وزير الخارجية يستقبل مدير عام المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة    منع قناة تلفزيونية شهيرة في السودان    ماذا قال ياسر العطا لجنود المدرعات ومتحركات العمليات؟! شاهد الفيديو    تم مراجعة حسابات (398) وحدة حكومية، و (18) بنكاً.. رئيس مجلس السيادة يلتقي المراجع العام    انطلاق مناورات التمرين البحري المختلط «الموج الأحمر 8» في قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي    شاهد بالصور.. ما هي حقيقة ظهور المذيعة تسابيح خاطر في أحضان إعلامي الدعم السريع "ود ملاح".. تعرف على القصة كاملة!!    تقارير صادمة عن أوضاع المدنيين المحتجزين داخل الفاشر بعد سيطرة الدعم السريع    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل المشروع الاسرائيلي السري المقترح لحل مشكلة ابيي !ا
نشر في حريات يوم 28 - 05 - 2011

تفاصيل المشروع الاسرائيلي السري المقترح لحل مشكلة ابيي !
ماهي تفاصيل المشروع الاسرائيلي السري المقترح لمشكلة ابيي ! هل تقبل قبيلة المسيرية بالترحيل الطوعي خارج ولاية جنوب كردفان ؟ ملابسات وتداعيات محنة ابيي علي بلاد السودان ، شماله وجنوبه ! جيش جنوب السودان ليس مستعدأ لاي حرب ! فهو اضعف من دابة !
الحلقة الاولي
كلام له ما بعده :
قال :
تلفنت لتيمان الكنداكة مهنئيأ بعيد ميلادهما ! ومتسائلا ، كما تسال من قبل صديق لهما ، باي حال عاد عيدهما : بما مضي ؟ أم لامر فيه تجديد ؟
قالا :
بل لامر فيه تجديد ! والليالي من الزمان حبالى ! صامتات يلدن كل عجيب !
قال :
سألتهما ، وهما مراجع فكرية ومعلوماتية ، ( فالشبل من ذاك الاسد ) ، عن صحة المعلومات المتواترة ، عن أن المؤتمراونطجية قد طلبوا من عناصرهم ترقب وأنتظار تعليمات ، قد تبدو في مظهرها غريبة ، بل مستهجنة ، ولكنها في المحصلة النهائية تصب في مصلحة وصالح النظام ! وطلب المؤتمراونطجية من عناصرهم تنفيذ تلك الاوامر بلا تردد ، وفورأ ، وبدون تساؤلات ! مثلا : كأن يطلب منك أن تستقيل من موقعك الحكومي ، أو تترك قيادة شركتك ( الخاصة – الانقاذية ؟ ) ، أو تبقي حبيس دارك ، حتي أخطار أخر ، أو اي امر أنقاذي اخر قد يبدو لك عجيبأ ؟ وقد تطول هذه الاوامر حتي الاستاذ علي عثمان محمد طه ، فيلسوف ومنظراتي النظام !
قال :
سألت التيمان عن مايرانه ، من موقعهما العالي ، وراء الاكمة ، وهل بدات الاشجار في التحرك ؟ وما تحت الاشجار ؟ وما يخبئه القدر لبلاد التيمان ؟ واستبقت حديثهما بتصور سيناريوهين للحدث ، كما يلي :
أولا :
التجهيز لاستيلاء الجيش علي السلطة ، في وجه ( قناع ؟ ) اخر من وجوه ( أقنعة ؟ ) الانقاذ ، ربما أكثر أنفتاحا … في أعادة لانتاج النموذج المصري ؟ فنحن بعد ككويات لما يحدث في شمال الوادي ! وذلك تحسبأ لما هددت به حمالة الحطب ( سوزان رايس ) من أليات سوف يحركها مجلس الامن ضد بلاد التيمان ، لمقاطعة الجعلي لاعضاء مجلس الامن ، وهم ضيوف في بلاده ، وفيهم أصدقاء له من جنوب افريقيا ولبنان وغيرهما !
ثانيأ :
التجهيز والتعبئة لاستيلاء صقور المؤتمراونطجية بقيادة الدكتور نافع علي نافع علي السلطة ، وأستبعاد العناصر الرخوة ألتي تدعو : للتراضي والتصالح ، والاجندة الوطنية ، والتي تدعو للتفريط في أبيي حقنأ للدماء من نيران الامريكان !
