بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليها في يوم عيدها 8/3/2018م الامام الصادق المهدى يقول منكفؤون لا عيد إلا ما جاء به النقل. الإنسانية تجربة مشتركة، فلا توجد ديانة أو ثقافة مستقلة بذاتها، فديننا هو ملة إبراهيم السامي الكنعاني؛ وتجربتها مفتوحة لكل تجارب الإنسانية، استصحبت منها النافع (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ)[1]. وكل ما ليس منكراً مباح، واتخاذ أعياد لما يراد ترسيخه نهج إنساني حميد. قطعيات الوحي تؤكد أن الصورة الفطرية للإنسان فيها أربعة معان: أن فيه قبس من روح الله يفسر الشفافية الروحية، وأن به عقلاً يفسر العقلانية، وأنه حر حرية تفسر تعرضه للإمتحان، وحقيقة أن الذكر والأنثى من نفس واحدة، لا كما تقول إسرائيليات تعارض القرآن. الإسرائيليات هي مصدر تحميل حواء وحدها الخطئية الأولى، ولكن القرآن قال: (وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ)[2]، بل حمل آدم وحواء المعصية: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ)[3]. منذ أن تفتح ذهني ووجدت أمي كاملة الإيمانية والإنسانية اتهمت صحة أحاديث منسوبة للنبي صلى الله عليه سلم تقول بدونية المرأة من نحو: النساء ناقصات عقل ودين، ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، النساء لعب شاورهن وخالفوهن، المرأة عورة إذا خرجت استشرفها الشيطان، ولولا حواء ما خانت امرأة زوجها…إلخ. منذ حين عكفت على الطعن في صحة تلك الأحاديث بالنص القرآني، وبالعقل، وبالتجربة الإنسانية الواعية. تتمة حديث ناقصات عقل ودين إن صح تطعن في عقل الرجل: وهي: وما رأيت أذهب لعقل الرجل الأريب منكن.. حالة شكى منها من قال: كَأَنَّ لَهَا ضِغْناً عَلَى الْعَقْلِ كَامِناً فَإِنْ هِيَ حَلَّتْ رَحَلَ الْعَقْلُ! حديث ما أفلح قوم رواه أبو بكرة نفيع بن الحارث المرفوضة شهادته، قعوداً عن مناصرة السيدة عائسة (رض) مع أن عدداً من أكابر الصحابة طلحة والزبير وغيرهما كانوا معها. وقيل إن الحديث قيل بمناسبة ولاية بوران بنت كسرى، السيدة التي أشاد الطبري في تاريخه بتجربتها في الحكم. والمناسبة الوحيدة القرآنية في ولاية نسوية كانت الإشارة لبلقيس وأنها أحسنت التصرف. أما حديث "النساء لعب شاورهن وخالفوهن" فالنبي صلى الله عليه وسلم شاور خديجة (رض) وأم سلمة (رض) وغيرهما وعمل بمشورتهن. أما استشراف الشيطان فيشمل كافة بني آدم لقوله: (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ)[4]. ومقولة "لولا حواء ما خانت امرأة زوجها" نص إسرائيلي. ففي كتاب الله قوله تعالى: (وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ)[5] وقوله: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ)[6]. وتصديت لتأويل القوامة، والدرجة، والضرب في كتاباتي ما لا يناقض قوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍۚ)[7]. "النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ"[8]. لذلك جعلت واجبي الدعوي القيام بخمسة مهام: فلتكن هذه الأهداف هي هديتي الدعوية لشقيقاتنا في الإيمانية والإنسانية. وبالله التوفيق الصادق المهدي.