شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة شهد المهندس تشعل مواقع التواصل بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها بأزياء مثيرة للجدل ومتابعون: (لمن كنتي بتقدمي منتصف الليل ما كنتي بتلبسي كدة)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    علماء يكشفون سبب فيضانات الإمارات وسلطنة عمان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفريق طه يحوّل 40 مليون دولار من حسابه ببنك " نوفا سكوتيا" في دبي الي بنك أكبكترس التركي لتمويل صفقتين !
نشر في الراكوبة يوم 07 - 09 - 2016


[email protected]
المدخل :
تقريرنا اليوم نوعيا ، وحتما ستكون له مابعده من تفاعلات كبيرة ، وعلي محاور عدة . فهو ينهض بالدليل القاطع علي لصوصية مدير مكتب رئيس الجمهورية ، طه عثمان أحمد الحسين ، كما سجل أسمه رباعيا في بيانات فرع مصرف (نوفا سكوتيا) كما يظهر شعاره في لقطة إرشيفية ( صورة 1 بالاسفل ) . إفتراس الفريق طه للأموال يشابه طرائق الاخطبوط ، لذا سوف نسميه "الاخطبوط الرئاسي " وسنفسر لماذا.
في تقديرنا أن إختيار طه لهذا البنك الكندي حقق له ثالوثا من الاهداف الهامة أولها ، وأهمها علي الاطلاق ، أن هذا الحساب يتيح له الدخول متخفيا في أسواق المال العالمية هاربا من رادار المقاطعات الاقتصادية المفروضة علي حسابات كبار المسؤولين السودانيين . سنلاحظ أن تحايله علي القوانين لم يقف عند الإفلات من الرقابة المفروضة علي حركة أموال أساطين نظام الانقاذ عالميا ، وبتشدد أكثر أمريكيا ، ، بل أنه خرق القوانين الامارتية الصارمة التي تشترط الحصول علي إقامة سارية بالدولة كشرط لفتح حساب مصرفي فإستعاض عن ذلك بصندوق بريد !! فتح الاخطبوط الرئاسي حسابه في مصرف طافٍ (أوفشور ) وأودع فيه الملايين المنهوبة من فم أطفال السودان ! هذا البنك ، ايضا ، وعبر ذراعه المسمي "سكوتيا موكاتا" يتخصص في تمويل وتجارة المعادن الثمينة وبالذات الذهب . وعليه ، دخل طه لأسواق الذهب العالمية عبر بوابة هذا الفرع مستغلا سطوته ومايسطو عليه من ذهب السودان فيودعه فيه . وفي هذا مايفسر رتابة وكثرة أسفاره الي دبي . ربما يكون ملائما التذكير بالخضات الزلزالية التي تعرضت لها الدور المالية العالمية حين أثبت محققو وزارة العدل الأمريكية عدم إلتزام تلك المصارف بالمقاطعات الأمريكية المفروضة علي عدد من البلدان المارقة ، ومنها السودان . فقد أجبرت وزارة العدل الامريكية في يونيو 2014 مصرف (بي إن بي باريبا) الفرنسي بدفع مبلغ 8.9 بليون دولار كغرامة عقابية علي خرقه للمقاطعات وإتجاره مع السودان وإيران .
المعاملتان أعلاه وبالرغم أنهما أجريتا بفارق 6 أشهر ، إلا أن بيانات مدير مكتب البشير ظلت ثابتة . فعندما حول العشرة ملايين دولار الأولي يوم 19 يناير 2015، والثلاثين مليون دولار الثانية يوم 7 يونيو 2015 ، إستخدم نفس الحسابين ، بنك نوفا سكوتيا في دبي وبنك بنك أكبكترس في أسطنبول (الصورة2 ). ختاما لابد من الإقرار بأن الوثائق التي بين أيدينا ليست كشف حسابات الاخطبوط الرئاسي وإنما تفاصيل معاملتين فقط بأربعين مليون دولار "فقط " . وبالتالي ، فنحن لا نعلم شيئا عن تفاصيل إيداعاته ، مبالغها ، تواريخها أو موجودات رصيده الإجمالي . أيضا لا نعلم ، يقينا، إن كانت الأربعين مليون دولار التي أرسلها لتركيا هي حصيلة الشحدة بإسمنا عند زياراته المتكررة لدولة الإمارات ، فأعطوه تلك الأموال كهبات لا تسترد لإستخدامها في ما يفرِّج كربتنا الإقتصادية . أم ياتري أن مابعث به لتركيا هو جزء من حصيلة الذهب الذي يهرِّبه بإنتظام لدبي كلما قصدها في مهمة ظاهرها التسول وباطنها التهريب - أو الاثنين معا . مهما كانت مصادر تلك الملايين الأربعين من الدولارات ، وغيرها مما لا علم لنا بمقدارها ، فالحقيقة الثابتة هي أن طه عثمان أحمد الحسين سرق ويسرق أموال الشعب السوداني ومانطالع من أرقام هي بعض مما سرق الاخطبوط الرئاسي . الثابت والمعلوم اليوم أن رقم حسابه في مصرف سكوتيا بانك في دبي هو AE40023000100011589206
وان إسمه الرباعي هو طه عثمان أحمد الحسين وان عنوانه هو:
صندوق بريد رقم 75214
دبي
دولة الامارات العربية المتحدة
فك طلاسم شفرة التحويل المالي
لتأكيد موثوقية وصدقية الوثائق المعروضة ، نحتاج لفك طلاسم ماتطالعون من ترميزات في هذه التحاويل البنكية المرسلة من حساب لأخر. تسمي الوثيقتان(آيبان IBAN)
وهو الاختصار بالحروف الأربعة الأولي من كلمة طويلة هي
International Bank Account Number ،
وتعني (رقم حساب في بنك عالمي) . رقم الحساب هذا هو مايُستخدم عند تنفيذ تحويل مالي أو إستلام مبالغ عبر حوالة بنكية دولية .الآيبان ليس بديلا لرقم حساب العميل أو لكود ( ترميز ) الفرز sortcode الخاص بالعميل . فبينما كود الترميز ، المتكون من 6 أرقام يوضح اسم البنك والفرع الذي يوجد فيه الحساب ، فإن الآيبان عبارة عن ارقام إضافية فيها معلومات كودية الغرض منها مساعدة مصارف أعالي البحار في التعرف علي حساب العميل لإكمال العملية البنكية بالتسديد.
