لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل سينتصر الهامش؟ وماذا يفعل المركز؟ صراع القاضية أم النقاط ... بقلم: صلاح جلال
نشر في سودانيل يوم 13 - 06 - 2013

فى تاريخ السودان المعاصر وفى إطار تطور المجتمع وتحديثة عملت النخب على صب القبائل السودانية فى أطر أوسع، فقد تمت بداية بتحالفات بين عدد من القبائل و أقامت وحدات إدارية أعرض لتنظم حياة الناس فظهرت الممالك والسلطنات فى التاريخ ، وقد قامت هذة الممالك على أكتاف قبيلة قائدة وقبائل مساندة مثل (ممالك النوبة فى الشمال، و ممالك الداجوا، والتنجور،والفور، والمسبعات والفونج ، هذة الممالك والسلطنات ضمت مجاميع من القبائل لتنظيم و إدارة مصالح أوسع، ساهمت فى تذويب العصبية القبلية الضيقة ، ثم جاءت المرحلة الثانية التى تبلورت بعد غزو محمد على باشا للسودان 1822 هذا الغزو ساهم فى تجذير الشعور بالخطر فى ظل الوحدات الإجتماعية الصغيرة، كالقبيلة مما سهل على الغزاة إلتهام الأرض والممالك هذا الواقع فتح أذهان السودانيين على معنى الوطنية ، ودفعهم للتفكير على الفعل الجماعى ، مستفيدين فى ذلك من روابط الطرق الصوفية التى قامت متجاوزة للحدود القبلية الضيقة ، وقد جاءت المهدية تتويجا لهذا التوجة فخلقت المشاعر القومية المتجاوزة للقبيلة والجهات و الأقاليم ، كل هذة الحقائق والتطورات لم تلغى الروابط القبلية ولكنها طورتها مع روافع أخرى، لتحقيق التقدم والنهضة. السؤال القبيلة هذة الرابطة الإجتماعية الحميدة ، مالذى حدث لها حتى أصبحت خطر على وحدة المجتمع ؟؟؟؟ الذى حدث عند قيام إنقلاب الإنقاذ فى 1989 عملت على إقصاء الأحزاب السياسية وروافدها المتحالفة معها الدينية ممثلة فى قيادات الطرق الصوفية والقبلية ممثلة فى الإدارة الأهلية ، تدمير هذا التحالف كان الهدف الرئيسى لسياسات الإنقاذ منذ استيلائها على السلطة ، فقد عملت على اقصاء الأحزاب وإفقار قياداتها وقيادات المجتمع المتحالف معها، فقد إستهدفتهم بسياسات قاصدة ومتعددة لتأسيس واقع إجتماعى واقتصادى جديد ، يكون الولاء فية للنظام القائم ، هذة الحقيقة هى التى وضعت القنبلة الأولى لتفجير المجتمع القائم ، وبناء مجتمع بديل ، فقد تم التفجير وفشل البناء ، ولهذا الفشل ظهرت هذة التداعيات التى نعيشها الآن ، ونسبة لحالة السيولة الكاملة التى خلقها التفجير الأول تصدت قيادة من باب الحرص على المجتمع المحلى والطموح الذاتى لمحاولة خلق مركز لمقاومة الخطر الذى شعرت بة المجتمعات المحلية هناك وهذا مافتح الطريق للإستقطابات الإثنية فى غياب الأحزاب وحلفائها ، اذن هناك واقع موضوعى دفع لظهور الإثنية المسيسة خاصة فى درفور، فهى لم تكن مؤامرة خارجية إنما هى حاجة موضوعية فى بدايتها فرضها الفراغ السياسي الذى أحدثتة الإنقاذ ، فالإثنية المسيسة بهذا المعنى قد إستلمت كرت دعوة للدخول فى الحياة السياسية كفاعل رئيسى.
