مقدمة يمر السودان بمرحلة غاية في الخطورة والبلاد على شفا الانهيار في كل شيء والوطن في لحظة فارقة بين ان يكون وان لا يكون, ما يستوجب على كل سوداني ان يستشعر المسؤلية التاريخية ويقوم بواجبه الوطني كل حسب موقعه , فللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق. يتمنى كل سوداني ان يستشعر ناس الانقاذ الممسكين بزمام الحكم غصبا وجورا لنحو ثلاثين سنة ان يدركوا انهم اوصلوا البلاد الى شفا الهاوية التي ستبتلعم هم أولا قبل باقي السودانيين. ويتألم الانسان ايما ألم ان يسمع ان المسؤوليين عن امر البلاد حتى أوصلوها الى هذا الدرك السحيق لا زالوا سادرين في ضلالهم البعيد وخطابهم الملئ بالتهديد والوعيد. رأيت ان أخاطب أهل الأنقاذ دون غيرهم بهذا الخطاب ناصحا لا متعديا ولا شامتا , فاللحظة لحظة تفكر وتدبر بشأن وطن نراه يتسرب من بين ايدينا, فلا خير فينا ان لم نقلها ولا خير فيكم ان لم تقبلوها. أولا نذكر أهل الانقاذ بمظاهر فشلهم التي كانت لوحدها كافية ان يلملم القوم أطرافهم وينزوون خجلا وحسرة على ضياع ثلاثين سنة من عمر الوطن عم فيها الخراب كل شبر من البلاد. التذكير بحقائق الفشل الماثلة: الى متى هذا الخراب الشيطاني الجهنمي الماحق ؟ الى ان تقضوا على آخر سوداني حر كريم؟ ام الى ان ينمحي السودان من على خارطة الوجود؟ أسال هذا السؤال لاهل الانقاذ. فاذا كنتم قد شننتم الحرب شعواء على السودان واهله لمدى ثلاثين عاما ترجون ان ينكسر السودانيون ويدينون لكم كما تحدثكم افئدتكم الصلدة بوراثة السودان الى ظهور عيسى كما تحلمون, وكما هو مرسوم لكم من قبل سادتكم بني صهيون ومحافلكم الشيطانية الماسونية في استعباد الشعوب بافقار الناس وتجويعهم وسفك دمائهم تقربا وقتلهم قربانا الى المارد الاكبر دجال الدنيا وزينتها الذي تعبدون , اذا كان هذا هو مقصدكم في الاصرار على تدمير السودان وانسانه, فلن تجدوا هذا من السودانيين , وهاكم الاسباب مشفوعة بالادلة العلمية الساطعة لمن يعتبر. السودانيون ثاني شعوب العالم من حيث النزاهة الشخصية Personal Integrity Index تشير المنظمة العالمية للنزاهة ان الشعب السوداني هو ثاني شعوب العالم بعد الايرلنديين من حيث النزاهة والاستقامة الشخصية. المدلولات لهذه الحقيقة تبقى مهمة لفهم الشخصية السودانية وجنوحها الدائم لعمل الخير ومقاومة الشر والفساد والتسلط والظلم. ولا غرابة ان ظل السودانيون مضرب المثل في مكارم الاخلاق والكرم والشجاعة والشهامة وقول الحق ومقارعة الباطل بكل السبل حتى ولو ادى ذلك للتضحية بالنفس دفاعا عن مكارم الاخلاق التي هي جوهر الرسالة المحمدية, حينما قال الرسول صلى الله عليه وسلم "و ما بعثت الا لأتمم مكارم الاخلاق". مصيبة الانقاذ ومن ورائها التنظيم العالمي للاخوان المسلمين والماسونية العالمية الساعين لوراثة السودان انهم امام شعب لا يمكن ترويضه بالاغراءات المادية والمناصب وبهرج الدنيا الزائل. انه شعب جبل على فضائل الاخلاق والكرامة الانسانية والانحياز للحق ورفض الظلم ولا يمكن إفساده incorruptible مهما بلغت الاغراءات المادية . هذه هي طبائع السودانيين التي جبلوا عليها والمندغمة في تكوينهم الجيني منذ الازل. فلقد عرف الاغريق عن سكان وادي النيل القديم الشجاعة ومكارم الاخلاق . ولقد حث النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه في بواكير الدعوة الاسلامية على الهجرة الى بلاد الحبشة (السودان القديم) وملكها الذي لا يظلم عنده أحد. اليوم وبعد نحوثلاثين سنة وانتم تشنون الحرب على السودانيين تحاولون كسر ارادتهم ولم ولن تفلحوا – اليوم تملاون زنازينكم بالوطنيين الشرفاء الشجعان – تخافون منهم وانتم مدججون بكل انواع الاسلحة الفتاكة وهم عزل الا من ايمانهم بقضيتهم العادلة في التصدي لظلمكم وظغيانكم وفسادكم حتى ينتصرون هم أهل الحق عليكم انتم أهل الباطل باذن الله الذي وعد ان ينصرن الحق على الباطل ولو بعد حين. هل ستدخلون كل اهل السودان في السجون؟؟ أو قل 95% منهم الذين لا ينتمون اليكم ولا يمتون لنهجكم الضال بصلة؟ قريبا ستطضرون لبناء سجون وزنازين جديدة كما قال قائلكم اذا امتلأت السجون في نيالا أو الفاشر سنرحلهم الى سجون بورتسودان. وما ذا بعد ان تمتليء السجون في بوورتسودان والخرطوم وشالا والابيض وسنجة؟ حكومتكم في الحقيقة تركت اي عمل نافع طوال سنيها العجاف وحصرت شغلها في الحرب الشعواء على الشرفاء والشريفات من الوطنيين الشجعان عى طول البلاد وعرضها تقتيلا وتشريدا وبطشا وتنكيلا لنحو ثلاثين سنة, وأعدت الاجهزة الباطشة وجهزتهم بالاسلحة الفتاكة وصرفت عليهم مال اليتامى والغلابى والجوعى والمسحوقين حتى انهار الاقتصاد وانهار كل شيئ قائم , وانتم لا زلتم تكابرون لا تريدون الاعتراف بخطاياكم والاعتذار للشعب وتسليمه امر البلاد ليجد مخرجا من الخراب الذي الحقتموه بالبلاد والعباد. لا تحاولوا الهروب الى الامام. واجهوا الحقائق واعترفوا بذنوبكم فان الاعتراف بالذنب فضيلة. فلن تستطيعوا ابدا كسر ارادة السودانيين لان ارادتهم في طبائعم الغلابة االعازمة والماضية في ثبات في دروب الانتصار للحق والعدل على الظلم والفساد والخراب لذي الحقتوه بالبلاد. البلاد منهارة وستكون الطامة الكبرى عليكم انتم قبل غيركم. سلموا امر البلاد للسودانيين فلن تستطيعوا ابدا كسر ارادتهم. وهاكم الاسباب والحقائق العلمية الساطعة. في الحلقة التالية من هذا المقال نعرض الحقائق العلمية حول صفات الشخصية االقوية وارتباطها بالخير والسعادة . [email protected]