د. مزمل أبو القاسم يكتب: جنجويد جبناء.. خالي كلاش وكدمول!    محمد وداعة يكتب: الامارات .. الشينة منكورة    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    الخارجية الروسية: تدريبات الناتو في فنلندا عمل استفزازي    مصر تنفي وجود تفاهمات مع إسرائيل حول اجتياح رفح    السوداني في واشنطن.. خطوة للتنمية ومواجهة المخاطر!    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    "تيك توك": إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    مدير شرطة شمال دارفور يتفقد مصابي وجرحى العمليات    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    طائرات مسيرة تستهدف مقرا للجيش السوداني في مدينة شندي    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هب جنة الخلد اليمن لا شيء يعدل الوطن


المشردون في الأرض:
جاء في الأخبار بعد توقيع اتفاقية نيفاشا وتوقف الحرب ان الدوائر العلمية المختصة بحماية الحياة البرية رصدت أكبر هجرة جماعية من نوعها في التاريخ من الدول المجاورة الي جنوب السودان، ويقدر العدد بمليون ومأتي ألف من الحيوانات الوحشية منها ثمانمأة ألف من الظباء بمختلف أنواعها، ولا يساوى ذلك عدد النازحين من الناس واللاجئين الي الدول المجاورة والثكالي والضحايا والأرامل والأيتام من ضحايا سياسة الأرض المحروقة في الجنوب ودارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، وفي الثمانينيات من القرن الماضي شوهد النعام علي شاطيء النيل بمنطقة أبوحمد، وفي الطريق عبر صحراء بيوضة من السلمات بالمناصير الي المتمة شاهدت الظباء تجفل أمام اللورى يمينا وشمالا، وشاهدت عربة لاندكروزر يقودها سوداني ومعه رجلين من عرب الخليج الذين كانوا يمارسون هوايتهم الدموية، وفي الكويت تحاكم رجل بالسجن لأنه قتل ظبيا لكن ذلك مباح في السودان ورسوم سياحية وبند من ايرادات الميزانية، وعادت بنا الزراعة الآلية الي عصور الاقطاع فاضطر الناس للاعتداء علي محمية التندر ومحمية الردوم في جنوب دار فوروقال مزارع ان الانسان أولي بالأرض من الحيوان، فقد هاجرت الحيوانات الوحشية الي الصحراء هربا من الحرب والزراعة الآلية والمزارعين والرعاة لكنها لم تفلت من الانسان وعرباته السريعة وأسلحته الفتاكة، وأذكر أن الشرطة بامرمان ضبطت البكاسي المحملة بجثث الغزلان وربما كان ناس الخراطيم يأكلون لحم الغزلان مخلوطا بلحم الماعز، وشاهد الناس في دارفور لغزال الدارفورى يعود الي الصحراء في دارفور فاستبشروا خيرا لكن أحوالهم تزداد سوءا يوما بعد يوم، ولم يكن انسان السودان أفضل حالا من حيوانه وثلث السودانيين هاجروا من السودان، وعلي شاشة التلفزين وفي فيلم تسجيلي شاهدت شابا سودانيا يقود عربة تجرها الكلاب في بلاد الاسكيموا، وجاء في الأخبار ان مرتزقة من السودان شاركوا في محاولة انقلابية في غينيا الاستوائية، وكيفلا في السودان 15 انقلاب ومحاولة انقلاب في ثلاثين عاما، ومن أغاني البنات حبيبي قال معليش اتعلم حركات الجيش وسنة يا ولد العساكر خربوا البلد، وكان العرب في جاهليتهم وطنهم حيث كان الماء والكلأويعرف بالحمي، ونشرب