الرأى اليوم سيد السجن وإطلاق المعتقلين صلاح جلال الحكم فى دولة اللا دستور واللا قانون ، يحكمها مزاج الحاكم ، بداية من الإعتقال بلا جريمة والحرمان من الحرية ، والتعذيب فى المعتقل ، ومصادرة كل الحقوق من المساواة بين الحاكم والمحكوم أمام القانون ، إلى مصادرة حقوق الدفاع المشروعة ، إلى حرمان الأسرة والأطفال من معرفة مكان المعتقل ، إلى التحكم فى الطعام والعلاج لمن يدخل المعتقلات ، الخاصة منها ، والسجون المعلومة ، كل هذا يحدث فى السودان ، يمكننا أن نطلق على الدولة السودانية ، الآن بضمير مستريح دولة فاشلة ، فى المحافظة على الحد الأدنى من الحقوق الأساسية لمواطنيها ، المتعارف عليها فى المنظومة الإنسانية الدولية. تم إطلاق سراح بعض المعتقلين، وفقاً لمزاج الحاكم بأمره ،فالواقع الذى قادهم للمعتقل مازال قائماً ، والغياب الكامل للدستور والقانون هو سيد الموقف ، فالذى أطلق سراحهم مساء أمس ، بمقدوره إلقاء القبض عليهم اليوم و إعادتهم للسجون ، لأن الحكم لايقوم على الدستور والقانون ، إنما هو حكم فرد ديكتاتورى متسلط ، يخضع كل الشعب لتقديراته السياسية الخاصة ، عليكم أن تسمعوا وتطيعوا ، أو سوف أسجنكم ، وأطلق سراحكم بعد الضرب والتضييق ، وأدعوا وكالات الانباء والإعلام العالمية لتشهد على أريحيتى وديمقراطية حكمى ، لتشهد عليكم وأنتم خروج من السجون ، النظام يفترض فينا وفى المجتمع الدولى الغباء ، وينتظر التهليل والشكر على الخروج من السجون وينتظر المكافأة من المجتمع الدولى ،على نعمة الحريات التى إمتن بها على الشعب الإنقاذ تقوم بتطبيق منهج حل الأزمة ،بخلق أزمة أخرى، ليكون حل الأزمة الأخرى هو عمل الدولة، بينما الأزمة الحقيقية تحفظها تحت الطاولة . الأزمة الإقتصادية الراهنة ، والإنهيار الإقتصادى ، والسقوط الحر لقيمة العملة، ما زالت قائمة وتزيد إستفحالا ، ,تشتد وطأتها على الفقراء والمساكين ، الذين أصبح من المستحيل عليهم إطعام أنفسهم و أسرهم ، أما العلاج والتعليم والسكن الصحى وغيرها من أساسيات الحياة فهذه أصبحت رفاهية ، إعتقلت الإنقاذ قيادات القوى السياسية ، والنشطاء من المرأة والشباب والطلاب ، خلال الإسبوعين الماضيين ، بلغ عدد المعتقلين أربعمائة معتقل ، تركت الإنقاذ الأزمة خلف ظهرها ، وحشدت الإعلام ، لتتجمل بإطلاق سراح ربع المعتقلين والتحفظ على البقية ، وتحويل أجندة الأزمة من الغلاء والخبز وغياب الحريات ، إلى مطالبات بالحق فى الخروج من المعتقل ، وبالإفراج عن المعتقلين، تعتقد الإنقاذ أن الأزمة تم إحتواؤها ، بينما الأزمة الحقيقية طليقة تعربد فى حياة المواطنين أعتقد أن هذه قمة الحماقة والإستهتار بقضايا الشعوب الحيوية. هذا المنهج المختل فى مواجهة قضايا السودان ، يعبر عن إفلاس النظام الحاكم، وإنسداد أفق الحلول لكل الأزمات ، السياسية والإقتصادية ، وهو أسلوب ترحيل الأزمات وتراكمها للحظة الإنفجار الشامل ، مارست هذا الأسلوب كل الشموليات فى الكون، من شاوسيسكو فى رومانيا الذى إنتهى لساحة الإعدام هو وزوجته بعد أن رفض الجيش الإنصياع لأوامره ، وإريش هونيكر مستشار المانيا الشرقية الذى أقام دولة بوليسية انتهت بإنفجار الشعب ،وحسنى مبارك فى مصر ، وبن على فى تونس ، ومعمر القذافى الذى إنتهى للخازوق ، وروبرت موجابى الذى رماه حزبه وأجهزته الأمنية التى صنعها بيده ، لفظوه كما تلفظ النواة من التمر ، منهج تحشيد الأزمات لايورث غير الإنفجار ، ومنهج الإنقاذ الراهن هو خير إستثمار ، فى زراعة