ماذا نعرف عن المصرف الكندي الذي يتعامل معه الاخطبوط الرئاسي ؟
الإسم المسجل (Bank of Nova Scotia) هو الإسم التشغيلي لهذا البنك الكندي الجنسية وفرعه في دبي ( سكوتيا بانك ) أما (Scotia Bank)
فيجئ ترتيبه كالثالث حجما في قائمة أكبر المصارف الكندية بإجمالي أصول رأسمالية تبلغ 856.5 بليون دولاركندي وحقق دخلا مقداره 24.05 بليون دولار كندي في العام الماضي . أما رئاسته فتوجد في مدينة تورنتو.
أصبح بنك نوفا سكوتيا أول مصرف كندي يفتتح فرعا له في دبي يوم 22 ديسمبر 2009 بعد أن حصل علي رخصة التشغيل في 17 نوفمبر 2009 وتم تسجيله بمركز دبي المالي تحت الرقم 0887. عنوان المصرف هو برج مركز دبي المالي (مبني بريسنت رقم 3 ، الطابق 3 ورقم المكتب هو 302). هذا المصرف ليس كالمصارف التجارية العادية التي نقصدها لعمليات السحب والإيداع والتحويل من داخل مقرها أو لأستخدام الصراف الألي الموجودة في المبني . فهو بنك استثماري متخصص في تنفيذ عمليات مالية وتمويلية وطرح منتجات لعملائه ومودعيه ذوي الحسابات المتعددة الأصفار . البنك يتخصص في إدارة المحافظ المالية للأثرياء ، تحويل الملايين بين البنوك لعملائه ، توفير خطوط الإئتمان التجارية الضخمة ، توفير التمويل الربوي لتنفيذ صفقات الشراء أو البيع الكبري بالاضافة لإبداء المشورة المتخصصة في الاستثمارات . بهذه الصفة المتخصصة فإن من يقصده من العُوّام لابد وأن يخضع لأجراءات أمنية وتفتيشية غير مسبوقة ، ببساطة لأنه ليس مصرفا لكل الناس . فاذا ساقك الفضول الي مصرف الاخطبوط الرئاسي في دبي فسيكون حدّك النهائي هو البوابة الأمنية الأولي التي تظهر في الصورة 3 ولن يُسمح لك بالدخول للبنك إلا بعد إستجواب طويل من التيم الأمني الخاص بالمصرف عن كثير جدا وبعد ذلك سيُطلب منك الاتصال هاتفيا بالادارة لترتيب موعد لزيارتهم !
سنعتمد في ترجمة الرموز الكثيرة التي نراها في هاتين الوثيقتين علي مفتاح الترميز الخاص ببنك سكوتيا الصور5,4.
من إجمالي 12 بندا ، تتطابق الوثيقتان في 7 بنود وتختلفان في 5 نقاط وهي ( ترتيبا) الأرقام المتسلسلة للمعاملات ، تأريخ الاستحقاق ومقدار المبلغ المُرسل وشروط الايداع في حساب المرسل له . أما نقاط الاتفاق السبعة الثابتة في التحويلين فنسلسلها كما يلي :
أولا- البند الثاني رقم 23
B ويشير لرمز البنك التشغيلي ، أي اسم البنك وبخاصة عندما يستخدم رمز CRED ففي هذه الحالة يتحدد البنك بمصرف نوفا سكوتيا بانك . الرمز يماثل نظام SWIFT الذي يُستخدم عالميا كمعرِّف لهوية الاعمال (Business Identifier Codes (BIC) بالذات في قطاع البنوك والمؤسسات المالية كأسماؤهم وأماكن وجودهم مما يسهل عمليات إرسال الأموال لاسلكيا حول العالم.
K 50ثانيا - البند السادس
-Ordering Customer - Name & Address
AE40023000100011589206
TAHA OSMAN AHMED ELHUSSEIN
P.O.BOX 75214
DUBAI
UNITED ARAB EMIRATES
هذا البند أعلاه يكشف اسم العميل ورقم حسابه وعنوانه فهو العميل صاحب الحساب رقم
AE40023000100011589206
الاسم : طه عثمان احمد الحسين
صندوق بريد رقم 75214
دبي
دولة الامارات العربية المتحدة.
ثالثا- البند السابع :57A
Account with Institution BIC)
AKBKTRIS AKBANK T.A.S
هذا البند يشير الي إسم المؤسسة المالية التي يوجد فيها الحساب وفق معرِّف هوية الاعمال الحساب وهي الجهة التي يريد المُرسل ان يتم دفع المبلغ للمستفيد من خلالها ، وفي هذه الحالة هي المصرف التركي أكبكتريس أكبانك تاس.
خيارات الصيغة التي يمكن ان يتم بها الدفع هي إما بنظام سويفت والمُعَرِّف للأعمال أو نظام سويفت والمعرف زائدا لعناية المستفيد + 9 أرقام المصرف التركي أكبكتريس أكبانك تاس.
