قبل أيام قليلة، نشطت مجموعات من الحوثيين في بدء حملة إعلامية، تُحرض على قصف السودان، لكونه يقود – ميدانياً- حرباً ضد الحوثيين في اليمن، وهذه الحملة لا يُمكن أن تُقرأ مجرد تنفيس انفعالي في مواقع التواصل الاجتماعي، فعلياً، الحوثيون صوبوا عدة صواريخ ناحية الرياض السعودية. لم يصدر تعليق رسمي من قبل القوات المسلحة حتى الآن بخصوص ما نقلته وكالات محلية في اليمن وعالمية عن مقتل العشرات من الجنود، لكن تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لضباط جيش قُتلوا في اليمن الأسبوع الماضي، لكن لم يصدر حتى مجرد تعزية رسمية. هناك تكتم مستمر على خسائرنا في اليمن، وحتى الآن لا توجد إحصائية عن أعداد القوات المشاركة وأعداد الذين قُتلوا، رغم أن مشاركة السودان في عاصفة الحزم كان الجيش قد أصدر فيها بياناً شديد الحماسة. عاصفة الحزم أكملت ثلاثة أعوام بالتمام، وحصدت خسائر للأطراف القائدة لهذه الحرب لا تحتاج إلى استعراضها، الآن بدأ الحديث كثيفاً عن ضرورة سحب الجيش من اليمن، في أعقاب خسائر وجدل متطاول حول جدواها، خاصة بعد حديث رئيس أركان الجيش السعودي المقال. نواب البرلمان عن حركة الإصلاح الآن، قادوا خطاً مطالباً بسحب القوات من اليمن.. قبل نحو يومين، تقدم المحامي الناشط، عمرو بن العاص بمذكرة للمحكمة الدستورية تطعن في قرار المشاركة في حرب اليمن. يبدو واضحاً بالفعل أن الأمر محسوم من قبل الحكومة، ولا نية لسحب القوات، ولا نية كذلك لمناقشة الأمر.. في خضم هذا الجدل، تقطع وزارة الخارجية الطريق أمام هذه المطالب، أمس ووسط الأنباء التي تتحدث عن مقتل العشرات من الجنود، بيان شديد الوضوح تصدره وزارة الخارجية، البيان يؤكد على موقف السودان الثابت من المشاركة في عاصفة الحزم. ثم.. في جلسة سرية في البرلمان أمس، كما هو منشور في "التيار" برّر وزير الدولة بالدفاع موقف تمسُّك الحكومة بالقتال في تحالف عاصفة الحزم باليمن، بإنها ليست المرة الأولى التي تشارك فيها قوات سودانية في حرب خارج البلاد"، ثم أكد على ما جاء في بيان وزارة الخارجية، أي عدم الخروج منها. تصريحات وزير الدفاع وبيان الخارجية الواضح يتسقان تماماً مع الواقع، حيث ترد المعلومات باستمرار عن انتظام عمليات تجنيد في دارفور، ومن دارفور إلى اليمن. التيار