الريح وحتماً سيحصدون العاصفة من وراء ذلك ، كل العقلاء يرون الكتابة بوضوح على الجدران (حان وقت المغادرة) . أرسل الديكتاتور عمر البشير ، مساعده عبدالرحمن الصادق ، لسجن كوبر ، ليشهد مسرحية إطلاق سراح المعتقلين ، وقال فى كلمة نيابة عن سيده الرئيس ، أن إطلاق سراح المعتقلين هو بداية صفحة جديدة ، وسيكون لها ما بعدها ، وأن سيده سيفتح حوار شامل لن يعزل منه أحد ،هذا يعنى أننا سنبدأ الفصل الثانى، من مسرحية حوار الوثبة التى كانت عبارة عن مسلسل هندى إستمر لمدة أربعة سنوات ، ولندخل الفصل الثانى من الحوار الوطنى الذى يقودنا إلى عامين من الدخول ب حمد والخروج ب خوجلى، يعنى على قوى المعارضة الإستعداد للعبة الملوص المكررة طوال حكم الإنقاذ ، وتكتيكات شراء الوقت ، الذى ليس له فائدة فى واقع الحكم الر اهن ، ولكنها قلة الحيلة وإنعدام البصارة للحكم ، المحارب حتى لو كان جائر ،الذى لايملك سلاح يتحزم بالقش . نحن أغلبية الشعب السودانى، فى اصطفافنا الطويل ضد نظام الإنقاذ ، خبرنا كل ألاعيبها ، وشاهدنا كل أفلامهاهذا النظام فقد البوصلة Lost its moral compass ، فكل ما تقوله وتطرحه، فهو تكرار لسابق مفهوم لدى الشارع السودانى ، القوى الوطنية لم ترفض الحوار الوطنى الجاد والشامل ، لكنها لم تجد شريكا ذا مصداقية للحوار معه ، والدليل أكثر من أربعين إتفاق موقع ، ينقضه النظام القائم، هذا النظام فاق مسيلمة الكذاب فى نقضه للعهود والإتفاقات ، نقول لهم ، لا نرفض الحل السياسي المتفاوض عليه ، الذى يفضى لتفكيك نظام الإنقاذ ، ويؤسس لنظام جديد، لكننا لا نملك رفاهية الوقت لحوارات دائراية غير منتجة ، عليكم بالآتى من جانبكم لتظهروا جدية لارجعة فيها، وإستسلام للتفكيك السلمى لهذا النظام المرفوض عليكم بإعلان التالى من جانبكم دون أى حوار :- 1- إطلاق الحريات العامة وكفالة حق الشعب فى التنظيم والتعبير والتظاهر السلمى 2- كفالة حرية الصحافة والإعلام وإلغاء كل القيود القانونية أمام حرية الصحافة وحرية التعبير . 3- إطلاق سراح كل المعتقلين ، والمسجونين ، والأسري فى قضايا سياسية 4- إعلان الموافقة على حكومة قومية إنتقالية ،لا تعزل أحدا ولايهيمن عليها أحد إذا كنتم ترغبون بجدية فى إنهاء هذه الأزمة سلمياً ،هذا هو الطريق ، لكن حوار حمد وخوجلى، الشعب السودانى لن يحترم أحد ، ينخرط فيه أو يوافق عليه. ختامة الميثالوجيا والأسطورة ، جزء من تأسيس الحكمة لدى الشعوب ، قالوا القطط قررت الذهاب للحج ، وعادوا مِنه ، وأقاموا وليمة كبيرة للفئران ، وكان كبير القطط يمدح بأعلى صوته ، (حجينا وجينا فقرا بيه طواقينا ، أكل الفأر حرمنا وتانى جحره لن نغشاه )، فكانوا فى هذا الهرج ، وبقية القطط تدفن مداخل الجحور للفئران ، إنتهى الرقص ،بوليمة فخمة لمجتمع القطط المحتال ، النظام يعيد تجربة السعى لتفتيت وحدة قوى المعارضة ، بإسم الحوار الوطنى ، ليستفرد بها على المفرق ، خلوا بالكم لمديح كبير القطط ، ومايقوم به مدير الأمن الجديد القديم . يا شعبنا المكبوت يالصابر وصامد يوت فجر الأمل بازغ مخضر كورق التوت هباتك ثورية و أحلامك وردية وصيحاتك حرية ، وأفراحك ما بتموت سلمية سلمية ، ثورتنا سلمية ضد الحرامية النهبوا – المال والقوت كلمات الشاعر زروق العوض الشعوب لا تعرف اليأس ، وطول زمن النضال ،و لا تترك أحلامها المتعلقة بالحرية والتقدم ، لأنها تعلم من دروس التاريخ أنها ستنتصر، الثورة طريق الشعب للحصول على الحقوق، مهما درب السكة طول . صلاح جلال