فى ظل هذة المعطيات المذكورة ظهرت الحركات المسلحة فى دارفور وهى تعبر عن إنحراف حاد فى مسار الصراع الرئيسى بين الهامش والمركز ونتاج سياسات النظام الإقصائية ، ولكنها أيضاً مستندة لجذور تاريخية من المظالم و الإحساس بالتهميش ، ومشحونة بتطلع قطاعات من الأجيال الجديدة للسلطة والثروة والنفوذ ،عطفاً على حالة عدم الإستقرار المتطاول فى دارفور ، الناتج من الحروب التشادية وتحالفاتها الإقليمية والجفاف والتصحر الذى خلق الفجوة بين الرعاة والمزارعين ، كذلك تأثرت هذة الحركات بمكونات تاريخية ممثلة فى جبهة نهضة دارفور وتنظيم حركة سونى واللهيب الاحمر وغيرها من تحركات النخب الإقليمية المتطلعة للتنمية والتقدم والمساواة ، و تأثرت بالمشاهد الثورية لصراع السلطة فى الجارة تشاد التى لم تخلو دارفور من معارضة فيها، ثم تزحف لتسيطر على السلطة و تأتى السلطة المهزومة لدافور لترتيب أوراقها ومحاولة الزحف على أنجمينا مرة أخرى ، وكما تأثرت نشأة الحركات المسلحة فى دارفور أيضا بتجربة الحركة الشعبية التى حاولت استقطاب قطاعات الهامش السودانى لدعم توجة (أطروحة السودان الجديد) الذى تبنتة الحركة فى تلك الفترة، وهو تصور قائم على حشد الهامش والتوجة بة لفرض شروطة على المركز ، أذكر ونحن فى أديس أبابا حيث ظهر السيد المرحوم داوؤد بولاد ومحمد ابراهيم ديبا واخرين وتوجهوا من أثيوبيا إلى الأراضى المحررة لبداية الكفاح المسلح فى دارفور ، وكذلك فعل الحزب الفيدرالى برئاسة السيد محمد ابراهيم دريج ودكتور شريف حرير ، حيث شرعوا فى تكوين قوى مسلحة من ابناء دارفور فى الجبهة الشرقية فى فترة التجمع الوطنى الديمقراطى ، إذن نقول الحركات المسلحة فى دارفور ليست نبت شيطانى انما إبن شرعى لأزمة السلطة فى البلاد ، وقد تشكلت أمام أعيننا فلا مجال لوصفها بالفجائية أو المؤامرة الدولية.
تشاد هى الحديقة الخلفية للسودان ، فهى تعيش حالة من عدم الاستقرار فى الحكم منذ الإستقلال ، ولحد كبير تنوعها وتعددها يماثل التنوع السودانى فالجنوب مسيحى تقطنة قبائل السارا والقرعان وهو الجانب الغنى ، والشمال مسلم تقطنة قبائل متعددة منها القبائل العربية والزغاوة وغيرها من القبائل ، تعاقبت قبائل الجنوب على حكم تشاد وكان الشمال هو الجانب الأضعف فى صراع السلطة ، التطور المهم فى تشاد بالنسبة للسودان ، هو سيطرة ادريس ديبى على السلطة وهو ينتمى لقبيلة الزغاوة عامة فرع (الكوبية) خاصة ، فقد شاركت قبيلة الزغاوة السودانية بدرجة كبيرة فى انتصارإدريس ديبى وهذا ما قاد لخلط أوراق القبيلة والدولة فى تشاد ، مما زاد الطموح السياسيى لقيبلة الزغاوة وهناك إشاعات تحدثت عن ضرورة بناء دولة الزغاوة الكبرى وغيرها ، فقد ساعد هذا الواقع على تطور العمل المسلح فى دارفور فى بداياتة الأولى.
لماذا تعددت الحركات المسلحة فى دارفور؟؟؟ ، تعددت الحركات المسلحة وزادت انقساماتها لعدة أسباب منها ، عند بداية العمل المسلح كانت حركة تحرير دارفور، ومن ثم حركة تحرير السودان تقوم على الشعارات السياسية ( الإقصاء ، التهميش ، الإضطهاد)، فقد بدأت الخلافات مع بداية تعريف الذات وكتابة برنامج سياسي مفصل(مؤتمر مهاجرية نموذج) ، كما زاد من درجة الصراع التدخل الإقليمى والدولى خاصة من طرف ليبيا وتشاد، ومن ثم فرنسا والولايات المتحدة وبعض الدول الغربية ، عندما زاد الصراع من أجل النفوذ والسيطرة داخل حركة تحريردارفور ، إستسهلت أطراف الصراع التعبئة القبلية ، ثم جاءت المفاصلة بين حركة تحرير دارفور بقيادة اركوا مناوى (زغاوة) وعبدالواحد محمد النور (فور)، ثم جاء التطور الهام على مستوى مركز السلطة الإنقلابية فى الخرطوم حيث إنقسم النظام فيما بين مؤيد لرئيس الجمهورية الفريق عمر حسن البشير ، ومناصر للقيادة الروحية والفكرية للحركة ممثلة فى الدكتور حسن الترابى هذا الصراع عجل بظهور حركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور خليل إبراهيم (زغاوة) وهو من كوادر الإنقاذ القيادية التى تولت عدة مناصب دستورية فيها حركة العدل والمساواة فى بدايتها هى ناتج صراع القصر والمنشية ولكن هناك حقيقة مهمة لابد من ذكرها الحركة الإسلامية الحديثة بقيادة الدكتور حسن الترابى فشلت فى إستقطاب وتوطين نخب دارفور فى داخلها ، والشواهد كثيرة على ذلك مثلاً الصراع فى الفترة الديمقراطية إنشق النائب البرلمانى الدكتور فاروق أحمدآدم من الجبهة القومية الإسلامية وزميلة النائب عبدالجبار ، فقد أعلن النائبين عن عنصرية تكوين الجبهة القومية الإسلامية وتحيزها ضد أبناء دارفور لصالح مجموعات سكانية أخرى ، و أعلنا انسلاخهم منها و أنضما للكتلة البرلمانية للإتحادى الديمقراطى بعد أن وضع حزب الأمة شروط لقبولهم ضمن عضويتة ، وكذلك صراع السيد الشفيع أحمد محمد وغازى صلاح الدين عتبانى حيث قامت الحركة بإقصاء الشفيع ، وكذلك الصراع بين السيد على الحاج والسيد على عثمان محمد طة لمنصب النائب الأول بعد وفاة السيد الزبير محمد صالح فقد أقَصى على الحاج
وأذكر فى نقاش مطول لي مع المرحوم داؤود يحيي بولاد فقد حدثنى فى أثيوبيا بمعسكر اللاجئين السودانيين على الحدود يعرف بمعسكر (ديما) قرب نهر أكوبوا، ونحن فى طريقنا لمدينة توريت لمقابلة الدكتور جون قرنق 1990، فقد ذكر بولاد بمرارة شديدة عنصرية التنظيم الداخلى للحركة الإسلامية وهو يرحمة اللة رجل ساخر فقد قال ضاحكاً أن من بين أسباب الترقى التنظيمى داخل الحركة الإسلامية (فقة الإستلطاف الشكلى)وقال لي (ونحنا ناس دارفور حظنا قليل) ، أخلص من هذة المواقف أن تاسيس دكتور خليل أبراهيم لحركة العدل والمساواة يتجاوز حيثية خلاف القصر والمنشية وإن كان هو عامل الإشتعال، ومما يساعد على زيادة هذا الإعتقاد ، فقد وضعت الإنقاذ أساس لتوزيع السلطة قائم على المحاصصة الجهوية والقبلية وكان نصيب أبناء دارفور حشف وسوء كيل ، مما دفع عدد من أبناء دارفور ود.خليل منهم لإصدار الكتاب الأسود تعبيراً عن عدم الرضا وتوضيحاً للمظالم الواقعة على إقليم دارفور .
ثم توالت الإنقسامات التى غذتها أجهزة النظام الأمنية ودخول معادلة السلطة والنفوذ فى الصراع بين الثوار، وكذلك إستلهم ثوار دارفور تراث المعارضات التشادية فى الإنقسامات (فارولينا) نموذج.
هل يمكن أن تنتصر الجبهة الثورية ومكونات الهامش وتستولى على السلطة فى الخرطوم ؟؟؟؟؟؟ أقول تلجأ الشعوب للعمل و الكفاح الثورى والعمل العسكرى المسلح ، عندما يشتد التضييق على الحريات العامة ، وعندما يقوم نظام متعسف بقهر العمل السياسي المدنى بعنف الدولة ، وتلجأ الشعوب للعمل العسكرى أيضاً عندما تستشعر أن مؤسسات العمل المدنى من أحزاب و نقابات فى أضعف حلقاتها ، وأن الدولة ومؤسساتها قد تم شحنها ودمجها فى مجموعة ايدلوجية نافية للآخر ، كل هذة الشروط تنطبق على الحالة فى السودان ، ولذلك المناخ والواقع السياسيى مواتى لتوسيع دائرة العمل المسلح الذى يكتسب كل يوم مؤيدين ومناصرين ، فالنظام وسلوكة اليومى من عنف وتعذيب ومصادرة حرية وتسفية لقيادات العمل السياسي السلمى، يدعم بقوة توجة المجتمع وتفضيلة للمواجهة العسكرية المسلحة.
السؤال الثانى ماهى شواهد التاريخ على إنتصار الثورات الإقليمية على الحكومات المركزية ؟؟؟؟ الشاهد فقد إنتصرت الثورة الصينية ذات العمق الريفى على حكومة الجنوب المركزية ذات الجيوش المليونية ، فقد انهارت الحكومة أمام ضغط فلاحى الأرياف بفضل انهيار الجيش المركزى وانقسامة ، فقد انتصرت الثورة الريفية رغم تحفظ روسيا لينين فى ذلك الوقت.