يفترض هذان السيناريوهان بقاء الجعلي في السلطة لانه صمام الامان ! ولانه رأي ما حاق بشقيقه المصري الذي تنحي ورحل ، ومن ثم الكنكشة الما خمج ! والاهم لان مقطوع الطارئ ( أمر القبض ) يرفرف فوق راسه ، خصوصأ بعد القبض ( يوم الخميس 26 مايو 2011 ) على مجرم الحرب الصربي راتكو ملاديتش الملاحق من قبل محكمة الجنايات الدولية !
نستعرض في مقالة قادمة توقعات التيمان وحدسهما لما سوف يحدث في مقبل الايام في بلادهما ! ولا نردد مع المؤذن أن الناس في غفلة عما يراد بهم ! كأنهم غنم في حوش جزارُ ؟
مقدمة :
نستعرض في هذه المقالة ، ( من حلقتين ) تفاصيل المشروع الاسرائيلي السري المقترح لحل مشكلة ابيي ! وملاباسات وتداعيات محنة ابيي علي بلاد السودان ، شماله وجنوبه !
ولتسهيل استيعاب الموضوع ، نستعرض التداعيات علي الفرقاء الثلاثة في مشكلة ابيي ، كل علي حدة ! في هذه الحلقة الاولي نستعرض اثنين من الفرقاء :
سفهاء الحركة الشعبية ،
ابالسة الانقاذ !
وفي الحلقة الثانية نستعرض مشروع ادارة اوباما الشيطانية ( المجتمع الدولي ) لحل مشكلة ابيي !
سفهاء الحركة الشعبية :
دعنا نستعرض ملاباسات وتداعيات أزمة ابيي علي سفهاء الحركة الشعبية في ستة محطات كما يلي :
أرتكب سفهاء الحركة الشعبية غلطة قاتلة بنصب كمين يوم الخميس 19 مايو 2011 ، للقوات الشمالية المغادرة لابيي ، تحت حراسة قوات اليونميس ! وحتي اذا نصبت الكمين عناصر منفلتة في الحركة الشعبية ، كان الاجدر بسفهاء الحركة الشعبية الاعتراف بالذنب ، وتقديم الاعتذار والعزاء لاسر الشهداء الشماليين في الكمين ! بدلأ من القاء التصريحات الهوائية ، المتدابرة ، والتي لا تنطلي علي أحد !
جاء السودان الثالث بعد البرنجي ( الصومال ) في قائمة الدول الاقل سلما في العالم ! وذلك بفضل ممارسات سفهاء الحركة الشعبية في الجنوب ، وفظاعات أبالسة الانقاذ في دارفور وباقي ربوع السودان !
جيش الحركة الشعبية جد ضعيف ! والدليل المادي علي ضعفه البنيوي والتسليحي والتعبوي ، عدم ثبات عناصره في مواقعهم في ابيي ، وهروبهم ، كالجرذان الهلعة ، وهم لا يلوون علي شئ ، جنوب وخارج منطقة ابيي ، أمام تقدم الجيش الشمالي ، ومليشيات جنجويد المسيرية ، وجنجويد اللواء بيتر قاديت النويراوي !
جيش جنوب السودان ليس مستعدأ لاي حرب ! يمكن لجيش شمال السودان الاستيلاء علي كل الجنوب في اقل من اسبوع ! والحالة هكذا ، وهي فعلا هكذا ، كان حري بسفهاء الحركة الشعبية الاختباء في اجحارهم ، حتي يوم السبت 9يوليو 2011 ! والتزام الصمت ، بدلا من نصب الكمائن الغادرة ، التي اوردتهم موارد التهلكة ، وشردت اكثر من 40 الف أبيياوي خارج ديارهم !
في هذا السياق ، ندين ، وبشدة ، استنفار أبالسة الانقاذ لمليشيات مسلحة من قبيلة المسيرية وقبيلة النوير لبسط الامن في ابيي ، بعد حادثة الكمين ! كما ندين التطهير العرقي في ابيي باستجلاب عناصر من قبيلة المسيرية ، وتوطينها في ابيي ، علي حساب قبيلة الدينكا ! في عملية اعادة انتاج لفيلم دارفور الكارثي !
بسط الامن مسئولية الجيش الشمالي ، وحصريا الجيش الشمالي !
