نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    النصر الشعديناب يعيد قيد أبرز نجومه ويدعم صفوفه استعداداً للموسم الجديد بالدامر    المريخ يواجه البوليس الرواندي وديا    ريجي كامب وتهئية العوامل النفسية والمعنوية لمعركة الجاموس…    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    فاجعة في السودان    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل المشروع الاسرائيلي السري المقترح لحل مشكلة ابيي !
نشر في السودان اليوم يوم 30 - 05 - 2011


الحلقة الاولي
ثروت قاسم
كلام له ما بعده :
قال :
تلفنت لتيمان الكنداكة مهنئيأ بعيد ميلادهما ! ومتسائلا ، كما تسال من قبل صديق لهما ، باي حال عاد عيدهما : بما مضي ؟ أم لامر فيه تجديد ؟
قالا :
بل لامر فيه تجديد ! والليالي من الزمان حبالى ! صامتات يلدن كل عجيب !
قال :
سألتهما ، وهما مراجع فكرية ومعلوماتية ، ( فالشبل من ذاك الاسد ) ، عن صحة المعلومات المتواترة ، عن أن المؤتمراونطجية قد طلبوا من عناصرهم ترقب وأنتظار تعليمات ، قد تبدو في مظهرها غريبة ، بل مستهجنة ، ولكنها في المحصلة النهائية تصب في مصلحة وصالح النظام ! وطلب المؤتمراونطجية من عناصرهم تنفيذ تلك الاوامر بلا تردد ، وفورأ ، وبدون تساؤلات ! مثلا : كأن يطلب منك أن تستقيل من موقعك الحكومي ، أو تترك قيادة شركتك ( الخاصة – الانقاذية ؟ ) ، أو تبقي حبيس دارك ، حتي أخطار أخر ، أو اي امر أنقاذي اخر قد يبدو لك عجيبأ ؟ وقد تطول هذه الاوامر حتي الاستاذ علي عثمان محمد طه ، فيلسوف ومنظراتي النظام !
قال :
سألت التيمان عن مايرانه ، من موقعهما العالي ، وراء الاكمة ، وهل بدات الاشجار في التحرك ؟ وما تحت الاشجار ؟ وما يخبئه القدر لبلاد التيمان ؟ واستبقت حديثهما بتصور سيناريوهين للحدث ، كما يلي :
أولا :
التجهيز لاستيلاء الجيش علي السلطة ، في وجه ( قناع ؟ ) اخر من وجوه ( أقنعة ؟ ) الانقاذ ، ربما أكثر أنفتاحا ... في أعادة لانتاج النموذج المصري ؟ فنحن بعد ككويات لما يحدث في شمال الوادي ! وذلك تحسبأ لما هددت به حمالة الحطب ( سوزان رايس ) من أليات سوف يحركها مجلس الامن ضد بلاد التيمان ، لمقاطعة الجعلي لاعضاء مجلس الامن ، وهم ضيوف في بلاده ، وفيهم أصدقاء له من جنوب افريقيا ولبنان وغيرهما !
ثانيأ :
التجهيز والتعبئة لاستيلاء صقور المؤتمراونطجية بقيادة الدكتور نافع علي نافع علي السلطة ، وأستبعاد العناصر الرخوة ألتي تدعو : للتراضي والتصالح ، والاجندة الوطنية ، والتي تدعو للتفريط في أبيي حقنأ للدماء من نيران الامريكان !
يفترض هذان السيناريوهان بقاء الجعلي في السلطة لانه صمام الامان ! ولانه رأي ما حاق بشقيقه المصري الذي تنحي ورحل ، ومن ثم الكنكشة الما خمج ! والاهم لان مقطوع الطارئ ( أمر القبض ) يرفرف فوق راسه ، خصوصأ بعد القبض ( يوم الخميس 26 مايو 2011 ) على مجرم الحرب الصربي راتكو ملاديتش الملاحق من قبل محكمة الجنايات الدولية !
نستعرض في مقالة قادمة توقعات التيمان وحدسهما لما سوف يحدث في مقبل الايام في بلادهما ! ولا نردد مع المؤذن أن الناس في غفلة عما يراد بهم ! كأنهم غنم في حوش جزارُ ؟
مقدمة :
نستعرض في هذه المقالة ، ( من حلقتين ) تفاصيل المشروع الاسرائيلي السري المقترح لحل مشكلة ابيي ! وملاباسات وتداعيات محنة ابيي علي بلاد السودان ، شماله وجنوبه !
ولتسهيل استيعاب الموضوع ، نستعرض التداعيات علي الفرقاء الثلاثة في مشكلة ابيي ، كل علي حدة ! في هذه الحلقة الاولي نستعرض اثنين من الفرقاء :
+ سفهاء الحركة الشعبية ،
+ ابالسة الانقاذ !
وفي الحلقة الثانية نستعرض مشروع ادارة اوباما الشيطانية ( المجتمع الدولي ) لحل مشكلة ابيي !