المثال الثانى وان كان سابقا للأول من حيث الترتيب الزمنى هو تمكن ثوار الأرياف بقيادة زاباتا من السيطرة على مكسيكوا ستى فى المكسيك بقيادة ايمليانوا زاباتا وهى ثورة مظالم ريفية زحفت نحو المركز وتمكنت من السيطرة علية ، وكذلك من التجارب العالمية زحف فيدل كاستروا من جبال سييرا وسيطرتة على هافانا وانهائة لحكم الجنرال باتستا المسنود من الولايات المتحدة الأمريكية ، فقد كانت الثورة الكوبية ثورة مظالم ريفية تمكنت من تعبئة الشرائح الفقيرة واسقاط الحكومة المركزية.
النماذج الإقليمية خاصة فى دول الجوار فقد زحف موسيفينى مع الثوار الأغنديين من ثورة ريفية ذات أبعاد قبلية وزحف إلى أن سيطر على السلطة فى كمبالا وبعد صراع فيما بين الثوار انفسهم وتغييرات متعددة حتى توج موسفينى رئيساً للبلاد وهو من أمبرارة قبيلة (المجونكولى) وهذا نموذج لزحف من الأطراف الى مركز السلطة والسيطرة علية ، وكذلك النموذج الأريترى بقيادة أسياس أفورقى (التجرى ) و النموذج الأثيوبى ققد زحف ملس زيناوى إلى أديس ابابا وهو من (التجراى) وقضى على جيش مليونى إختفى تحت الأرض ولم يظهر بعد ، هذا بالإضافة للشاهد السودانى المحلى وهو زحف الإمام المهدى من الأطراف حتى مركز السلطة فى الخرطوم ، خاصة وان التحالف الحالى هو ذات التحالف والجغرافية التى انتصرت بها الثورة المهدية قد يتسائل القارئى ماهو وجة الشبة بين هذة النماذج التاريخية على إختلاف بيئآتها وتطورها الإجتماعى ومحتوى ثوراتها مع ثورة الهامش الراهنة فى السودان ، فالجامع المشترك بينهما هو الزحف من الأطراف نحو المركز ، زحف المغبون على المسيطر ونجاحة فى فرض واقع جديد هل فى هذا الصياغ سينتصر ثوار الهامش على السلطة المركزية ؟؟؟؟ أقول إذا سار نظام الإنقاذ فى ذات سياساتة القائمة الآن، مع ضعف المركز اقتصاديا وإنقسامة سياسيا سينتصر الهامش، وسيسقط النظام المركزى القائم بقيادة الإنقاذ وستنحاز قطاعات واسعة من المواطنين للثوار وستدعم مسيرتهم للنصر المبين.
سأكتب عن ماهو أثر سيطرة ثوار الهامش على مركز السلطة فى الخرطوم على السودان عامة وعلى حزب الأمة خاصة؟؟؟؟ وماهى المخاوف ( مثل القول بالتفتت والتصفية على الهوية وغيرها )وماهى الضمانات للتوحد والقومية ؟؟؟؟ ماهو الطريق الأمثل لحزب الأمة فى التعامل مع هذة المتغيرات الإسترتيجية المتوقعة ؟؟؟؟
فى ظل الأزمة الإقتصادية الخانقة والأزمة السياسية المتفاقمة وأنسداد أفق النظام و إنقسامة ، والعزلة الدولية المحيطة بة ، يمكن أن تفاجئى مكونات الجبهة الثورية وبتحالف مع تيارات داخل القوات المسلحة وقوات نظامية أخرى ، بإختراق دفاعات النظام وخلق واقع سياسي جديد فى الخرطوم ، هذا السيناريوا ممكن ، فالجبهة الثورية الآن تسيطر على حوالى 75% من جنوب كردفان و 60% من دارفور فهى طليقة والنظام محاصر فى المدن يمكنها أن تضرب أى مكان فى كردفان الكبرى وفى دارفور ضربة خاطفة وتعود لمراكزها المؤمنة كما فعلت فى الرهد و أم روابة وابوكرشولا، ورهيد البردى ومنطقة ودعة وشعيرية و الفاشر وحول نيالا.