ان وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطيناا، وقال علي بن أبي طالب الفقر في الوطن غربة والغني في الغربة وطن لكن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، وقال أمير الشعراء هب جنة الخلد اليمن لا شيء يعدل الوطن ووطني لوشغلت بالخلد عنه نازعتني اليه في الخلد نفسي، وقال بن ميّادة بلاد بها نيطت علي تمائمي وقطعن عني حين أدركني عقلي، وقد يولد الانسان وينشأ ويترعرع في غير موطنه لكن ذلك لا يشفيه من الاحساس بالغربة والشعور بالدونية والحنين الي وطن الآباء والأجداد ولا عزة لانسان الا في وطنه، وقال شاعر لم أر عز المرء الا عشيرة ولم أر ذلا الا نأيا عن الأهل، وقال البحترى ان فارس الخضراء لا تغني عن ربوع عنس وعبس وصخورها الملساء ورمالها المحرقة، وفي الأندلس بكي شاعر عربي عند نخلة نأت عن بلد النخل، وقال عمر بن أبي ربيعة علي لسان محبوبته بالله قولي له في غير معتبة ماذا أردت بطول المكث في اليمن ان كنت حاولت دنيا أو نعمت بها فما أصبت بترك الحج من ثمن وكان عمر مواطنا مكيا وكان الحج سوقا وموسما ثقافيا واجتماعيا وحكايات تسير بها الركبان، والمغتربون في زمان الترابي وحيرانه قد يصيبون دنيا لكنهم لا ينعمون بها لأنهم غرباء غير مرغوب فيهم أينما حلوا، كالبدون في الكويت والفلسطينيين في سوريا ولأردن ولبنان، والغجر الذين لا تعترف بهم المجتمعات التي يعيشون فيها، والأسيويين الذين طردهم ايدى أمين من أوغندا للعنترية والدعاية السياسية، والهوتو الذين شاهدناهم علي شاشة التلفزيون يحملون أمتعتهم علي رؤسهم بحثا عن ملاذ آمن، والهاربون من الابادة الجماعية في دارفور الذين غادروا أرضهم وديارهم وواصلوا السير ليلا ونهارا كالحيوانات الهاربة من الحريق في الغابة ولو أنهم وجدوا ملاذا في مصر وليبيا لما لجأوا الي اسرائيل، والناس لا يفعلون ذلك الا في حالة الرعب والخوف علي حياتهم والا اذا رأوا أكل التمساح في غيرهم وليس من رأى كمن سمع، وغادر ايليا أبو ماضي لبنان صبيا وعاد كهلا والوطن في منظوره مراتع الطفولة والصبا، وذلك الولد الذى دنياه كانت هاهنا يتسلق الأشجار ويخوض في وحل الشتاء وكم تشيطن كي يشاع القول عنه تشيطنا، وشفت ناس ظالمين كتير لكن الترابي وحيرانه أظلم من ظلم، فقد أغرقوا مراتع الطفولة والصبا بالجزيرة شرى بدار المناصير وحرموني من ميراثي في الأرض والنخيل الذى يحكمه قانون السماء وعزلوني من اخوتي وشركائي في الميراث فخرجت من مولد التعوضات بدون حمص وكان بالفعل مولدا وفوضي ادارية ومالية وفسادا وافسادا، فقد أغرقت ادارة السدودود اشجار النخيل قبل الاحصاء وألغت قانون التركات والسلطة المحلية المختصة باصدار الاعلان الشرعي، واقتلعني من جذورى ووطني الصغير لأني أعيش خارج المناصير وكنت موظفا عاما مجال عملي السودان كله وكان يصلني شوال تمر أينما كنت عن طريق مكاتب الترحيلات الاقليمية في رمضان كل سنة، وحظروني من العمل الصحفي وقطعوا رزقي وقطع الرزق كقطع الرقبة، ولا ذنب لي سوى أنني كنت أدافع عن وطني الصغير، ومن ليس به خير لوطنه الصغير لا خير فيه لوطنه الكبير يد سلفت ودين مستحق.
