مقدمة: (أ) اثبتت كل الاحداث الكبيرة التي وقعت خلال ال(74) يومآ الماضية في هذا العام الحالي، ان 2018 هو بلا شك سيكون عام المفاجأت السودانية والتطورات السياسية والاخبار المليئة بدسم احدث مهولة وكبيرة، والتي ماعاد في مقدورنا ملاحقتها من كثرة حدوثها بغزارة وبلا توقف حتي الان، هو عام بدأ بجز رؤوس كانوا اصحابها يتمتعون بالسلطة والسطوة ، وكانت عندهم الشنة والرنة: (الشنة هي غطاء رأس يرتديه ذوو المكانة، والرنة صوت عصاه يدق بقوة تعبيرًا عن سلطته ونفوذه)، هو عام وقعت فيه احداث سودانية بالغة الشدة، هزت الارض هزة شديدة تساوت في شدتها مايعادل (7.8) درجات على مقياس (ريختر) ان لم تكن احداث اكثر قوة!! (ب) *** ما مر يوم من الاربعة وسبعين يومآ الماضية في هذا العام الحالي 2018، الا وجاءت الصحف المحلية والاجنبية بخبر سوداني كبير شغل الناس، كانت البداية في شهر يناير الماضي 2018 عندما نشرت الصحف المحلية خبر مفاده ان السودان اعلن لأول مرة بشكل رسمي أنه يتحسب لتهديدات أمنية من جارتيه مصر وإريتريا بعد تحركات عسكرية لهاتين الدولتين في منطقة "ساوا" المتاخمة لولاية كسلا شرقي البلاد، واغلق السودان حدوده الشرقية بين ولاية كسلا ودولة إريتريا ، ونشر الآلاف من قواته بالمنطقة عقب إعلان الرئيس عمر البشير حالة الطوارئ في الولاية الحدودية، بينما شكل والي كسلا، آدم جماع، لجنة عليا للتعبئة والاستنفار في ولايته، وبلغ التصعيد العسكري مداه عندما اعلن البشير علي الملأ إنه يتوق لنيل الشهادة والالتحاق برفاقه الزبير محمد صالح، وإبراهيم شمس الدين!! (ج) *** فجأة بدون مقدمات او سابق انذار، ظهر البشير في يوم الخميس 11 يناير الحالي 2018 بالزي العسكري (الكاكي) في مدينة سنجة بولاية سنار، ونشرت صحيفة (العربي الجديد) القطرية، خبر مفاده، ان البشير اعلن في احتفال اقيم بمدينة سنجة وهو يرتدي بزته العسكرية، وعن استعداد قوات بلاده لصدّ عدوان المتربصين والمتآمرين والمتمردين، وإن "المجاهدين جاهزون للفوز بالشهادة والدفاع عن وطنهم". ودعا البشير في هذا اليوم إلى إحياء ما وصفها ب"فضيلة الجهاد"، وردد شعار: "جاهزين جاهزين لحماية الدين"، وهو شعار قديم كان يُردد عقب وصول البشير إلى الحكم، عام 1989. *** اثار خبر لبس البشير موجة من السخرية عليه، علي اعتبار انه عندما غارت الطائرات الاسرائيلية السودان ثلاثة مرات لم نراه ولا في مرة من هذه المرات قد لبس (الكاكي) وخرج للقاء الجماهير!! (د) *** وليت الامر وقف عند هذا الحد، بل جاءت الصحف المحلية بما هو اخطر من كل ماورد اعلاه ، ففي يوم 14/يناير/ 2018 ادلي سفير السودان لدى مصر، عبد المحمود عبد الحليم بتصريح اكد فيه عن نيه الحكومة السودانية إعلان الحرب ضد مصر خلال المرحلة المقبلة!! (ه) *** وقبل ان ينتهي شهر يناير الماضي 2018، فجر البشير مفاجأة كشف فيها عن سحب عميل واحد لمبلغ (90) مليار جنيه من أحد المصارف دون تحديد مصدر المال وأوجه صرفه!! (و) *** وجاء شهر فبراير هذا العام الحالي بكثير من الاخبار المليئة بالمفاجأت التي دخلت بالساحق الماحق علي شخصيات نافذة في السلطة!!، شهر فبراير رغم شهرته بانه شهر الشتاء القارس الا ان احداثه كانت ساخنة و(مولعة) جلبت الدفء. (ز) *** خبر اطاحة الفريق محمد مدير جهاز الأمن السابق كان في يوم الاحد 11/فبراير 2018، وحتي الان لا احد من المواطنين او من كبار النافذين من أهل النظام او الوزراء او النواب يعرف سبب الاطاحة المبهمة ؟!!، وليت الامر عند غرابة خبر اطاحة عطا، فقد تولي الفريق أول صلاح عبدالله قوش علي الفور منصب مدير الجهاز خلفآ لعطا!!، وحتي هذه اللحظة مازال اللغط الشعبي والرسمي حول تعيين مستمرآ بلا توقف!!