ماذا تستفيد الجبهة الثورية من العمليات الخاطفة فى المناطق الحيوية ؟؟؟؟؟ كما فعلت فى ابوكرشولا وغيرها ، تحقق الجبهة الثورية عدة ميزات بهذة الضربات الخاطفة منها 1) ضعضعة ثقة المواطن فى قدرات الدولة لتوفير الأمن لة 2) استنزاف القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى و إرهاقها بالإنتشار فى كل المرافق والمدن الحيوية فى الإقليم بدل تركزها فى الحواضر فقط 3) الإستنزاف الإقتصادى للحكومة بحالة الإستعداد القصوى والصرف على التجهيزات الحربية 4) إرسال اشارة للعالم الخارجى والإقليم بأن هناك قوى صاعدة بمقدورها خلق واقع سياسي فى المركز 5) إيقاف الإستثمارات العربية (وهى الإستثمارات الوحيدة بجانب الصين) فى مركز السلطة فى الخرطوم بدعوى عدم الإستقرار 6) زيادة ازمات النظام الداخلية وتطوير أدوات الصراع بين فصائل النظام الأمنية والسياسية ، على الرغم من هذة الميزات المذكورة يخرج بعض السياسيين ليتحدثوا مطالبين بعدم إستمرار الهجمات على المدن والقرى بدوافع عدم ترويع المواطنين ، وكأنهم لايدركون أن حركة النزوح الداخلى و عدم استقرار المجتمعات جزء من طبيعة الإنقضاض على النظام و ما يحدث من خسائر مهما تحدثت عنها الأوساط المدنية ، فهى تقع فى إطار الخسائر الطبيعية لحروب العصابات والحروب الأهلية ، التى لا تتعامل بالمثاليات المدنية وتستهدف تحريك الواقع بهذا الأسلوب المؤسف إنسانياً، وهذة طبيعة مشتركة لايمكن تغييرها فى كل الحروب الأهلية فى الدنيا والعالم أجمع (فلا توجد معادلة تجمع بين عدم ترويع المدنيين و إستمرار الحرب الأهلية ) على السياسيين أن يدركوا أنة لا حماية للمدنيين من الترويع إلا بإنهاء الحرب الأهلية وتحقيق السلام، وعليهم أن يوقفوا ذرف دموع التمسايح وهى ترقص بجانب ضحاياها ، ويفرغوا كل جهدهم فى مواجهة المركز وهو مفرخة الحروب والترويع الرئيسية .
ونحن نفتح ملف الهامش والمركز فى هذا الحوار ألا تلفت نظركم شواهد تاريخية معينة تستحق الوقوف عندها و تأملها ، منها مثلاً ظهور تنظيمات تعبر عن قوى فى هامش الوطن منذ الإستقلال إلى يومنا هذا هذة الأستمرارية الطويلة ألا تلفت النظر لحقيقة يجب التفكير فيها !!! ظهور حزب الأحرار الجنوبى منذ 1948 بعد مؤتمر جوبا بقيادة السادة بنجامين لوكى واستانسلاوس حزب الأحرارإلى أن وصلت الراية لسلفاكير وباقان أموم وتحقق الإنفصال ، مؤتمر البجا منذ 1957 بقيادة السيد عثمان بلية وبامكار واستمرارة ومطالباتة بأشكال مختلفة إلى أن وصل للسيد موسى محمدأحمد وصلاح باركوين ، جبهة نهضة دارفور منذ 1964 بقيادةالسيد محمد ابراهيم دريج وإستمرار المطالب بأشكال مختلفة إلى أن وصلت للسادة مناوى وعبدالواحد، إتحاد عام جبال النوبة منذ 1957 بقيادة السادة فيليب غبوش ومحمود حسيب واستمرار الصراع والمطالب إلى أن وصلت إلى الفريق عبدالعزيز الحلو. هذا التراكم التاريخى لصراع المركز والهامش واستمرارية المطالب يقول بوضوح ، أن هناك أزمة مستمرة وهناك تراكم فشل و إحباطات فى التعامل معها ، قادت مع عوامل أخرى إلى ما نعيشة اليوم من أزمة قد تهدد بقاءنا كوطن وشعب إذا لم نحسن التصرف وندرس الماضى بحذر وحصافة لنضع معالجات تأخذ فى الإعتبار كل جوانب الأزمة وشمولها. السؤال المركزى ما الذى يجمع كل هؤلائى المذكورين فى الأقاليم المختلفة ؟؟؟؟ فى تقديرى بنظرة عامة خلاف (الهوية )هو الجامع المشترك بينهم ، فالبجة فى الشرق والنيليين فى الجنوب والنوبة فى الجبال والفور فى دارفور والفونج فى الإنقسنا ، كلهم يختلفون مع المركز بأنهم من غير العرب ، ومن هنا تولدت القناعات بأن الصراع الدائر الآن صراع هوية بتجليات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ويستهدف القول بمخالفة المركز الذى يعتقد بأنة المعبر عن المكون العربى الإسلامى فى البلاد ، فلنفترض أن هذة الجدلية هى الحقيقة ,,,,, ماهو الحل الأمثل لمواجهة مثل هذا النوع من الخلافات ؟؟؟؟ وماهى الشواهد التاريخية لأمم سبقتنا بذات النوع من المشاكل وتعدد الهويات ؟؟؟ وكيف تصرفت هذة الأمم لتتجاوز أزماتها، لن أجيب على كل هذة التساؤلات فى هذا المبحث تجنباً للأطالة ، ولكنى أترك بعضها للتفكير فيها .
