الحرب الشاملة القادمة هي نتجة حتمية للحروب العديدة التي شنتها الجبهة الاسلامية على الشعب السوداني كافة والتي بدأت بافقار المجتمع السوداني اقتصاديا بتعطيل الانتاج وتدمير البنية التحتية ورفع الدعم من الخدمات الاساسية كما بدأت عملية الافقار في قطاع التجار بعد تحديد مراكز الاموال عن طريق خدعة تبديل العملة لتعقبتها عملية منظمة لتدميرِ السوق باستهداف كل من ينتمي للجبهة الاسلامية بفرض ضرائب مبالغ في تقديرها وفي الجانب الآخر اعفاءات ضريبية وجمركية للمحاسيب واتباع النظام وخرج المغضوب عليهم في انتظار يوم الانتقام من الحكومة . جاء دور الخدمة المدنية باستهداف الكفاءات من خلال يوم الخدمة العامة وهي عملية امنية تهدف الي فرز المعارضين من الموالين للنظام ثم قوائم عريضة تحمل اسماء المفصولين من الخدمة العامة باسم الصالح العام فتحولوا بتلك العملية لجيش من العاطلين يضافوا الي العاطلين من خريجي جامعات ثورة التعليم العالي بعد تخريب المؤسسات التعليمية برمتها بالاضافة الي المصولين من القوات النظامية من الجيش والشرطة والامن فأصبحوا في انتظار يوم الثأر ورد الحقوق. هناك عدد غير محدود من المعتقلين الذين تم تعذيبهم وانتهكت خصوصياتهم وغيرهم من الاسر التي اعدم ابناءها ظلما وعدوانا وملايين ممن صودرت حرياتهم وممتلكاتهم واراضيهم دون تعويض, بالاضافة الي ال8 ملايين من ابناء الشعب السوداني الذين هجروا الوطن الي بقاع العالم حسب التقارير الدولية. اما على صعيد غضب اقاليم السودان في الجهات الاربعة فحدث عن نضال اهل الشرق وحقوقهم التي ضاعت بفضل اتفاقيتهم التي سخرمنها الدكتور حسن الترابي في وصفها قائلا انها صفقة بين دولتين ولأهل الشرق أجر المناولة) . لقد غضب الشعب السوداني من سياسة الكراهية التي مارستها الجبهة الاسلامية تجاه اخوتنا الجنوبيون في اعلان حرب جهادية وسياسة عنصرية ضدهم الي ان انتهت بفصل جنوب السودان وملاحقة دولتهم الوليدة وحصارها وتفتيتها وتشريد اهلها عبر حرب بدأت الان في ابيي وخمسة ولايات جنوبية اخرى . ونواصل في حلقتنا القادمة عن غضب جبال النوبة ودارفور والجزيرة وعن كيفية سقوط دولة الجبهة الاسلامية من الخرطوم.