رابعا - البند الثامن (59):-
Beneficiary Customer -23965218 CID MILLS SEEN
يتعلق هذا البند بالمستفيد النهائي من التحويل المالي وهو بالتعريف الجهة التي إختارها طالب المعاملة كجهة نهائية مستفيدة من المبالغ المُرسلة والتي أعطي المُرسِل أمره للبنك بدفع المبلغ في الحساب الظاهر والذي يستدل عليه من بطاقة العملاء Customer ID Card
خامسا : البند العاشر
Details of Charges تفصيل المنصرفات 71A
والاتفاق هي يُعبر عنه بثلاثة حالات وهي SHA وتتعلق بأن يدفع العميل فقط رسوم مصرفه لتنفيذ التحويل ، وبالتالي يستلم البنك المحولة له الاموال المبلغ ناقصا رسوم البنك الوسيط. والحالة الثانية هي BEN وتعني ان المستفيد لايدفع أي رسوم جراء التحويل لحسابه بينما OUR فتعني أن المرسل يدفع كل الرسوم
سادسا : البند الأحد عشر : 71G Receiver's Charges
ويتعلق هذا البند بالرسوم التي يتحملها المستلم جراء فروقات سعر صرف العملات وأي منصرفات للمعاملة يتحملها المستلم
7سابعا : البند الاثني عشر 2
Sender to Receiver info
/اذا تم استخدامها يمكن أن تؤخر التحويل BEN أو -REC رموز
الان ماهي البنود الخمسة المختلفة في المعاملتين :
أولا المعاملة الأولي
رقم المعاملة المتسلسل(وهذا يمثل الرقم المتميز للبنك المرسل للأموال ، أي سكوتيا نوفا ) : 911061608984501
تاريخ الاستحقاق : (القيمة المستحقة وتاريخها مبتدئا باليوم فالشهر فالسنة) 19/1/2015
المبلغ الاجمالي : 10 مليون دولار
العملة : الدولار الأمريكي
معلومات الايداع : خصم 25بالمائة
ثانيا المعاملة الثانية
رقم المعاملة المتسلسل (وهذا يمثل الرقم المتميز للبنك المرسل للأموال ، أي سكوتيا نوفا ) : 652148325496218
تاريخ الاستحقاق : (القيمة المستحقة وتاريخها مبتدئا باليوم فالشهر فالسنة):7/6/2015
المبلغ الاجمالي : 30 مليون دولار
العملة : الدولار الأمريكي
معلومات الايداع : خصم 75بالمائة
متلازمة طه : النهب وشخصية الأخطبوط ...
إحدي العيوب الشائعة في ثقافتنا السودانية أننا لا نعترف بقدرات خصومنا فنستسهلهم ونمط ألستنا تحديا وإستفزازا . نعتقد مخطئين أن إعترافنا بقدرات خصومنا ، حتي وإن علمناها ، سيكون خصما من ثقتنا أو إعتدادنا بأنفسنا . لذا ترانا نحط من أقدارهم درءا لبشائر الهزيمة ، فنخسر الحرب ومعاركها . هذا علي العكس تماما من أمم تطبق أساسيات لعبة الجودو حيث يستفيد اللاعب من قوة خصمه فيصرعه بالاستعداد والتدرب بهمة وفهم مكامن قوة خصمه لإفسادها ! أما عندنا ، فالخصم هو دوما الأوضع والأبلد والأقل مقدرات , وهو طيش الدفعة الذي كنا جميعا نتفوق عليه ! بهذه المسكنات النفسية ، نوهم ذواتنا بأن منازلة ذلك الخصم ستكون كنزهة نيلية وأن الفوز عليه سيكون أسهل من بصق السفه ! فنخرج من النزال ، أي نزال ، مهزومين ومكسورين وصامتين . مثل تلك الهضربات النفسية ، هي التي لا تجعلنا نري قدرات الفريق طه الحسين الفذة في التأمر والسرقة والوصول لإدارة بلد بكامله ، فنتحسب له !
كثير من الروايات تقول أن الاخطبوط لم يكن سوي صبي مكتب واجباته هي تنفيذ المراسيل بموتره من بيت " كفيله" إبراهيم أحمد عمر الي بقية ادارات الدولة . مثل هذا السرد التبخيسي ، حتي وإن صدقت الرواية ، لا يجوز له أن يعمي الناس علي ملكات هذا الرجل ومهاراته الفذة التي ، بنظري ، تؤهله لنيل لقب مستحق : طه الاخطبوط ! فالذي يتقاسمه مع زعيم الفقاريات كثير جدا : الدهاء الخارق ، سرعة التعلم ، تعدد الاذرع للإمساك بفرائسه. وقدرته علي نفث أحباره وسمومه للهرب من حيوان أكثر فتكا منه وأشد إفتراسا. وتلكم أفعال طه التي مارسها ضد صديقه السابق الشيخ الأمين وأيضا ما فعله يوم أن تكالبت عليه التهم في أعقاب فضيحة أبي عزالدين وقميص ميسي ، فرمي كليهما لينهشهم الناقمون حماية لأسوار القصر من الغضب العام.
مثلما تتحرك الاذرع الأخطبوطية ذاتيا بسبب ( نيرونات ) توفر لها دماغا منفصلا ، فإن طه القابض يُحسن الأشغال المتعددة multitasking
كأن تنهمك يمناه في إيداع الفلوس في البنك بينما تمسك يسراه بالهاتف في متابعة لتطورات سرقة جديدة !
قلنا أنه يتمتع بصفات أخطبوطية أصيلة . فأذرعه ( وهي أكثر من الثمانية التي يتوفر عليها الأخطبوط ) تتواصل مع الأجهزة بتنوعها وإختلافها وعندما ينفث سمياته تأكد أنها تعني إعداما فوريا للخصم .
كالأخطبوط أيضا يستطيع تغيير لونه ليناسب البيئة التي يختبئ بها أو لتفقد فريسه تركها تتلوي في حبائله ، أو للإيقاع بأخري جديدة . خلافه الرئيس عن الأخطبوط سيد الأسم ، أن جوف الفريق يسكنه قلب الواحد ، وليس ثلاثة قلوب ، بيد أنه قلب منزوعة عنه الرحمة والشفقة يُسَبِّحُ بالظلم والمكائد !