الهامش الآن يحيط بالمركز إحاطة السوار بالمعصم ، ويطالب بالتغيير ووضع أصول جديدة للعبة السياسية فى البلاد ، هل يمكن لهذا الهامش أن ينتصر بالضربة القاضية لسلطة المركز وتدميرة وبناء مركز على اسس وشروط جديدة ؟؟؟؟، أعتقد أن الهامش سينتصر بالنقاط على المركز القديم لأنة فى حالة ثورة ونهوض والمركز فى حالة إنقسام وتراجع وضعف ، ماهى النتائج المترتبة على هذا الأنتصار سوى كان بالقاضية أو بالنقاط ؟؟؟ ماذا يجب على حزب الأمة فعلة ليضمن الإستمرارية والفاعلية فى الساحة السياسية ؟؟؟؟؟ أعتقد اذا حدث التغيير ستكون أول الأجندة حسم صراع الهوية و أخراجة من حالة هلال مريخ التاريخية ، إلى حالة السودانوية ذات الأصول المتعددة المعترف بها والمعبر عنها إجتماعياً وثقافياً ، ثم برنامج جامع لمعالجة المظالم فى جوانبها المختلفة. حزب الأمة والهامش ,,,,, حزب الأمة فى أغرب موقف تاريخى فجماهيرة مطرودة مع الهامش الناهض الآن ، وقيادتة محبوسة فى المركز القديم الآيل للسقوط ، أولى الواجبات أمام حزب الأمة توحيد موقف قيادتة مع جماهيرة ومطالبها بشكل لا مواربة فية وأنحياز لايأتية شك أو باطل ، وهذا هو المدخل الوحيد المتبقى ليضمن لحزب الأمة الإستمرارية والفاعلية السياسية ، السؤال الذى يطرح نفسة كيف يتعامل حزب الأمة مع قيادات الهامش التى تنافسة على جماهيرة ، هذا بلاشك تحدى كبير يجب التفكير فية بحكمة ووعى تاريخى مستلهم تجارب الحزب الماضية.
ما هو ماضى حزب الأمة مع التكوينات الجهوية؟؟؟؟؟,,,,,,,,, ، ثورة أكتوبر كانت مرحلة الأحلام الكبيرة والتطلعات الواسعة ، فقد ظهرت التنظيمات الجهوية الإقليمية بكثافة ونشاط بعد أكتوبر ، فالإنتخابات الديمقراطية الأولى بعد الإستقلال كانت منافسة خالصة بين حزب الأمة والحركة الإتحادية و زعماء القبائل ، أما بعد ثورة أكتوبر فقد نافس اتحاد جبال النوبة حزب الأمة فى كردفان فقد خسر الحزب للأتحاد ثمانية دوائر إنتخابية ، وكذلك بعد الإنتفاضة فى 1985 خسر الحزب 7 دوائر انتخابية للحزب القومى بقيادة غبوش ، بعد أكتوبر تعامل الحزب بواقعية ومسئولية مع التنظيمات الإقليمية وتمكن من حشدها فى مؤتمر القوى الجديدة الذى تزعم الأغلبية فية محمد ابراهيم دريج ممثلاً لنهضة دارفور ، بغض النظر عن تفاصيل اسباب هذا التحالف إلا أنة يشير إلى قدرة حزب الأمة على التعامل مع هذة الحقائق الجهوية ، الخلاصة واضح من إنتخابات ثورة اكتوبر وإنتخابات الإنتفاضة ، أن حزب الأمة يخسر أمام التنظيمات الإقليمية الجهوية المسيسة بتعبئتها القبلية والمظالم التاريخية وتحميل الحزب المسئولية ، إذا كانت هذة هى الحقيقة التاريخية ما العمل مع المرحلة القادمة؟؟؟؟
العمل ..... على حزب الأمة ان لايستعدى التكوينات الجهوية التى تعمل وسط جماهيرة ، وأن يسعى للتحالف معها و أن يقدم تنازلات تستوعب برامجها وتطلعاتها ، و أن ييسر لقياداتها الفرصة للتمثيل النيابى لأن الحركات المطلبية تقوى بالمواجهة ، وتضعف بوضعها على المحك العملى لذلك لايجب أن نستعجل النتائج وندخل فى مواجهة مفتوحة مع مجموعات جهوية قبلية مطلبية ، كيف نحقق ذلك ؟؟؟ بالآتى 1) الدعوة لمؤتمر دستورى جامع توضع على طاولتة كل القضايا وتجرى مساومة تاريخية موزونة تضمن فى الدستور الدائم 2) الدعوة لتكوين الكتلة التاريخية التى تجمع كل تنظيمات الهامش وحزب الأمة وتلتزم بتنسيق إنتخابى وتكوين حكومة لتنفيذ برنامج المؤتمر الدستورى، و أن يكون هذا التحالف طويل المدى ما أمكن ذلك 3) على حزب الأمة تحضير نخبة قيادية فى أقاليمة المختلفة ذات دراية وعلمية ومعرفة سياسية متقدمة 3) على الحزب تجديد تحالفاتة القبلية بعد مراجعة دقيقة للواقع الجديد واستيعابة , وتجديد التحالفات مع الطرق الصوفية 4) على الحزب وضع اساس متين دستورى وتنظيمى لبناء حزب فيدرالى فاعل وليس حزب صورى 5) على الحزب وضع برامج من الآن لمخاطبة جماهير النساء والشباب والطلاب بم يستوعب طموحاتهم ويلبى رغباتهم فى الحداثة والمشاركة والإهتمام بقضايا النوع والفئات العمرية الصغيرة ويعكس ذلك فى تكوين مؤسساتة، فقد فصلت فى مطالب التحديث اللازمة فى حزب الأمة فى الورقة التى أعددتها لإجتماع الهيئة المركزية الأخيرة .
هل حزب الأمة مؤهل لآن لتنفيذ هذا البرنامج؟؟؟أقول بوضوح لا حزب الأمة مطالب كمدخل لتنفيذ هذا البرنامج بإعادة النظر فى أزماتة الراهنة و أن يفتح الطريق لإجراء مصالحة تاريخية واسعة تشمل كل مكوناتة أفراد و قبائل و أسر وهيئة شئون الأنصار ، ومراجعة الهياكل والمؤسسات لتتسق مع نتائج هذة الأصلاحات الأساسية ، ختاما أقول الفرصة التاريخية لن تتكرر مرتين ، أمام حزب الأمة التجدد بتبنى هذة المعانى أو التبدد والذهاب للجلوس فى المتحف كما ذهبت معظم أحزاب الإستقلال فى دول أخرى.
المخاوف من سيطرة الهامش على مركز السلطة
أ) الإنتصار بقوة السلاح .... نعم هناك خطر حقيقى إذا سيطرت أى قوة على السلطة بالسلاح فهى حتماً ستكون القوى التى تملى وعلى الآخرين ترتيب أوضاعهم وفقاً لهذة الإملاء ، ولنا تجربة فى حدوث ذلك بعد إنتصار المهدية رغم أنها واجهت مستعمر إلا أنة كان لة حلفاء من المواطنين وزعماء بعض الطوائف القبلية والدينية ، فقد كسرتهم الهزيمة وأبعدوا بقوة النصر من مراكزهم القبلية والدينية إلى الحد الذى دفعهم لبيع الحطب فى السوق رغم وضعهم الإجتماعى ، لكن هذا الواقع الذى خلقة إنتصار المهدية لم يدم زمناً طويلاً فقد إنتظم كل هؤلائي المغبونين الجدد فى الثورة المضادة التى قضت على الدولة المهدية بمساعدة الإستعمار ، هذه الحقائق مازالت ماثلة رغم زوال الأستعمار إذن السؤال هل يريد ثوار الهامش تكرار تجربة عدم التوفيق السياسى للمهدية فى قدرتها وتقديرها الصحيح لواقع وإمكانات نخب المدينة فى ذلك التاريخ، حتى شربت من ذات الكاس الذى أذاقتهم منة ، من هنا أعتقد إستيعاب التاريخ وعدم تكرارة هى من سمات الوعى والمسئولية التى تقع على المنتصر ، على قيادات قوى الهامش إستيعاب الدرس والعمل على تجاوزة بالنضوج والوعى المطلوب ، وبضرورة فتح حوار يناقش كل هذة المخاوف ويستبدلها بضمانات مطمئنة للمتشككين
ب)التصفية على الهوية ... هذة مستبعد فى السودان حدوثها بشكل منظم كسياسة معتمدة لأى مجموعة سكانية لأنها ستقضى عليها وعلى أحلامها وتهزم قضيتها ، وتفتح الباب واسع لصراعات وتصفيات فى التكوينات المنتصرة نفسها ، وهى مدخل لفتح أبواب جهنم على الجميع وهو ما لا أعتقد أنة من أهداف اى من القوى المتصارعة الآن ، ولكن لا تؤخذ الأمور الهامة فى السياسة بالنوايا الحسنة فقط ، يجب الحوار وتسليط الضوء على مخاطر هذا النوع من الإنفلات على الجميع بمافية الوطن نفسه .
