المعرفة.
هؤلاء هم الوطنيين الأحرار الشرفاء الذين لم يبيعوا الوطن بثمن بخث كما باعه أرباب النظام وحارقي بخوره، الصحفيين خرجوا من رحم حواء السودان أقلام وألسنتهم العفيفة والشريفة لا يحتاجوا لاستخدام الشتائم كما يفعل الآخرين، و الصحفيين الذين أوجعوا قيادة النظام في السودان حتى منعهم الكتابة هم الزملاء الأعزاء الأساتذة عثمان شبونة وزهير السراج، د. القراي، حيدر المكاشفي، عبدالله الشيخ، أبو ذر علي الأمين، فايز السليك، أمل هباني، رشا عوض، أشرف عبد العزيز، الطاهر ابو جوهرة، وأخرين كثر حفظهم الله جميعا ورعاهم أين ما حل بهم المقام، هؤلاء جميعهم ممنوعين من الكتابة في الصحف بأمر من جهاز الامن، وفي ذات الوقت يصادر الصُحف من دور النشر بدون أي مسوغ قانوني او أخلاقي، حتى أن النظام الحاكم يتجاوز في عرقلة الصحافة كل القوانين حتى القوانين والتشريعات التي صدرت من النظام نفسه..!!.
(2)
الأخ سعد (بومحمد)
تقول في معرض ردك على كلامي:
"نحن نتحدث عن الوطن والوطنية.. لا تقودونا إلى مواضيع انصرافية الآن".
للأسف انت وكل من يؤيد نظام القتل في السودان لا تعرفون معنا الوطنية ألبتة..معنى الوطنية عندكم أن نوالي النظام الحاكم في كل ما يفعله وما يصدر عنه كما انت تفعل حاليا، ولم أجد لك يوما موقفا واحدا تتبرأ فيه من المظاليم التي عمت أجزاء كبيرة من البلاد، وكل ما يأتي وزير (سوداني) في الجالية بالبحرين يردد الأكاذيب والتلفيق كنت تصفق فرحا ومعجب بما قيل، وأتذكر بجلاء شديد يوم أن جاء مصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار ودلق كمية من الأكاذيب عن إنجازات، وعن مشروعات وكنت أجلس بالقرب منك ورأيتك سعيدا جدا جدا وتصفق بحرارة لكل ما ذكره ذلك الرجل الذي وصف السودانيين بالشحاتين..!!.
لكن ما هي إلا دقائق تحدث الأخ – صديق المتخصص في استيراد الخضروات للبحرين والسعودية من كل انحاء العالم، متحدثا للوزير وللحضور بألم شديد عن ما وصلت إليه الدولة من تدهور، وقد كشف الأكاذيب التي تريدون منا أن نصدقها، وفنّد كل حديث وزير الاستثمار بالأدلة الدامغة، ذاكرا بأنه حاول مرات عديدة وبشتى الطرق استيراد خضروات وبكميات كبيرة من السودان للبحرين لكنه لم يستطع لذلك سبيلا، وجميعنا نعرف لأن أجهزة الدولة فاشلة وعلى رأسها من ليس له علاقة بهذا المجال، لأن الدولة أصبحت جهوية ولا تحكم بالمؤسسات بل مجموعة من العصابة تمارس فينا حقدها وانحدارها الأخلاقي.
(3)
يوم الخميس الماضي 28 ديسمبر الجاري نشرت صحيفة (أخبار الخليج) البحرينية خبر عن وصول 40 شحنة خضراوات من 7 دول وهي الأردن ومصر والسعودية وعمان والإمارات وتركيا واليمن، حتى اليمن في ظل ما تعيشه من أحداث صدّرت انتاجها الزراعي للبحرين، ما عدا السودان الذي كان يصدر انتاجه الغذائي لأبعد دول في العالم، بالله عليك يا سعد هذا الخبر ألم يحرك فيك شيئا وانت تتحدث عن الوطنية والانصرافية.؟!.