الدين والوطن:
للحيوانات والطيور في الغابة الف ووطن تدافع عنه ضد الغرباء الطامعين في خيرات الأرض وأسباب الحياة ومتطلباتها فكيف يكون الانسان بلا وطن في عالم يتزايد سكانه وتتناقص موارده؟ وخصوصية يعرف بها في المجتمع الدولي؟ والوطن في عصرنا هذا جنسية الانسان وهويته في كل الموانيء البرية والبحرية، وفي الوطن معني ليس في الدين وفي الدين معني ليس في الوطن، لأن الوطن حق خاص والدين حق مشاع لكل الناس ومن شاء قليؤمن ومن شاء فاليكفر ولكم دينكم ولي دين ولا اكراه في الدين كعلاقة بين الانسان وخالقه ولا يكون الدين دينا الا اذا كان كذلك، ويقوم الوطن علي الأرض والتاريخ المشترك ولا يقوم علي العرق أو الدين، ولا يوجد في عصرنا هذا مجتمعا متجانسا عرقيا ودينيا في الماضي أو الحاضر وأرض الكفر وأرض الاسلام الا في أوهام الفقهاء الأولين، وأين الأمبراطوريات الرومانية والفارسية والاسلامية ، وقال أرسطوا ان الأمبراطوريات كائنات غير طبيعية لأنها تسترق الأمم والشعوب، وأين الأكاسرة القياصرة الإولي كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا من كل من ضاق الفضاء بحيشه حتي مضي وحواه لحد ضيق، أبو الطيب، وتلك أمة قد خلت من قبلها الأمم،قرءان كريم، ومن كان يتصور ان الأمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس ستصبح دولة كسائر الدول الدول وان الدول الأوربية ستصبح مجتمعات تعددية دينا وعرقا؟ ولن تتوقف حركة التاريخ عن الدوران والعولمة مرحلة من مراحل تاريخ لها ما بعدها، وقال محمود محمد طه ان البشرية قد ترقي الي مرحلة من التمدين والرقي بحيث تنتفي الدولة، وقال ممد اقبال ان الانسان في القرآن كائن لم ينتهي الله من صنعه بمعني أنه يتحقق باستمرار، ومن ذلك أناس يخاطرون بحياتهم في حماية الحياة البرية وأناس يسارعون في الخيرات ولو كان بهم خصاصة ويجودون بالروح والجود بالروح أقصي غاية الجود، وفتاة أمريكية جاءت للتظاهر مع الفلسطينيين فدهستها دبابة اسرائيلية، وكان الناس قبل الدولة شعوبا وقبائل تتصارع علي خيرات الأرض، وجاءت الدولة لحماية الموارد الطبيعية وصيانتها واستثمارها لصالح الجميع والصراع ضد مصلحة كاقة الأطراف، لكن شياطين الانس أمثال الترابي وحيرانه لا يعجبهم ذلك للصيد في الماء العكر، وقد خلق الله الانسان لاعمار الأرض وليس للافساد فيها بالفتن والصراعات، وتتكامل الموارد الطبيعية وتتفجر طاقاتها كلما اتسعت رقعتها وتعددت مصادرها، ولا تقوم الدولة الا علي واقع تعددى والتعدد في الأسرة الواحدة ويقول السودانيون البطن بطرانة والنار تخرى الرماد، وقد خلق الله الناس مختلفين شكلا ومضمونا وقد يكون التشابه ممكنا لكن التطابق مستخيل، وخلق الله الخير والشر في طبائع الأشياء ولولا الشر لما عرف الخير ولولا الباطل لما عرف الحق، واتهمني ترابي بالتهجم علي شيخه وهدد وتوعد وأرغي وأزبد، وفي التلفزيون اللبناني فنان متخصص في تقليد الشخصبات العامة لكن حزب الله احتج بأن حسن نصر الله شخصية دينية لا يجوز التعامل معها كسائر الشخصيات المدنية، ولا قداسة مع السياسة وعندما تمرد الأزهرى وجماعته علي وصاية السيد علي الميرغني قال يحيي الفضلي لقد صرعنا القداسة علي أعتاب السياسة وكان ذلك مضمون رسالة عرفات محمد عبد الله الي السيدين بمجلة الفجر قبل انقسام مؤتمر الخريجين الي أحزاب طائفية، والأحادية نظام غير طبيعي يتنافي مع طبائع الأشياء وقوانين الطبيعة والفطرة والوجدان السليم وآيات الحرية والتسامح والتدافع السلمي بين التاس قي معترك الحياة، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولو كان فيهما اله غير الله لفسدتا فالأحادية افساد في الأرض بصريح القرءان، ولولا الفصل بين الدين والدولة لما كانت المسيحية أوسع انتشارا والفضل في ذلك لآيات الحرية والتسامخ قي القرآن الكريم فقد كانت أول ترجمة لمعاني القرآن في القرن الحادى عشر علي يد المستعربين اليهود في الأندلس وكانت كتب بن رشد تدرس قي الجامعات والمعاهد الأوربية فهذه بضاغتنا وقد ردت الينا لكننا لانزال نعيش في عصر الفوضي الدينية في أوربا في القرون الوسطي.