سفهاء الحركة الشعبية :
دعنا نستعرض ملاباسات وتداعيات أزمة ابيي علي سفهاء الحركة الشعبية في ستة محطات كما يلي :
+ أرتكب سفهاء الحركة الشعبية غلطة قاتلة بنصب كمين يوم الخميس 19 مايو 2011 ، للقوات الشمالية المغادرة لابيي ، تحت حراسة قوات اليونميس ! وحتي اذا نصبت الكمين عناصر منفلتة في الحركة الشعبية ، كان الاجدر بسفهاء الحركة الشعبية الاعتراف بالذنب ، وتقديم الاعتذار والعزاء لاسر الشهداء الشماليين في الكمين ! بدلأ من القاء التصريحات الهوائية ، المتدابرة ، والتي لا تنطلي علي أحد !
جاء السودان الثالث بعد البرنجي ( الصومال ) في قائمة الدول الاقل سلما في العالم ! وذلك بفضل ممارسات سفهاء الحركة الشعبية في الجنوب ، وفظاعات أبالسة الانقاذ في دارفور وباقي ربوع السودان !
+ جيش الحركة الشعبية جد ضعيف ! والدليل المادي علي ضعفه البنيوي والتسليحي والتعبوي ، عدم ثبات عناصره في مواقعهم في ابيي ، وهروبهم ، كالجرذان الهلعة ، وهم لا يلوون علي شئ ، جنوب وخارج منطقة ابيي ، أمام تقدم الجيش الشمالي ، ومليشيات جنجويد المسيرية ، وجنجويد اللواء بيتر قاديت النويراوي !
جيش جنوب السودان ليس مستعدأ لاي حرب ! يمكن لجيش شمال السودان الاستيلاء علي كل الجنوب في اقل من اسبوع ! والحالة هكذا ، وهي فعلا هكذا ، كان حري بسفهاء الحركة الشعبية الاختباء في اجحارهم ، حتي يوم السبت 9يوليو 2011 ! والتزام الصمت ، بدلا من نصب الكمائن الغادرة ، التي اوردتهم موارد التهلكة ، وشردت اكثر من 40 الف أبيياوي خارج ديارهم !
في هذا السياق ، ندين ، وبشدة ، استنفار أبالسة الانقاذ لمليشيات مسلحة من قبيلة المسيرية وقبيلة النوير لبسط الامن في ابيي ، بعد حادثة الكمين ! كما ندين التطهير العرقي في ابيي باستجلاب عناصر من قبيلة المسيرية ، وتوطينها في ابيي ، علي حساب قبيلة الدينكا ! في عملية اعادة انتاج لفيلم دارفور الكارثي !
بسط الامن مسئولية الجيش الشمالي ، وحصريا الجيش الشمالي !
ولا محل للاعراب لمليشيات جنجودية من قبائل المسيرية والنوير لبسط الامن وترويع المواطنين الابييين ! ولا محل للاعراب لتطهير عرقي في ابيي ، بأحلال المسيرية والنوير مكان الدينكا ! ابالسة الانقاذ يسعون لاعادة انتاج مسلسل دارفور الماساوي في ابيي !
وهذا تصرف شيطاني ، ومرفوض !
لن تكسب قبيلة المسيرية شيئأ من هذا التصرف المستهجن ، غير زرع البغضاء والكراهية في قلوب قبائل الدينكا !
يحسن بقبيلة المسيرية ان تترك عملية بسط الامن في ابيي للجيش الشمالي ، وحصريا للجيش الشمالي ! وان تبتعد عن اي مواجهات مع قبيلة الدينكا في ابيي !
+ الاوضاع المعيشية والصحية في الجنوب ماساوية ! المجاعة علي الابواب ! الامراض تفتك بالجنوبيين ، بمعدلات عالية ، خصوصأ الاطفال والشيوخ ! برميل الجاز في جوبا تجاوز حاجز الالف ومائتين جنيه ! تذكرة المواصلات في الحافلات العامة وصلت الي 5 جنيه ، مقابل نصف جنيه في الخرطوم ! والاوضاع تتدحرج من سئ الي أسوأ !
+ اولاد منطقة ابيي ( من امثال دينق الور ، وادورد لينو ، ولوكا بيونج ) متنفذين في جيش وكذلك في اعلي هرم الحركة الشعبية ! والضغط النوعي الذي يمارسونه علي الرئيس سلفاكير ( وهو من الدينكا ) مهول ، ولا يتماشي مع كمية وعددية مواطني ابيي ، وهم أقل من 1% من سكان الجنوب ! فلا يمكن ان يقاسي مواطنو الجنوب كلهم ، لارضاء احلام ، بل قل كوابيس سفهاء دينكا ابيي ! استقالة لوكا بيونج من منصبه الوزاري الاتحادي تصب في هذا الاتجاه العقيم ، الذي لا يخدم ، بل يضر بقضيته النبيلة !
+ اقترح اوري اراد مستشار الامن القومي الاسرائيلي السابق حلا من سبعة نقاط لمشكلة ابيي ، لروجر ونتر مستشار الرئيس سلفاكير ! أستند اوري اراد علي تجربة اسرائيل في ترحيل الفلسطينين ، خارج الضفة الغربية !