بالله عليك أي طريقة تريد بها معرفة ان النظام الذي تصفق له قد دمر البلاد وامكانياتها الاقتصادية…؟.
هذا الخبر كفيل أن يعرف الحجر والشجر أن السودان وصل مرحلة من الانهيار الاقتصادي عصية على التوصيف إذا كانت أسواق البحرين على بُعد اقل من 3 ساعات سفرا بالطائرة لم تصلها الخضروات السودانية، وتصل إلى البحرين من بلاد تبعد عنها حوالي 20 ساعة طيران، إن نظام الحُكم في السودان ليس له كرامة ولا شرف ولا أخلاق، واعتقد ان أي انسان يعمل فيه او يتعاطف معه مسؤول أمام الله سبحانه وتعالى وأمام التاريخ، إذا كان يشتري طائرات ومقاتلات بمئات الملايين من الدولارات ولا يوفر مدارس مهيئة للدراسة حتى في ولاية الخرطوم، دعك ان يزرع ليكفي شعبه شحدة الآخرين، إن عدد من السفارات السودانية في بعض دول الخليج حكومة النظام لا تدفع ايجاراتها ولا ايجار بيوت السفراء…!!.
أي حكومة هذه وأي نظام أورثنا الذل والمهانة، بعد ان كنا اليد الطولى في الانفاق وفي بناء الدول والمؤسسات الإقليمية والدولية الآن تتفضل علينا الدول بل لا زلنا برغم شراءنا للطائرات المقاتلة نستقبل الإعانات من الأمم المتحدة. !!.
وتتحدث اخي سعد عن مهمة الدفاع عن النظام مقابل الاعلام المصري. !!.
كل هذا الفشل والانحطاط الذي تعيشه بلادنا لم يفتح الله عليك بكلمة، غير ما تنشره هناك وهناك من مشاعر عاطفية بلا منطق ولا فكر وقد ذكرت لك وللآخرين أن العاطفة لا تبني وطنا، وأن المواقف الوطنية هي التي تمنحك القوة على قول الحق مهما كانت قوة السلطان، وهذا ما قام به ويقوم بها الشرفاء من زملائي الصحفيين في الداخل والخارج، وقد دفعنا جميعا ضريبة هذه المواقف، ولم ندفن رؤوسنا في الرمال كما تفعلون.
الوطنية يا سعد مواقف من أجل الرقي بالوطن وبأهله، والوطنية هي الإحساس بما يحدث لأهلنا في دارفور وفي جنوب كردفان وفي النيل الأزرق وفي كل مكان في أرض الوطن وقع فيه ظلم، نرفض ما يتعرضوا له وننتقد الظلم لأي لأذي وقع عليهم، ولا يهمنا ان تقولوا فينا ما تقولون، لأن التاريخ يسجل المواقف بمداد من نور، ويكفينا شرفا وعزة اننا كشفنا الفساد في دولة الظلم هذه بالأدلة والوثائق والصور وعلى كل المستويات، حتى أجبرنا النظام الحاكم على أن يؤسس مفوضية لمكافحة الفساد، بعد ان كان يرفض في السابق الحديث عنه، نعم لم يحاسب أحدا من الرؤوس الكبيرة لكننا قمنا بالواجب، وأصدرنا العديد من الكتب والمؤلفات التي خاطبت مجمل القضايا الوطنية، وكشفنا فيها التجاوزات.
