حاتم شقرون تَطرح العَلاقةُ بين الفَاعِلين الحُقوقيِّين والحَركات الّتي تُناضل من أجل حقوقٍ اقتصاديّةٍ واجتماعيَةٍ أسئِلةً صعبةً وتحدياتٍ مهمّة لمُجتمع الفاعِلين الحُقوقيّين حول آليات عَملِهم في مسَائِل الحُقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة وطبيعةِ عَلاقاتهم وتَعاونهم مع الحَركاتِ الاجتماعيّة. كما تُلقي هذه العلاقة الضوء على قُدرة الفاعلين الحقوقيين على الخُروج من أَدوار الوَساطة الَّتي تَتآكلُ مَساحاتُها المُتاحة بسرعة واستِكشاف مَساحاتٍ أُخرى يمكن أن تَتعامل بِوضوحٍ مع مُعضلات التّمثيل والوَساطة بينَ المُدافِعين عن حُقوق الاِنسان، خاصةً في مَجال الحُقوق الاِقتصاديّة والاِجتماعيّة، وبين أصحاب هذهِ الحُقوق ذاتها والذين يدافِعون عنها بأشكالٍ تنظيميةٍ مُختلفةٍ ومُتبدلةٍ. هذهِ الورقة هي الثّانية في مِحور آليات العَلاقات بينَ فاعِلي المُجتمع الحُقوقي والحَركات الاجتماعيّة المَطلبيّة والاحتجاجيّة في مصر وتُونس والمَغرب. ويسعى فيها الباحث حاتم شقرون إِلى رَصْد ديناميات العَلاقة بين المُنظّمات الحُقوقيّة والحَركات الاحتجاجيّة المُطالِبة بحقوقٍ اقتصاديّةٍ واجتماعيّةٍ في تونس قبل وبعد 14 كانون الثاني/ يناير 2011، يوم سُقوط نظام الرّئيس السّابق زين العابدين بن علي. وتَتناول الوَرقة بالأَساس الحَركات الاحتجاجيّة المُطالِبة بالتَّنمية والتَّشغيل وكيفيةِ تعاطي المُنظَّمات الحُقوقية معها. ويُركِّز الباحث على ثلاثِ حركاتٍ احتجاجيَّةٍ كُبرى شهِدتها ثلاث مناطق مختلفة من تونِس من أجل تسليط الضَّوء على طبيعة العَلاقات بين فاعِلي المُجتمع الحُقوقيِّ ومُكوِّنات المُجتمع المَدني الأخرى، وخصوصاً الحَركات الاِحتجاجيَّة، وكيفَ حاولتْ مُنظَّماتٌ ومدافِعون عن حقوقِ الإِنسان لعب دور الوَسيط بين حركاتٍ افتَقرت في أحيان كثيرةٍ إلى وِعاءٍ سياسيٍّ من ناحية، ونِظامٌ حاكمٌ يفتقر إلى آليّاتٍ مستقرّة للتفاوض وحل النزاعات حول توزيع الثّروة والسُّلطة من ناحيةٍ أُخرى. وتبحثُ الوَرقةُ أيضاً مَدى تمكُّن الفَاعِلين الحُقوقيّين من لعب دور مُفيد بصفتهم رُعاة أو مُدافِعين عن هذه الحُقوق والتَّعبير عنها في صِراعٍ سِياسيٍّ واقتصاديّ. وتُقدِّم الأمثلة الثّلاثة المُشار إليها معاً مِرآةً عاكسةً لتعقُّد العلاقات داخِل المُجتمع المَدني ذاتهِ، وبينه وبين الدَّولة في المَجالَين الاِقتصاديّ والاِجتماعيّ. http://www.arab-reform.net/ar/file/2076/download?token=7vwf-EDE