ولا محل للاعراب لمليشيات جنجودية من قبائل المسيرية والنوير لبسط الامن وترويع المواطنين الابييين ! ولا محل للاعراب لتطهير عرقي في ابيي ، بأحلال المسيرية والنوير مكان الدينكا ! ابالسة الانقاذ يسعون لاعادة انتاج مسلسل دارفور الماساوي في ابيي !
وهذا تصرف شيطاني ، ومرفوض !
لن تكسب قبيلة المسيرية شيئأ من هذا التصرف المستهجن ، غير زرع البغضاء والكراهية في قلوب قبائل الدينكا !
يحسن بقبيلة المسيرية ان تترك عملية بسط الامن في ابيي للجيش الشمالي ، وحصريا للجيش الشمالي ! وان تبتعد عن اي مواجهات مع قبيلة الدينكا في ابيي !
الاوضاع المعيشية والصحية في الجنوب ماساوية ! المجاعة علي الابواب !
الامراض تفتك بالجنوبيين ، بمعدلات عالية ، خصوصأ الاطفال والشيوخ ! برميل الجاز في جوبا تجاوز حاجز الالف ومائتين جنيه ! تذكرة المواصلات في الحافلات العامة وصلت الي 5 جنيه ، مقابل نصف جنيه في الخرطوم ! والاوضاع تتدحرج من سئ الي أسوأ !
اولاد منطقة ابيي ( من امثال دينق الور ، وادورد لينو ، ولوكا بيونج ) متنفذين في جيش وكذلك في اعلي هرم الحركة الشعبية ! والضغط النوعي الذي يمارسونه علي الرئيس سلفاكير ( وهو من الدينكا ) مهول ، ولا يتماشي مع كمية وعددية مواطني ابيي ، وهم أقل من 1% من سكان الجنوب ! فلا يمكن ان يقاسي مواطنو الجنوب كلهم ، لارضاء احلام ، بل قل كوابيس سفهاء دينكا ابيي !
استقالة لوكا بيونج من منصبه الوزاري الاتحادي تصب في هذا الاتجاه العقيم ، الذي لا يخدم ، بل يضر بقضيته النبيلة !
اقترح اوري اراد مستشار الامن القومي الاسرائيلي السابق حلا من سبعة نقاط لمشكلة ابيي ، لروجر ونتر مستشار الرئيس سلفاكير ! أستند اوري اراد علي تجربة اسرائيل في ترحيل الفلسطينين ، خارج الضفة الغربية !
نختزل معالم الحل في النقاط أدناه :
اولا :
عدم السماح لقبيلة المسيرية بالتصويت في اي استفتاء حول ابيي ، والا اتشنقلت الريكة !
ثانيأ :
حصر التصويت في اي استفتاء حول ابيي في قبيلة الدينكا ، لضمان تبعية ابيي لدولة جنوب السودان !
ثالثأ :
أيقاف ( بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 ) رحلة قبيلة المسيرية جنوبأ في الصيف ، ومنع مرورهم باقليم ابيي ، الواقع في دولة مستقلة ذات سيادة ، هي دولة جنوب السودان !
رابعأ :
منع استيطان اي عنصر من عناصر المسيرية في منطقة ابيي !
خامسأ :
لا يمكن تنفيذ البند الثالث اعلاه ، الا بترحيل قبيلة المسيرية خارج ولاية جنوب كردفان ، وبعيدأ من ابيي !
سادسأ :
ترحيل قبيلة المسيرية وماشيتهم الي منطقة ودالحليو ، علي نهر ستيت ، احد روافد نهر عطبرة … بلاد تاجوج !
سابعأ :
هناك سابقة ناجحة ، يمكن الاهتداء بها ! فقد تم ترحيل النوبة من مناطقهم في شمال السودان الي خشم القربة ، دون مشاكل تذكر ! ويمكن تكرار نفس العملية بترحيل قبيلة المسيرية ، علي ان تتكفل أدارة اوباما بتكاليف الترحيل والتوطين !
لم يجد سفهاء الحركة الشعبية الشجاعة الادبية لاقتراح الحل اعلاه ! ولكن اصرارهم المرضي علي عدم اهلية المسيرية في التصويت في اي استفتاء حول ابيي ، يعني في المحصلة النهائية ترحيل المسيرية خارج ولاية جنوب كردفان !
لان منع المسيرية من المرور بابيي جنوبا في الصيف ، يعني هلاكهم ، وهلاك ماشيتهم !