الانصرافية اخي سعد التي تتحدث عنها مارسها النظام الحاكم عندما ضائق على الخبراء والكفاءات الوطنية حتى خرجوا من البلاد، وفي البحرين ودول الخليج يوجد الكثير منهم الذين نطقوا بآراء حسبها أرباب النظام معارضة وحرب ضدهم، وكل بلاد العالم امتلأت بالذين جار عليهم النظام الذي تصفقون له وتهللون بما يصدر عنه من قرارات، ومن خلال مقالاتي التي نشرتها ذكرت كثيرا ان النظام في السودان هو من صنع اعداءه من السودانيين لأنه لا يعرف مخاطبة المواطنين إلا بالسلاح والقتل، كما حدث في دارفور وفي بورتسودان وأمري وكجبار بدم بارد، والاغتيالات والتصفيات الجسدية حتى داخل عضوية النظام تحدث عنها المسؤولين قبل المعارضين، وأن الممارسات القمعية التي حدثت حتى في الجامعات لأبناء الولايات البعيدة، والعنف العنصري الذي مارسته أجهزة النظام الحاكم لم يحدث في أي بلد في العالم، لم نراك يوما واحد قلت فيها كلمة لكنك حاضرا جدا وبقوة ضد الصحفيين المغلوب عليهم.
هذا ردي عليك اخي سعد..وإن عدتم عدنا بلا شك..
(4)
مارسنا الكتابة قبل 35 عاما وقد تفتّحت بصيرتنا وانفتحت الآفاق أمامنا معرفة وفكرا، وقد لعبت في ذلك الخلوة مع النفس الدور الكبير في استبصار الطريق، لذلك بالفعل نرى ما لم يراه أعداءنا، أعداء الإنسانية واعداء الوطن، ويوما من الأيام عندما كنا نكتب في صحيفة (أجراس الحرية) وفي بدايات بروز موقع (الراكوبة) الواسعة الانتشار ، كنا والحمد لله ولا زلنا نكتب عن قضايا شعبنا في المقابل كان كُتاب النظام أمثال الطيب مصطفى واسحق فضل الله وود الزومة، ومحمد وقيع الله يصفوننا بكتاب (المارينز) ويطلقون علينا (عملاء المخابرات الأجنبية) فقط لأننا كنا ندافع عن قضايا الوطن، برغم ان لغتنا وكتاباتنا مهذبة وتنم عن مسؤولية وطنية لم تحمل شتائم ولا همز ولمز كما كان هؤلاء الذين ذكرتهم، والذين كان يغيهم غيظا شديدا ان المواطن السوداني أصبح يثق فينا فكانت تصلنا وثائق الفساد من الوزارات ومؤسسات الدولة فنشرناها وبصّرنا شعبنا بالحقائق، وتم التشديد في الوزارات والاجتماعات ومحاضر الاجتماعات وتزامن ذلك مع الهجمات الالكترونية على حساباتنا الالكترونية بغرض معرفة من يرسل لنا الوثائق والأدلة لكنهم فشلوا فشلا زريعا.
وبعد سنوات قليلة حدث ما يكن في الحسبان إن كُتاب النظام أنفسهم بدأوا يكتبوا عن الفساد في الدولة من بينهم اسحاق احمد فضل الله والطيب مصطفى ود. محمد وقيع الله الذي دخل معنا ومعي شخصيا في معركة أثبات الفساد حتى أيقن بصدق ما كشفنا فكتب هو نفسه عن الفساد ثم خرج من السودان غاضبا، والان يعمل في إحدى جامعات دولة الامارات العربية المتحدة بإمارة الشارقة كما ذكر لي أحد الاخوة هناك، نجحنا في مسعانا لأننا لا نتبع أحدا من الناس او من التنظيمات او من الدول أو من المنظمات الدولية، بل نتبع شعبنا الذي حاصرته المظالم واضطهاد منتسبي النظام، شعبنا الابي الذي يتحمل كل يوم ضغوط الحياة وسرقة المال العام وارتكاب الموبقات في السياسة والاقتصاد، وقد ساءنا وآلامنا كثيرا ما حدث في بلادنا من دمار ومن انحطاط في الحُكم، والدليل عن أننا نزخر بوطنية عالية التوصيف أشياء كثيرة لم نكتب عنها مراعاة للوطن الجريح، وللأخلاق التي تربينا عليها، عكس كُتاب النظام الذين باعوا الوطن بدراهم معدودة.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.