خلافا لكل من خدم عمر البشير بالقصر، فإن الاخطبوط الرئاسي ، مدير مكتبه الحالي لا يلتزم بمسطرة ديوانية ، ولا يعترف ببروتوكول وليس له خطوطا حمراء . قناعاته الراسخة ذات نسب بالدِلالات وإستهلالاتها الشهيرة "إبن حلال يفتح الباب ". من هذا الباب مرر الاخطبوط الرئاسي كل شئ يدر عليه دراهم - من النملة والي الفيل ! قاموسه الأخلاقي يقول أن كل شئ قابل للبيع والمطلوب هو جرأة النطق بسعر . فالرجل براغماتي بارد حد الخاتمة . لا يعرف مقدسات ولا يعترف بكوابح رادعة ، فلا يتهيب حرمات ولا يأبه بالشعارات المتصلبة . فكل أمر عصي له ثمن عنده ، بقناعة ان الكل قابل للزحزحة وحتي التفكيك ، إذا لزم الأمر . فَهِم النجاح علي أنه إشتقاقا من كلمة "إستفادة " وأخواتها . فإن ناقش أمور السياسة الدولية ذكرك بسماسرة العقارات ، ويتحدث عن عمولات البزنس بلغة تجار الجملة وينهي الصفقات بسرعة رعاة الزريبة خشية موت الخراف ! أخطبوط مكتب عمر البشير يجهز كل ماعنده للبيع العاجل ، فيتصرف مع خيرات السودان علي أساس أنه السمسار الاوحد ، والمحتكر الأكبر لهذا السوق الفوري ! رغم محدودية إطلاعه وزهده في متداولات الثقافة، من أي نوع ، إلاأن صعوده شابه كثيرا سيرة مبعوث السادات الرئاسي أشرف مروان . فكلاهما مثّل رئيسه في جلسات توزيع الهدايا و" الشرهات " الملوكية . سافر لوحده ، وقابل لوحده وإستلف لسان "الريس " في كل سفره ، فلسان الرئيس يماثل إشهار بطاقة إئتمان أمريكان أكسبريس
Don't Leave Home without it
أحضر طه العطايا وإقتسمها مع الريس (حمل في يونيو 2014رسالة من البشير إلى ولي عهد إمارة أبوظبي نائب القائد الأعلي للقوات الإماراتية الفريق أول محمد بن زايد آل نهيان، وأوفده البشير كمبعوث شخصي إلى العاصمة الموريتانية في نوفمبر 2015 والسنغال بل وحتي وفي زيارات غير معلنةلكل من السعودية ومصر.!!
تماما مثلما فعل أشرف مروان مع مدير مكتب الرئيس سامي شرف ، فقد تأمر الاخطبوط علي من كان مديرا لمكتب الرئيس ، فرماه لازعاج وزارة الداخلية وظفر بالكرسي الخارج مكتب الرئيس ، يراه كل ساعة وكل يوم فيبيض له كما شاء . بدأ طه بدايات متواضعة ، بمهام مفصلة ، وصلاحيات محدودة كمساعد لمدير مكتب الرئيس السابق ، الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين ، صبر عليه الي أن زحلقه بهدؤ وكثير من الرقة والنعومة . الاخطبوط طه اليوم هو الرسول المأمون للبشير لقيادات العالم الخارجي صاحبة الأموال ، ولرجال الاعمال في الداخل فهو حامل أختام الرئيس ومانح تبريكاته ومحددا نسبة المشاركة ! .... والأهم من كل شئ أن الكل فهم أنه يد الرئيس التي بها يبطش ويلطش !
طه بيّاع كلو ......بيع إيران
ربما أن نشأة طه في أسرة ختمية ، وعدم ورود أي شهادة عن إلتزام سابق بفكر الاخوان المسلمين ، هو ماجعله يتحرك بلاقيد تنظيمي أو مرجعية فكرية أو سلوكية . فطه بتاع كلو ويمكن أن يبيع كلو لأن لا قداسة عنده لأي شئ ، قالبا أو موقفا أو معيارا . خذ مثلا علاقة السودان بإيران . .
فرغم أن هذه العلاقة إجتهد في هندستها الشيخ حسن الترابي منذ أواخر الثمانيات ، مرحبا بنظام الملالي في قم كأحد روافد الاسلام السياسي المُصادم للنظم السياسية والحضارية السائدة ، إلا أن طه فتح النار علي هذا الارتباط الطويل وقضي علي وشائج علاقة الانقاذ مع ايران في ثلث ساعة في محادثة مع ولي ولي العهد ووزير الدفاع بالسعودية فقضي علي علاقة عمرها 25 عاما بدأتها زيارة رافسنجاني للخرطوم في 1991 . ففي محادثة طه الهاتفية القصيرة مع سمو الامير الملكي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، يوم 4 يناير 2016 ، نقل طه للامير موقفا سياديا خطيرا وهو قطع السودان علاقاته مع ايران . إكتسبت المحادثة شهرتها لعدة أسباب . فمثل ذلك الاعلان ، بقطع العلاقات مع إيران وطرد سفيرها من الخرطوم ، ليس له أي تصنيف في المهام البروتوكولية التي يختص بها مدير مكتب أي رئيس في العالم - إلا عندنا في السودان ! لابد من التذكير أن الأخطبوط الرئاسي تواجد يومها في دبي ، قريبا من مصرفه وفي "زيارة خاصة " . ماقال به طه هو التصرف الأمثل المنوط بوزارة الخارجية في أعلي مراقيها الوظيفية كالوزير ، الوكيل أو حتي ناطقها الرسمي . لم تهمه هذه التراتيبية فقد صرح وإنتهي !! بيد أن الموقف كان يستلزم مرافعة مقنعة تبرر التصرف المفاجئ وبخاصة أن غالبية بلدان منظومة مجلس التعاون الخليجي ، وهم أولياء الدم ، لم يقطعوا علاقتهم بجارتهم وهم المعنيون بالامر . كان الخليجيون هم الأحق والأجدر بالمزايدة بدلا من هذه الدولة السنية الاستوائية التي فارقت قيادتها الحشمة والرزانة فتكسّبوا بالمواقف السياسية وأظهروا طيشا لاتبرره مصلحة قومية أو كتاب منير . كان مخجلا أن يعلن الاخطبوط الرئاسي النبأ ويبعث به لمحطة سكاي نيوز في أبوظبي فتبثه قبل أن تبثه وكالة السودان للأنباء !! بل والأنكأ أن وزير الخارجية يومها كان بالخرطوم مجتمعا مع أميرة الفاضل ، رئيسة قطاع العلاقات الخارجية في المؤتمر الوطني ، لا علم له بحثيات ماتناقلته وكالات الانباء . بل ونقل عنه إستغرابه من الكم الهائل من المكالمات التي تلقاها سنترال المكتب التنفيذي بوزارة الخارجية من السفراء الأجانب المعتمدين بالخرطوم الذين أبرقتهم دولهم مستوضحة الموقف السوداني ، فنفي بعض الوزراء النبأ بحجة أن الخرطوم لم تنشر بيانا بهذا المعني ،وفي اليوم التالي صدق طه وكذب غندور !!