، كل الناس حاولوا ان يفكوا شفرة تعيين (الانقلابي!!) قوش وسبب توليه هذا المنصب الحساس مرة اخري، الا ان كل محاولاتهم باءت بالفشل!! (ح) *** استلم الفريق أول صلاح قوش الجهاز، واستعد علي الفور تنفيذ كثير من المهام الأمنية العاجلة وهو يتبطأ الشر وعظائم الامور لشخصيات بعينيها، وماهي الا ساعات حتي تدفقت الاخبار عن اطاحات واقالات وعزل وطرد لشخصيات هامة في جهاز الأمن والقوات المسلحة، كانت اولي الاطاحات قد شملت: 1 اللواء عبد الغفار الشريف مدير إدارة الأمن السياسي بجهاز الأمن واحالته إلى التقاعد، وذلك بعد ايام من استعادة صلاح قوش موقعه كمدير لجهاز الامن والمخابرات (سبق أن اشيع على نطاق واسع ان عبد الغفار تمت إحالته للتقاعد عقب إعفاء طه عثمان من منصبه كمدير لمتكب رئيس الجمهورية). 2 *** وأطاح المشير عمر البشير، باللواء الهادي مصطفى، من جهاز الأمن والمخابرات. 3 *** وقام بإعفاء نائب مدير جهاز الأمن والمخابرات أسامة مختار. 4 أضاف الرئيس عمر البشير، (17) من ضباط جهاز الأمن إلى قائمة المبعدين، بينهم مدير الجهاز بمطار الخرطوم الدولي. 5 أعفى عمر البشير، محافظ البنك المركزي حازم عبد القادر من منصبه في يوم 21/فبراير الحالي 2018. 6 أعفى المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، إبراهيم محمود حامد، من منصبه كنائب لرئيس الحزب ومساعد لرئيس الجمهورية. 7 *** في يوم 27/فبراير الماضي أجرى المشير عمر البشير رئيس الجمهورية، القائد الأعلي للقوات المسلحة تغييرات فى رئاسة أركان القوات المسلحة، وقام بترقية عدد من الضباط إلى رتبة الفريق أول والفريق. وقال العميد أحمد الشامي الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة في تعميم صحفي، إن التغييرات قضت بتعيين الفريق كمال عبد المعروف الماحي رئيساً للأركان المشتركة، خلفاً للفريق أول عماد الدين مصطفي عدوي. كما قضت بترفيع الفريق الركن على محمد سالم وزير الدولة بوزارة الدفاع إلى رتبة الفريق أول، وترفيع الفريق عصام الدين المبارك حبيب الله إلى رتبة الفريق أول وتعيينه نائباً لرئيس الأركان المشتركة خلفاً للفريق أول ركن يحي محمد خير أحمد صهر الزبير محمد صالح، بجانب ترفيع الفريق الركن السر حسين بشير حامد إلى رتبة الفريق أول وتعيينه مفتشاً عاماً للقوات المسلحة. *** الذين يعرفون خفايا واسرار ماجري من اقالات واطاحات يعرفون ان صلاح قوش هو من كان وراءها!! (ط) *** وجاء شهر مارس الحالي 2018 باغرب خبر ماكنت اتوقع ان اطالعه طالما اني علي قيد الحياة، وساقوم بنقل الخبر تمامآ كما جاء في صحيفة "الراكوبة" تحت عنوان: "نافع ينقل مقر إقامته من "بري" ويلجأ لأطراف المدن طلباً للحماية"، ونشر بتاريخ الخميس 13/مارس الحالي: *** نفي مصدر اجتماعي قريب الصلة باسرة الدكتور نافع علي نافع ان يكون القيادي البارز بحزب المؤتمر الوطني قد نقل مقر اقامته من منزله ببري الشريف الي منزل ريفي يكثُر فيها ابناء قبيلته في ام ضريوة شمال شرق مدينة بحري. ونقلت شبكة "مونتي كاروو" التي يديرها الصحفي ناصف عبد الله، عن المصدر الاجتماعي، قوله إن وجود نافع هناك واختفاءه من بري "لا يعدوا ان يكون ضرورة اسرية ولاسباب اجتماعية". وراجت انباء وسط دوائر النفوذ تشير الى ان الدكتور نافع يستشعر ان هناك حملات استهداف له خاصة بعد استدعاءه للتحقيق معه مرتين علي خلفية اقالة عدد من مساعديه من الاجهزة الأمنية وتقليص نفوذ الآخرين من الجيش وذلك علي خلفية اتهامهم بارتكاب تجاوزات مالية ووجود بينات اولية تشير الي تورطهم في فساد مالي. *** وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد اجري سلسة من