*هناك في ذلك الكوكب البعيد قرر أن ينزل إلى الشارع.. ليعش هموم شعبه على الطبيعة.. ترك بيته (الأبيض) الجميل الجديد وترك سيارته الفخمة.. لم يستحم حتى يشعر (بعرق) المعاناة خرج من غرفة النوم الوثيرة بجلباب قديم وسفنجة متنكراً ووضع مبلغاً زهيداً في محفظته الجلدية الأنيقة.. *وقف في الشارع في انتظار (بص الوالي) لم يذهب إلى (المجلس).. بعد طول انتظار حضر (البص) بداخله نصف سكان شرق المدينة الأقصى ورائحة الأجساد التي لم يتعود عليها غطى أنفه بالطاقية ودخل واستقام واقفاً.. أعطى الكمساري ثمن التذكرة إلى وسط البلد لأول مرة يعرف السعر.. بعد ساعتان نزل في المحطة الوسطى لم يزرها منذ أن كان طالباً وتاجراً ظل يراقب (الجماهير) في كفاحهم اليومي من أجل الحياة في بلاد من المفترض أن يكون ممثلهم الرسمي.. شعر بالجوع ودخل مطعماً قرر أن يأكل الفول بالزيت (فقط) بعد طول غياب منذ أيام (الداخلية).. *اندهش لأن السعر كاد يصل إلى عشرين جنيهاً.. وطلب كوباً من الشاي عند احداهن تحت ظل شجرة.. جلس على حجر تغطيه (كرتونة) قديمة..!! *انتهى من رشف الشاي شعر (بكركبة) ما أسفل البطن وجد حماماً متسخاً دفع مبلغاً ودخل.. الرائحة لا تطاق ولكن الأصوات الداخلية لا تطاق أيضاً.. خرج يتصبب عرقاً مالحاً لأول مرة دفع مبلغاً لشرب (كوز) ماء الماء ساخن/ بارد.. من صبي يحمل جركانة متسخة أيضاً عليها صورة (هلال)..!! *تجول في السوق.. الخضروات على الأرض جوار (حمام) آخر.. بالقرب من عدة مطاعم شعبية.. وغيار زيوت عربات وبنشر ولافتة كبرى تحمل اسم (محلية .....)؟!! *عند آذان الظهر حاول أن يصلي مع آخرين وسط السوق.. لم يستطع لأنه كان في حالة يرثى لها.. لم يكمل الجولة امتطى (أمجاد) وعاد.. *من داخل قصره المنيف طلب إجازة سريعة من المجلس.. *رتب أوراقه مع زوجته وسافر إلى الخارج بدعوى العلاج وهو يفكر في هذا الشعب.. *لأول مرة يريد أن يعرف: *الناس دي عايشة كيف..؟! *ترى هل نسي سيادته أن لهذا الشعب رب يحميه.. وهو الذي يطعمه.. *تجي بالسلامة.. يا حمامة!؟!