لماذا أهتم العالم بالخبر ؟ ببساطة لأن العلاقات السودانية الايرانية غدت مصدرا للمتابعة اللصيقة من أجهزة المخابرات الدولية ، ليس فقط من منظور مناكفة الدولتين للغرب ، ولا إشتراكهما في إيواء الارهاب الدولي أو إلباس صراعهما مع أمريكا ، جبة دينية ، وإنما لدخول حماس وإسرائيل علي الخط . فقد أصبح سودان محمد عطا أحد معابر الأسلحة ، وبالذات البلاستيات الايرانية ، للقطاع مما عزز قدرة كتائب القسام الصاروخية فوصلت العمق الاسرائيلي أكثر من مرة وقبلت موازين القوة . فالتعاون العسكري السوداني الايراني جعل من السودان الدولة الافريقية الثالثة في تصنيع الاسلحة ، بعدجنوب أفريقيا ومصر !! بل وتنسب صحيفة الوول ستريت جورنال في تقرير لها نشر في 2016للمحلل الايراني المعروف والمدير التنفيذي لمركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية بجامعة جنوب فلوريدا، محسن ميلاني ، قوله ( أن إنجذاب السودان للسعودية ربما هو أكبر إنتصار للدبلوماسية السعودية و بلدان مجلس التعاون الخليج في تنافسها الاستراتيجي مع ايران خلال العقد الماضي ) صورة 6 ادناه
من هم حلفاء الاخطبوط الرئاسي في البزنس ؟
الاخطبوط الرئاسي يمسك بعده ملفات ويهيمن علي بضع رقاب بأذرعه المتعددة مما جعله سيد بركة الفساد في جمهورية السودان ومفترس رخوياتها السابحة . للفساد المقنن أسس يسترشد بها و مزايا يتطبع بها . فمثلا ليس من وجود للشركات التقليدية ذات المقرات واليافطات أو حتي اللوغو . فالشركات التي تعرف الاخطبوط الرئاسي ليس لها سجلات ضريبية ولا تعرف المستندات ولا حافظات الارشيف من فواتير . فهي شركات وهمية من سلالة اللا فقاريات التجارية لأنها بلا هيكل وبلا موظفين . فالطاقم العامل فيها هم سماسرة يعملون بنظام القطعة . مكاتب شركات الفساد عبارة عن بيوت عادية في وسط الأحياء السكنية - بلا يافطات ويستدل عليها ، فإن حالفك الحظ ستعينك ست الشاي المستظلة بحائط الشركة الي المدخل ومن موجود الان بنظرة فاحصة علي المتواجد من سيارات موديل عامك الراهن ! رغم هذا البؤس الاداري إلا أن الاعمال والصفقات تتناسل لمن يعرفون طه ويدفعون له عن القطعة كشريك ، فالصفقات بالموبايل والتوقيع علي فايلات تقنية بي دي أف المرسلة عبر القارات في ثوانٍ ، والاجتماعات شواءات في روتانا والدفع في مكاتب المزارع - كل شئ مشبوه ويماثل أفلام المافيا الصقلية .
الرئيس البشير ، بعد 27 عاما من التسلط والفرعونية ، ينظر للسودان ويتعامل مع السودان كأحد أملاكه ، جوه وبحره وأرضه ونيله ..وحتي شعبه . والأخطبوط طه يكمل ما يتحشم من فعله الأسد النتر ، فهو يقبض من تجارة السياسة ويبيع مواقفا سياسية ويتقاسم مع صاحب الحلال .
جيش الأخطبوط من الرخويات السابح معه في برك الفساد :
كما قلنا ، طه لا يعاف صيدا ، ميتا أو حيا مادام أنه يمكن بيعه . ليس له حليف واحد وإنما شبكة من المقربين يوزع عليهم المشروعات ويذهب الي مخدعه كشريك نائم . يصحو ليقبض المعلوم والويل ثم الويل ، إن خالفت المعلوم وإنتقصت دينارا من حصة الاخطبوط الرئاسي فستذهب الاذرع الثمانية للعمل ...فورا !
