الإنهيار الإقتصادى فى السودان اليوم حقيقة يعيشها الناس، عُملة وطنية تهاوت، وأصبحت غير مُبرئة للذمة ، أسعار تقفز على مدار الساعة شاملة كل السلع، ضروريها والكمالى منها، دواء أصبح الحصول عليه مستحيل مع الغلاء والندرة، تدافع المواطنين للتخلص من مدخراتهم من الجنيه إلى أى عملة أجنبية أو سلعة رأسمالية، توقف التبادل التجارى داخل الأسواق، حالة من الكساد العام، التضخم وصل إلى ثلاثة أرقام، كلها شواهد دالة على الإنهيار الرأسي للإقتصاد الوطنى، والسقوط الحر الخارج عن السيطرة، وما زالت الحكومة تبيع الوهم الذى لا زبون له. ما يحدث الآن من إنهيار ، حتماً هو ناتج فشل تراكمى فى إدارة الإقتصاد القومى ، فقد أدارات الإنقاذ الإقتصاد بخياراتها السياسية ، وجرت خلف رغبتها فى خلق نخبة متكاملة للإستيلاء على السودان إلى الأبد ، دمرت كل المشاريع المنتجة ، سيطرت على ريع المعادن ، تمكنت من التجارة الداخلية ، عينت ملوك من الأشخاص على الواردات ، كممت الأفواه ،و أطفئت الأنوار ، فإكتملت دائرة الفساد المؤسسي ، الذى أصبح سلطة خفية على قيادات الإنقاذ نفسها، صرفت صرف من لايخشى الفقر، ولايخاف الحساب على الرشاوى السياسية والمحسوبية ، وبناء الحيازات الإجتماعية ، فأصبح الجشع تقوده الدولة مع غياب سلطة القانون ، كانت النتيجة الحتمية ما نعيشه الآن ، (جاك الموت يا تارك الصلاة ) ، فقد خسرت الإنقاذ ومن خلفها جماعتها الدين والدنيا، أصبح رأى الشعب فيهم ، سلمية سلمية ضد الحرامية ، فهو يرمز إليهم ولايحتاج لتسميتهم . ملوك البربون الجدد ، أرادوا معالجة الأزمة الكارثة بالتلهى،( المريض الحصان جيبو الحمار أكوه )، الأزمة تحت أرجلهم ، وعلاجهم منصرف لتداعياتها ، المزيد من الملاحقة للقوى السياسية ، مصادرة الصحف ، التصدى بالعنف للمتظاهرين ، فتح السجون لقيادات المجتمع ،روما تحترق ونيرون يغنى، تصدت القوى الوطنية لواجبها فى مواجهة الأزمة وتقدمت الجماهير شاهرة رفضها للنظام وسياساته ، إلتفت حولها الجماهير ، وإستجابت بحماس لدعواتها بالنزول للشوارع والتعبير عن رفض النظام وسياساته ، إتسع الرفض للواقع المؤلم ، النظام الآن وصل المدى فى إنسداد الأفق والتخبط ، بما لايصلح معه أى إصلاح غير ذهابه ، وفتح الطريق لنظام إنتقالى ، يؤسس لنظام جديد ، هذه هى الحقيقة التى ستاكدها وقائع الأيام القريبة المقبلة. يدور حديث بين المشفقين ، ويتلقفه المخًذلين ، ماهو البديل ؟ ، وماهى الحكومة الإنتقالية؟ التى تتولى الأمور بذهاب الإنقاذ ، للمشفقين نقول، البديل هو وحدة القوى السياسية الوطنية(أحزاب سياسية + القوى الثورية + تنظيمات الشباب +منظمات المجتمع المدنى )الحكومة الإنتقالية التى تحل محل النظام ، يحدد طبيعتها السيناريوا الأخير الذى يسدل الستار على الفصل الأخير ، شهدنا ذلك فى أكتوبر ، وفى أبريل ، وحكمت ذات الظروف التغيير فى مصر وتونس ، المهم فى هذه المرحلة ، هو تعزيز وحدة القوى الوطنية المعارضة ، هى الاساس والضمان للخروج الآمن لبر السلامة، هناك تحديات كبيرة مرتبطة بالتغيير، لايمكن التقليل من أهمية التفكير فيها ، ولكن معظمها ترتبط بآجال وظروف ، وهناك وعى بها ، وإحاطة وعمل صارم لمواجهتها ، بترتيبات مسئولة، الحركة السياسية السودانية ، ذات تجربة وخبرة يمكن الإعتماد عليها، فى مثل هذه المنعطفات الهامة . موضوع البديل على أهميته وموضوعية التفكير فيه ، تلتقطه القوى المُخذله والأمنية ، للتشكيك فى التغيير ، وشحنه بالمخاطر ، ومحاولة إحباط الجماهير ، بالقول يجب على المواطن الصبر ، وأن يشكرالله على نعمة الأمن ، الأمن الذى ربطه الله عز وجل بالطعام يختزله النظام فى بقاءه فقط ، الخطر الحقيقى على سلامة البلاد و أمنها ، هو فى إستمرار هذا النظام لا العكس ، المفارقة الأنظمة الشمولية تقرأ من صفحة واحده، ذات الأسئلة حول البديل طرحها نظام المخلوع جعفر نميرى فى أيامة الأخيرة ، مع إختلاف مخاطر الأمس عن مخاطر اليوم ، والآن يكررها النظام لتكريس إستمراره فى السلطة ، لللإنقاذيين نقول ، (على المكوجى سيكون بديل أفضل منكم) . الواجب المقدم أمام الحركة الجماهيرية ، الآن هو تعزيز وحدة القوى الوطنية القائمة ، وتوسيع نطاق التعبئة ، وإنتشارالرفض للنظام ، والحفاظ على التراكم المتصاعد للفعل الثورى The momentum ، بالمظاهرات والمسيرات والمذكرات ، والإعتصامات ، حتى تتبلور الكتلة الحرجة ، ويحدث التغيير ، لن يحدث هذا إذا لم نحافظ على وحدتنا ، ونحميها من الإختراقات الأمنية ، ونحافظ على الروح المعنوية للجماهير، ولا نعطى فرصة للمتربصين لنشر الإحباط ، هذا الطريق الذى إخترناه مليئى بالتحديات والمصاعب يجب أن نحافظ على ثقتنا فى أنفسنا وأننا قادرون على التغيير وتبعاته، Yes we can يجب أن تكون هى شعارنا ، وأن نزيد من التراكم الراهن حتى النصر ختامة التحشيد ومزيد من التعبئة ، هى الواجبات المقدسة التى لايجب أن نلتفت عنها ، مع ترك الأمور المتعلقة بالقضايا الفنية ، للجان محدودة من قيادات التغيير، التى يجب أن نمنحها ثقتنا وتأييدنا ، والتفويض اللازم ، لمناقشة بعض القضايا التى يفسدها الإعلان عنها، وتناولها فى الفضاء ، وتحت هذه يندرج التواصل مع الأسرة الدولية والإقليمية ، بغرض مساندة التغيير ، والتفاصيل الهامة للسيطرة الأمنية بعد التغيير ، والمعالجات العاجلة للإختلالات الإقتصادية ، حتما سننتصر ، نحن شعب خلفه إرث حضارى عميق ، وتجارب وتاريخ نضالى ممتد ، لن نعدم الوسائل فى مواحهة التحديات ، مهما كانت أوصُعبت، الثورة حتى النصر ، الخير دنا .