ولكن هل يقبل المسيرية بهذا الحل ؟
وهل يقبل الشعب السوداني بهذا الحل ؟
وهل تقبل انت ، يا هذا ، بهذا الحل ؟
نصح روجر ونتر الرئيس سلفاكير بالانحناءة لعاصفة ابيي ، وعدم الدخول في شراك الجعلي المنصوبة في ابيي ! علي الاقل لحين الاعلان الدستوري لاستقلال دولة جنوب السودان ، في يوم السبت 9 يوليو 2011 ! وحذر روجر من ان جيش الحركة الشعبية ضعيف ، ويمكن لقوات الجعلي ان تحتل جوبا وواو وملكال في ظرف 24 ساعة لا اكثر ، بل اقل ! وتبوظ الشغلانة كلها ، ونرجع لما قبل 9 يناير 2005 !
وفهم الرئيس سلفاكير الكلام !
وعليه فقد رجع الرئيس سلفاكير حركة وراء ( القهقري ) ، وهو حزين ومغلوب علي امره ! وصرح الرئيس سلفاكير ( جوبا – الخميس 26 مايو 2011 ) بأنه لن يعود للحرب ، وبأنه قاتل بما يكفي ! وسوف يصبح الجنوب دولة مستقلة في التاسع من يوليو سواء اعترف الشمال بالجنوب أم لم يعترف ؟ وختم مؤكدأ أن هذه ليست مشكلة!
ولكنه لم يوضح ما هي المشكلة ؟
أبالسة الانقاذ !
دعنا نستعرض ملاباسات وتداعيات أزمة ابيي علي ابالسة الانقاذ في خمسة محطات كما يلي :
ارتكب الجعلي غلطة سياسية باصداره الاوامر للاستاذ علي عثمان محمد طه ، والاستاذ كرتي بعدم مقابلة أعضاء مجلس الامن ، أبان تواجدهم في الخرطوم ، الاثنين 23 مايو 2011!
شعر الجعلي بحقارة وظلم سفهاء الحركة الشعبية له ، ودعم مجلس الامن الاعمي لهم ! أمتنع مجلس الامن عن أدانة سفهاء الحركة الشعبية لنصبهم كمين يوم الخميس 19 مايو 2011 ، للقوات الشمالية المنسحبة ، وأغتيال اكثر من 23 مجند شمالي !
وصل الجعلي الي قناعة ، بأن مجلس الامن لا خير يرجي منه ، ولذلك قرر مقاطعتهم علي المستويات العليا !
العناد والتفرد بالراي هما من سلبيات الجعلي ، ومن سمات الديكتاتور المستبد ! ويقودان الي السلطة المطلقة ، التي هي مفسدة مطلقة !
لكن لا مكان للعواطف في عالم السياسة ! وكان الاجدر بالجعلي أن يسمح للاساتذة علي عثمان وكرتي بشرح موقف السودان من قضية ابيي لمجلس الامن ! لن يفقد الجعلي شيئأ ، ويكسب كثيرا لو تواصل مع مجلس الامن ، علي المستويات العليا !
قطع الجعلي انفه ، لينتقم من وجهه !
وهذه غلطة سياسية تكتب في ميزان سلبياته !
حسب اتفاقية السلام الشامل التي حددت الحدود بين الشمال والجنوب بالحدود المتفق عليها في يوم استقلال السودان في اول يناير 1956 ، فأن ابيي تقع في شمال السودان ، وبرضاء اهلها ورغبتهم ، منذ عام 1905 ! يسكن منطقة ابيي قبيلة الدينكا ، وقبيلة المسيرية موسميأ ! وعليه ، فأن اجتياح الجيش الشمالي ، واستيلائه علي ابيي ، سليم وصحيح من مرجعية قانونية ودستورية ! فابيي لا تقع في جنوب السودان ، حتي يحتج سفهاء الحركة الشعبية ، ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها !
فشل الجعلي في ان يجعل من ضارة ابيي نافعة ! بأن يمد اياديه لاخوانه في قوي الاجماع الوطني ، ويوافق علي مجابهة سفهاء الحركة الشعبية ، في جبهة قومية متحدة ، بدلا من مجابهتهم بمفرده ! يفعل الجعلي خيرأ كثيرا ، بان يقبل الاجندة الوطنية التي طرحها عليه حزب الامة ، كأساس للتحول الديمقراطي ، والتبادل السلمي للسلطة !