استباحة السودان:
هذه حقائق موضوعية وواقع في الذهن وخارج الذهن كالشمس في وضح النهار لا تحتاج لبرهان ولولا شنئان الترابي وحيرانه والسايكوباتية الاجرامية، وكيف يجوز في الأذهان حكم اذا احتاج النهار الي دليل، والواقع يتحدث عن نفسه ولا يحتاج لاعترف من من الترابي وحيرانه، وعندما قال الترابي ان السودان ليس هدفا بمعني أنه أرض ومنطلق لأهداف خارجية ووسيلة وليس غاية، ودعا الي تجييش الشعب السوداني ليغزو به العالم وقال ان الحدود بين الدول العربية والاسلامية مؤامرة استعمارية، وألغي تاشيرة الدخول لمواطني الدول العربية والاسلامية واستباح السودان لكل طريد شريد خلعته قبيلته وتبرأ منه قومه، كانت طوابير السودانيين تمتد كل صباح أمام سفارات الدول العربية والاسلامية طلبا للعمل أو العلاج ويعودن الي بيوتهم خائبين راضين من الغنيمة بالاياب، ومن هذه الدول النظم الوراثية التي مولت اسقاط الدولة القومية واجهاض الديموقراطيةخوفا من عدوى الديموقراطية السودانية، وانتهي ذلك الي اهتراء تركيبتنا الوطنية وشعورنا القومي، بدليل ان المواكب سارت في شوارع الخرطوم تضامنا مع الضحايا في غزة وسوريا لكن الضحايا في السودان لم يحس بهم أحد في السودان، فقد أصبح السودان وطنا بلا وجيع وسؤالا يحتاج لاجابة ونزاعا يحتاج للوسطاء ولأجاويد وصراعات دامية تحتاج لتدخل النجتمع الدولي وشركة تحت التصفية، واتضح ان ما يعرف بقسمة السلطة الثروة وظائف دستورية للكبار ووظائف مدنية للصغار وضبابين السياسة من الهتيفة والمطبلين، وبيت أبوك كان خرب شيل ليك منو شلية، وفي مشاكوس كان السودانيون يقتسمون ميراث أبيهم وهو لا يزال علي قيد الحياةعقوقا ونكرانا ليد سلفت ودين مستحق، وعدنا كما كنا في نهايات القرن التاسع عشر شتاتا متنافرا من القبائل والشعوب، وفي حديث بقناة أمدرمان كان غازى صلاح الدين في جلسة للتلميع والتبييض والدعاية والاعلام، وكان ضياء الدين بلال شكارة وعطارا يصنع من الفسيخ شربات، لكن ذلك كالمساحيق في وجه العجوز المتصابية، وأذكر ان غازى صلاح الدين قال ان الأثيوبيين النصارى أقرب الينا من المسلمين في جنوب السودان فقد كان كالطيب مصطفي الذى ينادى بالحريات الأربعة مع مصر وليبيا ويرفضها مع دولة جنوب السودان وفي جنوب مصر ولييا شعوب أفريقية، ولم يكن انفصال الباكستان من الهند ملاذا من التعدد بدليل أنها انقسمت بعد ذلك اليي دولتين وبدليل أنها الآن نعاني من الصراعات الاثنية الدامية، وكذلك شمال السودان لم يكن ملاذا من التعدد بدليل الحرب في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وموضوعها الديموقراطية ودولة المواطنة، لكن حيران الترابي لا يريدون الاعتراف بدولة الموطنة والديموقراطية واطلاق الحريات العامة لأن ذلك يعني فتح ملفاتهم المغلقة وقانون من أين لك هذا وما يترتب علي ذلك من المطالبة بالحقوق العامة والخاصة ومن يملك التنازل عن حق أم مجدى، وأذكر ان غازى صلاح الدين قال ان الانقاذ حاولت تدجين الخدمة العامة