من شركاء طه الكبار العباس وشريكه التركي سورج اوكتاي . من مقر الرجلين في شارع عبدالله الطيب تدار الملايين ويعسكر اللصوص الأقل حظا ، يعرضون علي الثنائي صفقة تحتاج لدفرة ، أو شراكة في تمويل سريع أو غيرها من مشروعات التسحت اليومي . كل من يذهب الي هناك يعلم أن القبول به يعني علمه بأن الشراكة رباعية وأن التجنيب سيحدث ( لطه الغائب ) . بدأ التركي مشروعاته بمصنع نسيج الحصاحيصا ، فإحتكر عطاءات كل الازياء العسكرية في جمهورية السودان لكافة القوات النظامية ، الدفاع الشعبي ، المليشيات وحتي القوة المناط بها صيانة الغابات وتنظيم الصيد من حملة بندقية أبو عشرة وج 3 !! الثالوث ( طه ، العباس، أوكتاي ) يمثلون إمبراطورية مشروعات الكهرباء السريعة في السودان . فبعد أن نهب أسامه عبدالله المليارات في كذبة سد مروي ، إحتكر الثالوث توريد محطات التوليد الكهربائي السريع وهي 6 محطات يمولها السعوديون بأكثر من 150 مليون دولار حصل الثلاثي حتي يوم أمس الاول ( بعد توقيع عقد توريد محطة بورتسودان )علي قرابة 90 مليون دولار من المخصصات الاجمالية !! مما يغنيك عن السؤال عن كفاءة المحطات المضروبة التي تم إستجلابها والمخالفة لكافة بنود كراسة المواصفات
نموذج لكيفية تبدل أوراق اللعبة وسيطرة طه علي الرئيس .... ؟
يوم الخميس الموافق 28 يوليو 2016 شهد "المحظوظون " مشهدا حيا من مشاهد إدارة الصراع المُكَلِّف علي مرافقة الرئيس البشير والتزلف إليه . لشهور عديدة ، تعدي الهمس في الخرطوم جدران صالونات الكلام وتداول رواة الحكاوي مايدلل علي سطوة الفريق طه عثمان الحسين وتمكنه ، بقدرات عجيبة ، من حبس الأسد الذي كان ينتر ويزمجر في قفص صُمم خصيصا لشخصين ، طه وعمر ! فالرئيس إن عُزِل عن خاصته ، باض ذهبا في قفص عازله وأهداه فوق البيض خاتم المني . هذا الخاتم كان وحتي 2014 يزيّن إصبعي بكري حسن صالح وعبدالرحيم محمد حسين بعد أن حبساه في صندوقهما وطافا به مناسبات الخرطوم من مآتم وزيجات فظلا لأعوام مداومين علي مرافقة بيّاض الذهب. لم ينشغلا بالنصائح الأمنية أو المخاطر علي حياتهما أو حتي بالفراغ الدستوري الذي قد يترتب عن هذه المرافقة الغبية لمن يُفترض إلمامهما بأساسيات التحوطات الأمنية وإستهداف مواكب الرؤساء هاجس يومي في كل العالم وبخاصة لشخص كالذي يرافقان ، قَتل ويَتّمْ وظلم ولاتزال شهيته الدموية وحروبه مشتعلة في أركان بلادنا منذ تسلطه عليها في 1989 . عمل بكري وعبدالرحيم كأمناء الشرطة المصرية لدي الرئيس ، فمنحاه رفقة ثنائية لا تنقطع أيامها أو ساعاتها منذ الثالثة عصرا والي الحادية عشر مساء . ذهبا مع الرجل أينما ذهب بتغطية لا تشابه إلا ملازمة محمد علي الجاك (شواطين) لبيليه ! و حتي في حفر المقابر فقد تيمنه بكري وأحكم عبدالرحيم بيسراه ، وما رقص وإهتز ورجف في عرس إلا وإرتفعت عصي الرجلين تهتزان فوق الرؤوس كتوأم جان . حدث هذا والاخبطوط طه يتربص لبيّاض الذهب . تمسكن وتقرّب وتصّنع ونافق وتظارف إلي أن أطبق علي "الريس " ، فخطفه وهرب به . أسكنه قفصه وإستبدل الأقفال وغير كل شئ حتي المتشعوذ كاتب التمائم والبخرات . أحضر ساحر جمال الوالي المُجرّب ،"الشيخ السماني " فإشتري له بيتا سريا إن عرفت مكانه عرفت أحد أسرار الدولة العليا !...أطبق طه علي البيّاض بالضبة والمفتاح وحرَم خاصته القدامي من رؤيته لأسابيع طوال بمن فيهم أهله . باستثناء العباس حسن أحمد البشير حظر الأخطبوط طه كل الاخرين ومزق برامج الزيارات والروتين القديمة ...كان ولايزال أمر هذا الإنقلاب لكثيرين من أفراد الحاشية القديمة ، وبالذات لبكري وعبدالرحيم ، حنظل بطعم القرض .
نعود الي يوم الخميس 28 يوليو 2016 ( السابق للجمعة التي سافر فيها الأسد النتر لأديس أبابا لحضورالتكريم الكرتوني مدفوع الثمن بواسطة مايسمي "المبادرة الأفريقية للعزة والكرامة" ) . يومها فُجعت أسرة الرئيس بوفاة خاله ، المرحوم علي محمد الزين .. ورغم أن أل البشير كانوا قد فقدوا قبل أشهر خاله الاخر حامد محمد الزين ( سكن بحي الصحافة) ، إلا أن الرحيل خالهم علي كان الأكثر مشقة لقربه من الرئيس وإخوته . فقد.تزوجت إحدي كريماته مرتين ، وترملت مرتين من أشقاء الرئيس الراحلين ، احمد البشير وعثمان حسن احمد البشير .. .
روي لي أحد مصادري الثقاة رواية تشهد علي نفوذ طه وسيطرته التامة علي القصر وإطباقه علي قفص الرئيس . كان مصدري في صيوان العزاء الرحيب في مأتم هذا الخال الرئاسي بالشعبية بحري . وبالبداهة ، تقدم الرئيس أهله لتلقي العزاء . أفادني الراوي بسماعه لأحد أفراد الحراسة الرئاسية يبلغ الفريق طه همسا أن ( سعادتو في الطريق )، فسأله طه ( وصل وين ) فقال له ( قبل الكبري ). إنتفض طه بسرعة وفض الناس من حول الرئيس وقال له مفتعلا أمرا هاما ( نمشي ياريس هسه لأن الاجتماع بدأ !!) . وبعجلة عجولة ، إنطلقت سايرينات المواتر ، وعلا غبار موكب المغادرة فتعفر الصيوان الأنيق وإبتلع الضجيج ثرثرة الناس . بقي مصدري منتظرا ليعرف من هذا القادم الذي جعل طه يهرب بالرئيس بهذه السرعة حرصا علي إفساد أي فرصة للقادم ليلتقيه ولو لقراءة الفاتحة والتحية ؟؟
لم يطل الإنتظار ، فالقادم الذي تهيبه طه لم يكن سوي الفريق بكري حسن صالح ، نائب رئيس الجمهورية ، وأخر من تبقي من مجلس قيادة الثورة وصديق الرئيس من أيام سلاح المظلات وجليس ليالي الأنس في الأيام والسنوات الخوالي !! !!!