الحكومة الديمقراطية المدنية ، وليدة انتخابات حرة ونزيهة ، سوف تكون قمينة بحل مشكلة ابيي ، وبقية مشاكل السودان ، في جو ديمقراطي اساسه الحق والعدل واحترام الاشقاء في جنوب السودان ، ومطالبهم العادلة !
للاسف ، اختار الجعلي الطريق المعاكس للتراضي والتوافق ، مع قوي الاجماع الوطني !
اختار الجعلي الطريق المدابر للاجندة الوطنية !
أستغل الجعلي جلطة سفهاء الحركة الشعبية الكمينية ، لكي يحشد تأئيد الشعب السوداني ، ضد سفهاء الحركة الشعبية ، وضد قوي الاجماع الوطني ، وضد المصالحة الوطنية ! اصبح الجعلي يزايد علي الحركات الاحتجاجية الشبابية ، برفع قميص الكمين ! لا صوت يعلو علي صوت المعركة ضد العدو المشترك … سفهاء الحركة الشعبية !
في هذا السياق ، خرجت مظاهرة طلابية حاشدة ( الخرطوم – الخميس 27 مايو 2011 ) مؤيدة للجيش في احتلاله لابيي !
وخاطب قائد هيئة أركان القوات المشتركة ، من جانب القوات المسلحة السودانية ، الفريق عصمت عبد الرحمن ، المظاهرة ، مؤكدأ أن الجيش السوداني سوف يبدأ ، اعتبارا من الأسبوع المقبل ، عملية ( تطهير ) لكل القوات الجنوبية الموجودة شمال حدود عام 1956 ، باعتبار أن وجودها أصبح غير شرعي … خصوصأ بعد الضؤ الاخضر الذي اعطاه الجعلي للجيش بالتصرف دون الرجوع اليه ؟
الجعلي ، الغالب علي أمره ، يدلق الزيت علي نيران ابيي ، والرئيس سلفاكير ، المغلوب علي أمره ، يدلق المياه ؟
كما تري ، فقد أعطي سفهاء الحركة الشعبية ، علي طبق من ذهب ، مسوغأ جاهزا للجعلي ، لاثارة الحرب وتصعيدها في ابيي ، لصرف الأنظار عن دفع المستحقات السياسية ، وتطبيق الاجندة الوطنية ، التي صارت المطالبات بها عالية الصوت!
ولكن سوف يكتشف الجعلي ان هذه سياسة قصيرة النظر ومدمرة ! تستبدل الذي هو ادني بالذي هو خير !
مثال من بين عشرات لعقم هذه السياسة :
هرول سفهاء الحركة الشعبية لقادة الحركات الحاملة للسلاح في دارفور ، عارضين دعمهم العسكري واللوجستي ، لصب مزيدأ من الزيت علي نيران دارفور … كيتن في ابالسة الانقاذ !
هل هذا ما يهدف اليه الجعلي وابالسته ؟
بجردة حساب بسيطة وسريعة ، وصل الجعلي الي انه بعد حروبه الجهادية في الجنوب ، واستشهاد عبيد ختم واخوانه ، ومثلهم معهم مائة مرة من الجنوبيين ، فأن المحصلة النهائية هي أنفصال الجنوب ، أنفصالا عدائيأ ، في دولة مستقلة ! أنفصال يحمل في طياته نذر الحرب بين الدولتين ، وعداء المجتمع الدولي لدولة شمال السودان ، وانهيار اقتصادي مروع بعد انفصال الجنوب ، واحتقان سياسي داخلي في دولتي السودان ، ومستقبل ينذر بشرر كالقصر ، كأنه جمالات صفر !
الامور بخواتيمها ! كمين يوم الخميس 19 مايو 2011 ، أوقع 197 بين قتيل ومفقود في صفوف الجيش السوداني ! فجر الكمين غبائن مكبوتة ، خصوصأ وان الجيش السوداني انسحب من الجنوب في عام 2005 ، وهو منتصر ، وليس مهزومأ ! الجعلي اعطي الجيش السوداني كارت بلانش ، وضوأ اخضرأ ، للتصرف في ابيي ، كما يشاء ، ودون الرجوع اليه !
الجيش السوداني لن ينسحب من ابيي ، حتي لو طلب منه ذلك الجعلي ! حتي لو جعر الامريكان ، ودقوا الصدور !
انا ها هنا قاعدون !
سيك سيك معلق فيك !
مشكلة ؟
نواصل في الحلقة الثانية …


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.