لكن الخدمة العامة دجنت الانقاذ، وهذ الكلام ظاهره الصدق وباطنه الكذب الصريح للتغبيش والتشويش ومغالطة من الأغاليط التي يقول المناطقة أنها مقدمات تبدو صادقة لكنها في الحقيقة كاذبة والمقدمات الكاذبة لا يمكن أن تقود الي نتائج صادقة، فقد كان الصالح العام لاخلاء الوظائف لكوادرالترابي وحيرانه من الخريجين الجدد بدليل الشعارات المعلنة كالولاء قبل الكفاءة وانتهت دولة الباشكاتب للتحرر من القيود الادارية والمالية ولا بديل للنظام سوى الفوضي، ومن أصاب له أجر الاجتهاد ومن أخطأ له أجر المحاولة، فانقطع التواصل بين اأجيال الخدمة العامة الذى بدأ في حكومة غردون قيل أكثر من مائة سنة وكان استنساخا للتجربة البريطانية العريقة، وغاب أبشنب ولعب أبضنب وصار كلب الصيد في الفرسان وليّس يطلع كويّس فانقلب السحر علي الساحر، فالسلام الآن والسلام العادل والمؤتمر الشعبي احتياطي لاعادة انتاج الانقاذ حتي ننسي وحتي عفاالله عن الذى سلف،
هب جنة الخلد اليمن:
لاحت تباشير الانتفاضة وقد يسقط النظام غدا لكن المسطحين في الأرض من أصدقائها الذين ولدوا ونشأوا في عصر الانقاذ يصفونها بانتفاضة الخبز وليس بالخبز وحده يعيش الانسان الذى أراده الله حرا للدور المنوط به في منظومة الكون، وطالما ناديت بالاعداد لما بعد الانتفاضة وسقوط النظام وحذرت من لصوص السلطة الذين سرقوا الانتفاضة في اكتوبر وأبريل، ونحن مواجهون باعادة بناء الدولة القومية من حطام متناثر وبنيتنا الوطنية من شتات متنافر والتحرر من التبعية والاستعانة بالخارج علي الداخل واسترداد استقلالنا المفقود، ويبدأ ذلك باعادة هيكلة الدولة وتكوين لجنة من العلماء والخبراء ورؤساء المؤسسات الحكومية السابقين وضحايا الصالح العام، ونحن الآن نشكو من الضياع نكون أو لا نكون لكنها شكوى الجريح للغربان والرخم والطامعون كثيرون والترك قادمون باسم الخلافة العثمانية التي كانت في حقيقتها أمبراطورية تركية وقواعدهم في قطر والصومال، وقال أوردوغان انهم سيدعمون النظام عسكريا فضد من ان لم يكن ضد الشعوب السودانية المغلوب علي أمرها، وطربوش الترك ومريسة الترك ووابور الترك كل يوم أشوف دخانا تهرس في القضيب لامن يطقطق زانا فقد سبق ود ضحوية محمد أحمد المهدى والانقاذ كالتركية الأولي التي وصفها شاعر من ذلك الزمان بأنها حوض رملة قط مابيروى، واحتجني صديق انقاذى بقول جرير أقلي اللوم عازل والعتابا وقولي ان أصبت لقد أصابا، وفي أحداث أول مارس 1953 كنت من الطلاب الهاربين الي كبرى النيل الأبيض عندما لعلع الرصاص في الميدان الذى يعرف الآن بميدان الحرية أمام القصر الجمهورى وكان تمثال غردون لايزال يقف شامخا علي جمله في ذلك المكان وتمثال كتشنر يقف شامخا علي حصانه بميدان وزارة المالية الذى كان يعرف يميدان السكرتيرالادارى، فأنا شاهد شاف كل حاجة وشهادتي للتاريخ وأجيال تعاقبت لا تعرف الكثير عن تاريخ السودان الحديث والشهادة واجب ديني وأخلاقي ووطني واجتماعي والساكت عن الحق شيطان أخرس، ولا