تزامن وصول هذا المظلي "الفردة" ورفيق الرئيس لسنوات مع وصول كل من مدير الشرطة الفريق اول شرطه هاشم عثمان الحسين والدكتور التيجاني سيسي. أبلغه إثنان من إخوة الرئيس ، بمايشبه الاعتذار ، أن الرئيس قد غادر ، فإنقبضت أسارير وجه بكري وبدا عليه الغضب الشديد فإعتذر عن تناول الغداء بحجة انه متغدي و سارع بالوداع عائدا من حيث أتي .
غض النظر عن الأسلوب المتبع ، تبقي الخلاصة واحدة : فقد تمكن طه من حجب الرئيس تماما وقطع أواصر صلته بمحيطه السابق- فأطبق عليه.
تساءلنا : كيف ولماذا ؟
لاندعي إحاطة بالاجابة السحرية بيد أننا وجدنا بعضا من المصداقية في ثلاثة تفاسير. الأول يقول أن وظيفة إدارة مكتب الرئيس التي باشرها طه ، ومن قبله الفريق هاشم ، مدير الشرطة الحالي ، وفرت لهما إلماما موسوعيا ودقيقا بتفاصيل عيوب شخصية الرئيس. يمضي هذا السيناريو للقول أن طه هو أكثر من طوّع ذلك الالمام المعلوماتي الغزير لصالحه ، عكس كل الاخرين ممن هم في الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس. وبالنتيجة ، أصبح الأكثر فهما لنفسية الرئيس والأسرع في قراءة مزاجه وللدرجة التي جعلته يبادر فيتصرف ، أولا ، ثم يأتي ليطلع الرئيس علي نتائج تصرفه -عكس الاغلبية ممن ينتظرون التوجيهات .
ثانيا ، يقولون أن طه علم نقاط الضعف الرئيسة في حياة الاسد النتر ، وأهمها حبه وكل أفراد أسرته الشديد لكنز الأموال ، ومن جهة مقابلة ، خوفه من إفتضاح أمره . تأكدت له من ملاصقته للرئيس ، حاجته لرجل ثقة يقوم بالسمسره بإسمه ، فيسوِّق المشروعات ذات الريع المالي العالي لصالحه مع تشديد وحرص علي التكتم والسرية حتي تبقي سيرة الرئيس بيضاء ، علي الأقل ، في المخيلة العامة وللاعتبارات " الرئاسية " المعلومة . ولأن من خصاله المبالغة في الكذب وجنوحا باذخا للقسم بالله وشهادة الزور ، كان يبحث عن من يوفر له غطاءا وبَرْحة للنفي
(Room of deniability )
فيمضي في حنثه بما يُقسم ، والحلف بالطلاق مثني وثلاث ورباع و 365 مرة في العام ، ولا يصيبه ولو رذاذ من تهمة ! السبب الاخر له صلة بعجز الرئيس من فرض سيطرته علي التصرفات المتضاربة لأخوته ، وحسم صراعات أجنحة أسرته ، بما فيها زوجاته . وهذه ملفات تعامل معها الاخطبوط طه لسنوات وتمكن من حل كثيرا من معضلاتها . لقد خبر شهية كل أفراد الاسرة علي الاكل والاستزادة من المال العام وبخاصة بعد مرض الرئيس وتزايد مخاطر الجنائية والقبض عليه . بهذا النهم والجوع والحرص علي الثراء السريع ، إنقضوا علي العطاءات العامة ، بعد نضوب البترول ، وتكالبوا عليها كأسراب العقاب علي أرنب . خشي الرئيس من مترتبات ذلك وإنعكاساتها السالبة علي نظامه السياسي وسمعة حكمه وكثيرا ماعبر عن ضيقه بالسلوكيات المراهقة لأخيه عبدالله وشهيته المفتوحة هو وزوجته للإستحواذ علي أي أموال . أما ثالث الأمور فهو إعتقاد البشير الجازم ، ومنذ بداياته العسكرية الأولي ، في الخوارق التي يفعلها السحر والسحرة والتمائم وكل منتجات الشعوذة . فالضباط الذين خدموا في مناطق الاحتراب والعمليات يفوق إيمانهم بهذه الخزغبلات غيرهم ، فتري أذرعهم ورقابهم تنوء بأحمال الحجابات . آمن الأسد النتر بقدرات العالم السفلي في درء المخاطر وزيادة الخيرات ووفتح مغاليق الارزاق بالحجبات والبخرات وغيرها ، مما جعل طه يترخص في إستقدام سحرة مشهود لهم مثل " الشيخ "السماني " .