التغييرات في قيادة اجهزته الامنية مثل الجيش وجهاز المخابرات وصفها المراقبون بانها بمثابة قاصمة ظهر لتيار القيادي نافع علي نافع المشهور عنه العنف اللفظي في مواجهة الخصوم والتشدد مما حدا بالبعض ان يصفه بانه من صقور النظام. ولاحظ الناشطون في تعليقاتهم التي رصدتها مونتي كاروو ان مكتب نافع في مجلس الاحزاب الافريقية قد شكل اغلاق دائم منذ منتصف شهر فبراير الماضي تحديدا بعد الاعلان عن اقالة مدير مكتبه اللواء الهادي مصطفي من جهاز الامن وهو كان بمثابة واصلة عقد بين مجلس الاحزاب الافريقية والنظام الحاكم حيث لم يظهر للمجلس اي نشاط خاصة بعد سحب ازهري التجاني مقرر المجلس ثم تبعها اعتقال مدير الامن السياسي عبد الغفار الشريف عبد الله ومعه اعفاء نائب مدير الامن اسامة مختار محمد من مناصبهم. ويعتبر الثلاثة اذراع مجلس الاحزاب الافريقية التي توصلها بالنظام وتوفر لها الدعم والتمويل وتسهيل الحركة. *** وشكا نافع في لقاء جمعه بمدير مركز الدراسات الاستراتيجية سيد الخطيب من التضييق المتعمد لنشاطه والمضايقات التي يتعرض لها انصاره واضاف ان تصريحاته الاخيرة لصحيفة الراي العام في اكتوبر من العام الماضي فسرت خطأ عندما قال إن الرئيس البشير عازم على التنحي ولكن الخيار النهائي لمؤسسات الحزب. ونفى وجود مشكلة داخل الحزب في تسمية مرشحه للرئاسة في انتخابات 2020، معتبرا أن الوقت ما زال مبكرا لبداية حديث مؤسسي حول ترشيحات الحزب للرئاسة. وتشهد أروقة المؤتمر الوطني صراعا كبيرا بين التيار المساند لترشح البشير في الانتخابات المقبلة، وبين التيار الرافض لترشيحه والذي يقوده الدكتور نافع علي نافع والدكتور امين حسن عمر. (انتهي الخبر) (ي) الخبر المشور اعلاه عن لجوء نافع، لا يقل قوة عن خبر اطاحة عطا مع فارق كبير وهو ان الاطاحة شيء معمول به رسميآ في جهاز الخدمة المدنية والعسكرية، اما ( لجوء احد النافذين ومازال في السلطة مثل الدكتور نافع علي نافع لأطراف المدن طلباً للحماية) فهذا شيء غريب ونادر لم نسمع به من قبل، (ولا يدخل الدماغ، ولا يقبله عقل او منطق!!) (ك) *** كنت اتوقع ان تكون نهاية نافع السياسية مثل من سبقوه في الاقالة او الاعفاء من التزاماتهم الحزبية، وهم كثيرون فاق عددهم العشرة الف من اعضاء قدامي وجدد كانوا من نشطاء المؤتمر الوطني!! (ل) *** كنت اتوقع ان يعيد نافع مكانته في الحزب الحاكم بعد (تجميده) وتقليص صلاحياته، ويكون له دور بارز وواضح في الايام القليلة القادمة خاصة بعد ان بدأ البشير في الاستعانة مجددآ ب(الحرس القديم)، وان يكون واحد ممن يساندون البشير في الترشيح للانتخابات القادمة!! (م) *** ما كنت اتوقع اطلاقآ ان تكون نهاية نافع السياسة مؤلمة ومحبطة بهذا الشكل الدرامي، وكان هو واحد ممن انجحوا انقلاب 30/ يونيو 1989، وتحمل القيام باكبر مهمة وهي تنفيذ الخطة (ب) في حالة فشل الانقلاب!! (ن) *** ما كنت اتوقع في يوم من الايام ان اقرأ خبر هروب نافع (رجل الانقاذ القوي، الفتوة، صاحب اللسان السليط) ولجوءه لاطراف المدن طلبآ للحماية من بطش قوش!! (س) *** لو رجعنا بالتاريخ قليلآ الي الوراء، وتحديدآ الي يوم 23/ابريل عام 1990، وهو يوم المحاولة انقلابية التي قاموا بها الضباط (28)، فسنجد ان الرئيس عمر البشير ايضآ هرول فارآ من "قصر الشعب" واختبأ عند صديقه الطيب (النص) في منزله بالعيلفون، ولم يعود للقصر الا بعد علمه بفشل المحاولة الانقلابية واعتقال قادتها، ومنذ ذلك الوقت عام 1990 لم نسمع بهروب (انقاذي) الا بالامس الخميس 15/مارس الحالي!! (ع) *** هل حقآ اصبح صلاح قوش يشكل هاجس قلق وهم وتخوف، ومصدر رعب الي درجة هروب نافع من الخرطوم ؟!! [email protected]