من التشبيهات البليغة للفساد ذلك التشبية الذي إستخدمه الكاتب الساخر"مارك توين" والذي قام بتشبيه الفساد بالطقس قائلاً " الجميع يتحدث عنه ولكن لا يوجد من يمكن أن يفعل به شيئا". وهذا وصف وتشبيه بليغ ينطبق تماماً على (الحالة الأنحنا فيها دي) فالكل يتحدث عن الفساد و(الجماعة) مؤخراًعلى وجه الخصوص يتوعدون ما أسموهم بالقطط السمان بالثبور وعظائم الأمور دون أن نرى على أرض الواقع شيئاً ، على الرغم من أن الفساد الذي عرفته بلادنا في هذه الحقبة فساد يزكم الأنوف (وما عايز دليل) أثبتته تقارير الشفافية والنزاهة (العالمية) التي احتلت فيها بلادنا (الطيش) ناهيك عن تقارير المراجع العام السنوية والتي هي خير دليل على مدى تغلغل الفساد في كافة مفاصل الدولة من وزارات وشركات وبنوك ومؤسسات وصناديق إلى آخر أماكن (الهبر) حتى صار الفساد مثل الطقس الذي تحدث عنه "مارك توين"! ضحكت حتى بانت نواجذي وإستلقيت على ظهري وكدت أن أصاب بشد عضلي من فرط (القهقهه) وذلك بعد إعلان (الجماعة) الحرب على ما يعرف بالقطط السمان وسؤالنا لهم بعد فترة : نعم هي نفس وذااات العبارة التي كان يرددها (الجماعة) قبل أن يعلنوا عن حربهم الأخيرة المزعومة على الفساد والتي فرضتها حالة الإمتعاض الشعبي مما وصل إليه حال (البلاد والعباد) من تدهور، هذه العبارة (العندو مستندات) التي تلقي بعبء إثبات (فساد المسؤول) على (المواطن) على الرغم من أن (قانون االثراء الحرام) هو القانون الوحيد الذي يضع عبء إثبات (عدم الفساد) والحصول على الأموال بصورة (نضيفة ومشروعة) على المتهم وليس على الشاكي ! فيا مواطن يا غلبان ما تتكلم ساي .. لو بتعرف ليك مسؤول كان ساكن بالإيجار في (حي شعبي) وهسه إشترى ليهو بيت بي كم مليون دولار (وكمان ملح السمسار) ما عليك إلا تجيب العقد الأصلي (صورة ما تنفع) وتجينا .. ما تقول لينا (تجيب العقد من وين) دي ما شغلتنا ! أو لو بتفتكر إنو (المسؤول داك) أخد ليهو (كومشن) كم مليون (يورو) من شركة بترول صينية (وعمل ليهو أبراج في دبي) ما عليك إلا أن تقوم تقنع مستر (هاوفنج) رئيس مجلس الإدارة ومستر (هي وانغ) المسؤول المالي للشركة بإنو يجو يشهدوا ليك في (القسم الجنوبي) بإستلام المسؤول للكومشن وكمان يجيب معاهو (صورة الشيك) ورقم الحساب (الإتحول فيهو المبلغ) .. أها أي زول ما بيقدر يجيب (أدلة) ذي الفوق دي ما يتكلم ساي (ويرمي الناس بالباطل) . أما إن قمت بإتهام (مسؤول) بتحويل 40 مليون دولار من أموال هذا الشعب البائس الفقير وذلك من حسابه ببنك " نوفا سكوتيا" في دبي الي بنك أكبكترس التركي على دفعتين ، العشرة ملايين دولار الأولى يوم 19 يناير 2015، والثلاثين مليون دولار الثانية يوم 7 يونيو 2015 وأوضحت أن رقم حسابه في مصرف "سكوتيا" في دبي هو AE40023000100011589206 وان عنوانه هو: صندوق بريد رقم 75214 دبي (دولة الامارات العربية المتحدة) فهذا إتهام بدون مستندات على الرغم من إرفاق صورة (التوريدة)، لذلك ما عليك يا صاحبي إلا أن تقطع تذكرة ذهاب وعودة (دبي – أنقرة- الخرطوم- وبالعكس) والإجتماع مع مدير عام بنك (نوفا سكوتيا) بدبي ومعاهو (رئيس مجلس الإدارة) وكمان مدير قسم (الودائع) وإقناعهم بالمثول كشهود إتهام مع إحضارهم لمستندات التحويل الرسمية (الأصلية) والتأكيد لهم بأن المسألة سوف تكون في غاية السرية حتى لا تتأثر سمعة البنك في كشف معلومات عملائه . ثم (تركب الطيارة) تاااني إلي (أنقرة) وتقوم بنفس الشيء مع إدارة بنك (أكبكترس) فرع تركيا ليشهدوا بإستلامهم للمبلغ المحول ووضعه في حساب المسؤول وتديهم (طلب حضور) للمثول في الساعة العاشرة صباحاً أمام محكمة (إمتداد الدرجة الأولي) في اليوم المعين ! في هذا (المقام) يا سادتي والأمر هكذا (الا بالمستندات) لا نقول إلا ما قاله عمنا (المرضي الترزي) لكسار الحطب .. فعمنا (المرضي) كثير الصمت وإن تكلم تخرج منه الطرفة والحكمة .. كان له دكان (ترزي بلدي) في أب روف في مواجهة (النيل) .. أمام دكانه سبيل ماء به عدد من (الأزيار) .. كانت السيجارة (البرنجي) لا تفارق يده إلا عندما يضعها على حافة (مكنة الخياطة) مجبراً ثم يعود لها مجدداً . في ظهيرة يوم غائظ الحر .. جاء أحد الأعراب الذين (يلفون في الأحياء) عارضين خدماتهم في تكسير الحطب .. جاء الإعرابي وقد أضناه العطش (من الحوامة) فأدخل يده في كل الأزيار ولما لم يجد بها ماء قام بسؤال (عمنا المرضي) – ما عندكم موية؟ فقام عم (المرضي) بوضع سيجارته على حافة (المكنة) في هدوء وأجابه : – غير دا (وهو يشير إلى النيل) ... يخربنا ! أها نحنا غير (خط هيثرو) ده يخربنا شيتن (بي مستنداتو) ما عندنا .. يلا ورونا شطارتكم !! كسرة : يقول المثل الهندي : كساهندر ريهاما اومي سادارا نهي أوهيرو ياما سانو .. وترجمته : «لا فائدة من بدء التنظيف من تحت مادامت الأوساخ تنزل من فوق" أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 55 واو (ليها أربعة سنوات وسبعة شهور). الجريدة