ت)التفتت..... التفتت خطر حقيقى ونتيجتة ماثلة أمامنا فى أنفصال الجنوب ، ولكن السؤال ماهى أسباب التفتت من خلال تجربتنا فى التعامل مع السودان الثانى (الجنوب)؟؟ الخطر الحقيقى هو إستمرار التهميش والإقصاء السياسى والإقتصادى والإجتماعى والثقافى، إذا لم نعالج هذة المخاطر فالتفتت حتمى ، سواءاً حدث بالحرب أو الإتفاق على حق تقرير المصير لكل الجماعات التى تعتقد أنها آخر فى السودان القديم ، إذن خطر التفتت أسبابة الرئيسية داخلية ، ويمكن مواجهتها بالموضوعية والتفكير الخلاق لبناء السودان المستوعب وإبعاد السودان الطارد تاريخيا لهذة المجموعات ، وحسم صراع الهوية والثروة والسلطة والثقافة والإقتصاد بصورة منصفة للجميع ، هذا خيار والخيار الآخر التسريح بإحسان وغسل اليدين نظيفة من شئ إسمة السودان.
يقول البعض أن السودان معرض لمؤامرة خارجية تستهدف وحدتة وسلامة اراضية ، هذا الحديث صحيح ولكنة ليست كل الحقيقة ، عالم اليوم عالم قائم على المصالح وفية قوى خيرة كثيرة ، وفية قوى شريرة و أنانية والكل فى حالة صراع ، فالخارج لن يستطيع هزيمتنا إلا من ثغرات داخلية فى جدار أمننا الوطنى ، فعلينا ترك العويل والمصايحة فى عالم الطرش (ماشة السوق ،الثانية آى ماشة السوق ، الأولى مع السلامة كنت قايلاك ماشة السوق ) فكل منا يتحدث لعالم لايسمع .
وأجندتة قائمة على مصالحة وحساباتة الخاصة ، بعد توحيد جبهتنا الداخلية وتنسيقها ، هل لنا حلفاء فى العالم والإقليم لهم مصالح مشتركة فى بقاءنا موحدين ؟؟؟ اقول نعم السودان مؤهل لقيادة تحالف إقليمى و دولى لحماية أمنة و أمن القارة الأفريقية والعالم العربى ، ولة من الميزات والكروت لوكان موحد الجبهة الداخلية ومستقر حكمة المركزى أن يكون فى موقع الفاعل فى عالم اليوم ، بدل موقع المفعول بة الراهن الذى وضعتة فية جماعة الإنقاذ ، فأصبح يشكل وظيفة دولية لكل قسمة سلطة فى العالم ليخرج منها سياسى مرموق أو دبلوماسى طموح ليصبح مبعوث العناية الإلهية لدولة السودان ، حتى أصبحنا لانعرف الغادى والقادم منهم فى السودان الشقيق .
أقول فى الختام أن مصير البلاد مهما تحدثنا عن مؤامرات ومكائد فهو فى يد شعبة ، إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينجلى ولابد للقيد أن ينكسر.
علي نخبة السودان ممثلة فى أحزابه ونقاباته العمالية والمهنية وحملة السلاح والنظام القائم إدراك البلاد بحل سياسى إستباقى يفكك سلطة الإنقاذ القائمة ويشكل حكومة قومية ذات تمثيل حقيقى للشعب تدعوا لمؤتمر دستورى يفتح الطريقة للكتلة التاريخية لحكم البلاد ببرنامج ونظام سياسى مجمع علية و كلهم فى المحك الآن لمعركة الوطن فى أن يكون أو لا يكون ، إذا حدث هذا الحل الإستباقى سيكون هو المخرج الأمثل الأقل كلفة ومخاطر على البلاد ، وفإن لم يحدث فالسياسة لاتعرف الفراغ ، سيأتى الحل القادر على التقدم و إزاحة المتجبرين وخلق الواقع السياسى الجديد الذى يقتضى مواجهة متطلباته مها كانت كلفتها .
ملحوظة هذة الورقة هى مبادرة لحوار داخلى بين عدد من كوادر وقيادات حزب الأمة ، نتطلع لتوسيعه ليشمل كل المهتمين .
بقلم: صلاح جلال
12/06/2013
salah ahmed [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.