على نحو مفاجئ، الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب يعلن انسحاب قوات بلاده من سوريا في أقرب وقت، بعد خسارة تريليونات من الدولارات دون الحصول على شيء، إذ قال ترمب "أنفقنا سبعة تريليونات دولار في الشرق الأوسط. هل تعلمون ما الذي حصلنا عليه لقاء ذلك؟ لا شيء.. سننسحب من سوريا قريباً جداً، فلندع الآخرين يتولون الاهتمام بها الآن". حينما أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن تحالف دولي لمحاربة الإرهاب في سوريا، لم تحدد فترة زمنية لتواجدها في سوريا، بل تركت الأمر مفتوحاً، وكان مثيراً للاستغراب أن تعلن دولة كبرى دخولها في حرب دون أن تحدد سقفاً زمنياً. الواقع في سوريا يمضي باتجاه ما قاله ترمب، وهو الخسارة الأمريكية مقابل لا شيء، تقدمت إيرانوروسيا حليفتا الرئيس بشار الأسد، بل أن التقارير الإعلامية تقول أن الخطوة القادمة هي حرب حلفاء الأسد ضد التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة. ترمب الذي يخضع السياسة لحسابات الربح والخسارة المباشرة، ربما يتوافق حديثه مع برنامجه الانتخابي الذي تعهد فيه بشعار "أمريكا أولاً".. الأولوية لشعب أمريكا والانكباب على حل مشاكله، وتوفير الوظائف في مقدمتها، وقد يكون ترمب نظر إلى المبالغ التي خسرتها الولاياتالمتحدة وكيف كان بالإمكان أن توفر آلاف الوظائف. لكن في كل الأحوال، فإن الولاياتالمتحدة ضمنياً أقرت بخسارتها في سوريا، فبعد صرف ترليونات الدولارات النتيجة لا شيء، وقوله أنه سيترك سوريا للآخرين فهو يقصد دون كثير اجتهاد، إيرانوروسيا، لكن كيف يكون وضع الدول الخليجية الرئيسية في التحالف الدولي بقيادة أمريكا. بقاء الأسد حُسم مبكراً منذ تغير السياسة الأمريكية تجاه سوريا وإقراره بأن الأسد جزء من الحل.. فلم تعد القضية بقاء الأسد أو ذهابه، إنما مستقبل التحالفات في المنطقة، ومستقبل التنافس الدولي في النفوذ في المنطقة. إقرار الولاياتالمتحدة بالخسارة الفادحة يعني أن روسياوإيران حققتا مكاسب بالضرورة، وانسحاب أمريكا من سوريا سوف يعطي روسياوإيران فرصة للمزيد من النفوذ في المنطقة. لكن، هل تفكر الولاياتالمتحدة في فتح جبهة جديدة بعد خسارتها سوريا؟، الحديث أصبح متكاثفاً عن إلغاء الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الست الكبرى، وبذات الدرجة أصبحت نبرة العداء متصاعدة تجاه إيران. على أي حال، القرار الوشيك بخروج أمريكا من سوريا وبهذه الخسارة المعلنة ينبي بتحولات كبيرة في المنطقة. التيار