بعد كل هذا ، من هو هذا الأخطبوط الرئاسي إبن كبوشية؟
عودتنا الانقاذ طوال سنيها الكالحات أن تنتج لنا ، بين حين وفترة ، شخصية معطوبة الخلق ، فارطة في اللصوصية وفاحشة في الظلم . ومن فرط ماتفتك بنا نبتهل بأن تكون الدرك الأخير في عتبات السوء ، أو خط الميز في الفساد وسوء الطوية . لكنا وقبل مانرخي أكفنا الشاكيات ، يتناولنا بوطأة وغلظة قادم جديد من حملة أرقام جينيس في ذات أفعال من سبقه فنترحم علي أيام سلفه ! . في السنوات الاخيرة "نبت " في حوشنا السياسي مسؤولا إنقاذيا لاشبيه له في ملة البني آدمين. إستفاد في سنواته الأولي من خصلة سودانية ذميمة قلنا انها تتلخص في إستسهالنا للخصوم والقدح في قدرتهم علي تطويع ملكاتهم الإجرامية وجعلها إستثنائية . مثله مثل الكثير من الشخصيات الانقاذية المُنْبَتٌّة تتضارب فصول سيرته . هؤلاء القوم إحترفوا كشط التواريخ وتُزوير الدفعات ونزع الذاكرة من الملفات . قال الرواة أنه عمل في محلية بحري وأن ابراهيم أحمد عمر ، رئيس المجلس الوطني آنذاك ، خطفه من عمله بأمانة التكامل العربي الليبي السوداني في 1996 ودفع به أولا للعمل مع إبنه إسماعيل الذي تتلمذ في أمريكا وعند عودته أقام مع أصهاره في أمدرمان قبل وفاته ( إسماعيل إبراهيم أحمد عمر كان زوج بنت الشريف التهامي ووالدتها هي السيدة فطين المهدي ، عمة الصادق المهدي وزوجة الترابي . شاع بعد وفاته أنه كان يتاجر بأموال تنظيم الاخوان المسلمين فطالبت السيدة فطين إحتساب المبالغ الموجودة في محفظته البنكية والتي تردد أنها كانت 30 مليون دولار ضمن الورثة ورفضت إرجاعها بحجة أنها أموال أيتام ) . المهم أن طه عمل مع إسماعيل عقب عودته للسودان فرشحه ابراهيم أحمد عمر ، هو وحاتم محمد سليمان ، في مرحلة تالية لوظائف بالقصر . يتردد أن البشير كان يحتاج لمن يدير معارك الشؤون الخاصة المتعلقة بالبروتوكول بين زوجتيه ، شاكلة من تذهب لمناسبات السيدة الأولي فضلا عن التناحر اليومي علي المخصصات بين القادمة الجديدة المتطلعة ، وداد بابكر ، وبنت عمه التي أفنت شبابها معيته ، فاطمة خالد . الخلاصة أن طه إنتهي بتزكيات الحريم وأبراهيم أحمد عمر سكرتيرا للبشير وإنتسب في ذات الوقت الي جهاز الأمن والمخابرات الوطني مترقيا الي الرتبة الفريق من باب أنها تليق بمن
يحرس أمور الرئيس الشخصية . أيا كان أمره في حياته السابقة للألتحاق بالقصر .
وبقية القصة أوصلتنا لمن يستيطع اليوم أن يحرر شيكا بمبلغ 40مليون دولار دون عناء بينما شباب شارع الحوادث يتسابقون لإنقاذ حياة مريض لايجد "مغسلة " لكليته ، أو طفل ينازع الروح لانعدام البلازما...
خاطرة
***قصة الفرعون وتجلياتها في الطغاة والفاسدين :
تختلف الأسماء ويبقي الطغيان بوجه واحد ...
تتكالب حاشية الفرعون الفاسدة علي عطاياه من أموال ومناصب ، فيظن أن أرزاق العباد من أمره ، وأن الخير بيده ومصائرهم تجري بين أصابعه ...
فينتفخ ..وينتفخ ...فيتمخض عن الحمل الكاذب إحساس بالالوهية ، لا يصدقه إلا هو !
كلما تقادم الزمن والفرعون في قيادة رعيته ، كبر الإله الصغير في خياله ، فتتكلس إنسانيته وتتصخر فتصير جبروتا عصيا .
ومن ثم يأتي ليتفرعن علي نفسه ، فيعيد " صياغة الإنسان " الكامن فيها فيفرض حظرا علي إنسانيته ، ويتبعه بمصادرة حواسه الأدمية ففيها رقة الطين ، ورطوبة الماء والشفقة علي البؤساء .. وهذه ممنوعات لاتناسب جبروته وتجبره وبطشه.
الفرعون يحسن الظن بنفسه . فهو درجة من الكمال ، مبرأ من العيوب -كل العيوب -فهي نقائص لا يأتي علي ذكرها ناهيك نكرانها ، ويستدعي طاؤوسية موشاة بكل الالوان ...
لو أن جليس المرحاض كان يشتم ماحوله من روائح ، لأحس الفرعون بفجور تصرفاته -وهذه إستحالة !!
مهما همس الناس ، ومهما صرخوا وإستنكروا ، فالكل مخطئ الا هو، فلا يزيده صراخهم إلا جنونا ومكابرة !
الفرعون لا يتدبر ولا يتعظ ، لكن قضي ربك أن يكون له ولسلالة الفراعنة الباطشين موعدا في قاع بالوعة التأريخ. أسأل ...وتأمل :
أين بوكاسا ..الذي نسج تاجه إمبراطوريته من عرق فقراء أفريقيا الوسطي ؟
أين عيدي أمين... الذي إسقط من إسلامه المضروب قيم العدالة والمساواه فنفث حقده علي البيض؟
أين القذافي الذي ولأربعين عاما كالحات ، ظل شعبه فقيرا ، جاهلا محروما من الخدمات التي تناسب فوائض ثروة دولتهم النفطية . كان القذافي ولأربعين عاما ملهاة وتسلية ومضحكة للعالم جراء غيبوبته العقلية وهضرباته النفسية .
وقريبا لن نسأل أين البشير عندما تشرق شمس بلادنا ....
اللهم أرنا فيه وفي عصابته مايستحقون من أخذك المقتدر
(آمين ).
***كان اليوم هو موعدي مع "الزميل " أُبي عزالدين ....سآتي لإستكمال قصتنا معه بعد إسبوعين باذن الله***
*** كل عام وانتم بخير ..اللهم رد بلادنا المختطفة الي حضن أهلها ***
لمطالعة تقارير الكاتب السابقة يمكنك زيارة ارشيف مكتبته الراكوبة بالضغط علي الرابط أدناه
http://www.alrakoba.net/articles-act...cles-id-88.htm


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.