أقيل غندور بقرار رئاسي، وهو فى حكم المستقيل، حيث ان الاستقالة التى دفع بها قبل شهور لم يصل ردها، حتى لحظة الاقالة. و لم أجد اى اساس منطقى لمن تناولوا الاسباب التى جعلت غندور يستقيل،واخذ الأمر بسطحية عاطفية مستدلين بما اعلن عنه غندور فى البرلمان، ثم التباكى الخبيث على سمعة السودان و كرامته المهدرة، واصفين ما قاله غندور بالفضيحة، بالله عليكم هل الفضيحة فى حديث غندور ام فى لوم قيادات اعلامية لغندور على جهره بالحقيقة ؟و لماذا لم تدرك هذه القيادات ان غندور أفصح فقط عن (10%)من الأسباب التى يمكن أن تكون سببآ فى الاستقالة ؟ وهل تدرك هذه القيادات التى توصف او تصف نفسها بكبار المحللين، أن أهم الأسباب لم يذكرها غندور وهى الفضيحة الحقيقية فى إدارة ملف العلاقات الخارجية، ابتداء من قطع العلاقات مع ايران و ليس انتهاء باستدعاء سفير السودان فى القاهرة. وهى قرارات لم يقررها غندور. و بالطبع ليس معقولا ان يصبح الصباح فيجد غندور الفريق محمد عطا رئيس جهاز الأمن السابق سفيرا من الدرجة الأولى فى وزارته. لماذا تلومون غندور على قول جزء من الحقيقة،يا من دوركم هو المطالبة بالحقيقة كاملة،الآن أصبح مفهومآ ان المطالبة بالحريات الإعلامية و الصحفية لها اعداء من الوسط الصحفى جعلوا من أنفسهم حراسآ لاعلام يسعى لإخفاء المعلومات و طمس الحقائق . كان واجب الإعلام ان ينقل الحقائق و الوقائع كاملة. لا القفز من التصريحات إلى الإقالة.و ترك الإقالة والغرق فى شبر موية. هل يعلم هولاء ان سفارات كلفت مبانيها مئات ملايين الدولارات ؟وهى كانت سفارات ايرادية؟ وهل تعلمون أنها التزامات تتحملها الدولة قبل تعيين غندور وزيرآ للخارجية؟ وهل تعلمون ان سفاراتنا بالخارج لم تراجع حساباتها إلا فى عهد غندور؟ رغم التضليل و التعويق؟ كان غريبا ان نفس من دبجوا المقالات مدحآ فى غندور هم من يسلخونه الآن بسبب قيامه بواجبه فى إبلاغ البرلمان بالمصاعب التى تواجه ، ورغم أن غندور كان قياديا كبيرا فى الإنقاذ فلم يعرف عنه خصومة فاجرة ضد معارضى النظام، و لعله ربما كان ثالث ثلاثة فقط من أهل الإنقاذ الذى لم يعرف له فساد . و هى من أهم الصفات النادرة فى أهل الانقاذ التى ميزت غندور، لا شك ان إقالة غندور من بعد استقالة تلقى بظلال من الشك حول جدية النظام فى أهم القضايا المطروحة و أهمها بالطبع قضية السلام و علاقات حسن الجوار و العلاقات مع اروبا و أمريكا. ولا يظن عاقل ان هذا المسلك يمكن أن يحسن صورة الحكومة داخليآ او خارجيآ، الحكومة خسرت أفضل ما فى كنانتها . بطريقة غير محترمة.. الرجل سبق و استقال فلماذا لم تقبل استقالته فى حينها، يا من تصفون انفسكم بكبار الاعلاميين لوموا انفسكم فانتم الفضيحة بجلاجلها..فتقليص السفارات يعنى تقليص الملحقيات الإعلامية. الجريدة