زلت أحفظ انشودة أمير الشعراء التي كنا ننشدها في طابور الصباح كل يوم ومطعها عصفورتات في الحجاز حلتا علي فنن في خامل من الرياض لا ند ولا حسن، ولا زلت أذكر ناظر مدرستنا محمد الحسين وهو يتفقد الطابور وكأنه قائدا يستعرض جنوده ويشير الينا بيده ونحن نردد المقطع الأخير هب جنة الخلد اليمن لا شيء يعدل الوطن، ولا يزال ذلك ذلك الرجل المعظيم يعيش بيننا بمدينة الرياض أطال الله عمره مع الصحة والعافية ، ولم يكن الاستعمار يسمح بالأغاني الوطنية لكن المعلمين كانوا رسل الحركة الوطنية في الريف والحضر لتخريج أجيال تتولي مسئولية الاستقلال واللحاق بركب الحضارة الانسانية، وقد صدقوا ما عاهدوا عليه ان العهد كان مسئولا، بدليل الانجازات التي حققتها الخدمة العامة بعد رحيل الاستعمار ومنها الرهد وكنانة وامتداد السكة حديد الي نيالا ومنها الي واو، وكانت الدول والمنظمات الدولية والاقليمية تستعير الخبراء من السودان، وفي جلسة من جلساتنا مع محجوب شريف في تعريشته أمام منزله بالحارة 21 قلت ان نانسي عجاج تقوقي كالقمرية وكعادة محجوب عندما يعجبه الكلام يقول أصفق لك فقد كان من المعجبين بنانس عجاج، واتفقنا علي دعوتها الي احياء تللك الأنشودة الوطنية الرائعة مع أغاني الحركة الوطنية، ولا زلت أحفظ النص واللحن العبقرى من انتاج المعلمين من عشاق الموسيقي والغناء والذين كانوا يشاركون في تحرير مجلة الصبيان ورباعيات عمك تنقو ومنهم شرحبيل، وبدأ محجوب حياته العملية معلما من خريجي معهد التربية بمريدى لكنه كان أول ضحايا الصالح العام في العهد المايوى، ونقلت وقائع نلك الجلسة في مقال بأجراس الحرية بعنوان رسالة الين نانسي عجاج وربما لم تقرأ المقال، وفي مقال بالتيار دعوت اتحاد الموسيقيين الي تنظيم مهرجان للأغنية الوطنية وتولي الفكرة محمد الأمين لكنه تراجع لأسباب يعلمها محمد الأمين، وتلاحظ كثرة الحديث عن لوطن وهم الذين صنفوه الي عرب وغير عرب ومسلمين وغير مسلمين للصيد في الماء العكر، وتلاحظ الحديث عن القوات المسلحة وظهور ضباط الجيش والشرطة في الفضائيات السودانية واختفاء الشعارات الجهادية فهم يتلونون كالحرباء ويراوغون كالثعالب حتي عفي الله عن الذى سلف ، ونادرا ما تشاهد نناسي عجاج في الفضائيات السودانية وقد يكون ذلك خوفا من شر الجماعات السلفية او طمعا في خيرها وهي التي أوقفت برنامج نجوم الغد وحاكمت بنطلون لبني أحمد حسين فكيف يكون موقفها من سفور نانسي عجاج وفي الأسافير متسع للجميع، ولا زالت الدعوة قائمة ولعل نانسي تكون من قراء الراكوبة وحريات وسودانايل، وكان المقصود بمهرجان الأغنية الوطنية دولة المواطنة، واحتفلت أثيوبيا بدولة المواطنة في ديسبمر الماضي في بلاد العفروهم قبائل عربية علي الحدود مع جيبوتي هاجرت الي أثيوبيا بانهيار سد مأرب كما أرجح، ويحاول الفنانون في الباكستان التغلب علي الصراعات الاثنية الدامية بالأغاني الوطنية واعلاء قيمة الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.