نختزل معالم الحل في النقاط أدناه :
اولا :
عدم السماح لقبيلة المسيرية بالتصويت في اي استفتاء حول ابيي ، والا اتشنقلت الريكة !
ثانيأ :
حصر التصويت في اي استفتاء حول ابيي في قبيلة الدينكا ، لضمان تبعية ابيي لدولة جنوب السودان !
ثالثأ :
أيقاف ( بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 ) رحلة قبيلة المسيرية جنوبأ في الصيف ، ومنع مرورهم باقليم ابيي ، الواقع في دولة مستقلة ذات سيادة ، هي دولة جنوب السودان !
رابعأ :
منع استيطان اي عنصر من عناصر المسيرية في منطقة ابيي !
خامسأ :
لا يمكن تنفيذ البند الثالث اعلاه ، الا بترحيل قبيلة المسيرية خارج ولاية جنوب كردفان ، وبعيدأ من ابيي !
سادسأ :
ترحيل قبيلة المسيرية وماشيتهم الي منطقة ودالحليو ، علي نهر ستيت ، احد روافد نهر عطبرة ... بلاد تاجوج !
سابعأ :
هناك سابقة ناجحة ، يمكن الاهتداء بها ! فقد تم ترحيل النوبة من مناطقهم في شمال السودان الي خشم القربة ، دون مشاكل تذكر ! ويمكن تكرار نفس العملية بترحيل قبيلة المسيرية ، علي ان تتكفل أدارة اوباما بتكاليف الترحيل والتوطين !
لم يجد سفهاء الحركة الشعبية الشجاعة الادبية لاقتراح الحل اعلاه ! ولكن اصرارهم المرضي علي عدم اهلية المسيرية في التصويت في اي استفتاء حول ابيي ، يعني في المحصلة النهائية ترحيل المسيرية خارج ولاية جنوب كردفان !
لان منع المسيرية من المرور بابيي جنوبا في الصيف ، يعني هلاكهم ، وهلاك ماشيتهم !
ولكن هل يقبل المسيرية بهذا الحل ؟
وهل يقبل الشعب السوداني بهذا الحل ؟
وهل تقبل انت ، يا هذا ، بهذا الحل ؟
+ نصح روجر ونتر الرئيس سلفاكير بالانحناءة لعاصفة ابيي ، وعدم الدخول في شراك الجعلي المنصوبة في ابيي ! علي الاقل لحين الاعلان الدستوري لاستقلال دولة جنوب السودان ، في يوم السبت 9 يوليو 2011 ! وحذر روجر من ان جيش الحركة الشعبية ضعيف ، ويمكن لقوات الجعلي ان تحتل جوبا وواو وملكال في ظرف 24 ساعة لا اكثر ، بل اقل ! وتبوظ الشغلانة كلها ، ونرجع لما قبل 9 يناير 2005 !
وفهم الرئيس سلفاكير الكلام !
وعليه فقد رجع الرئيس سلفاكير حركة وراء ( القهقري ) ، وهو حزين ومغلوب علي امره ! وصرح الرئيس سلفاكير ( جوبا – الخميس 26 مايو 2011 ) بأنه لن يعود للحرب ، وبأنه قاتل بما يكفي ! وسوف يصبح الجنوب دولة مستقلة في التاسع من يوليو سواء اعترف الشمال بالجنوب أم لم يعترف ؟ وختم مؤكدأ أن هذه ليست مشكلة!
ولكنه لم يوضح ما هي المشكلة ؟
أبالسة الانقاذ !
دعنا نستعرض ملاباسات وتداعيات أزمة ابيي علي ابالسة الانقاذ في خمسة محطات كما يلي :
+ ارتكب الجعلي غلطة سياسية باصداره الاوامر للاستاذ علي عثمان محمد طه ، والاستاذ كرتي بعدم مقابلة أعضاء مجلس الامن ، أبان تواجدهم في الخرطوم ، الاثنين 23 مايو 2011!
شعر الجعلي بحقارة وظلم سفهاء الحركة الشعبية له ، ودعم مجلس الامن الاعمي لهم ! أمتنع مجلس الامن عن أدانة سفهاء الحركة الشعبية لنصبهم كمين يوم الخميس 19 مايو 2011 ، للقوات الشمالية المنسحبة ، وأغتيال اكثر من 23 مجند شمالي !
وصل الجعلي الي قناعة ، بأن مجلس الامن لا خير يرجي منه ، ولذلك قرر مقاطعتهم علي المستويات العليا !
العناد والتفرد بالراي هما من سلبيات الجعلي ، ومن سمات الديكتاتور المستبد ! ويقودان الي السلطة المطلقة ، التي هي مفسدة مطلقة !
لكن لا مكان للعواطف في عالم السياسة ! وكان الاجدر بالجعلي أن يسمح للاساتذة علي عثمان وكرتي بشرح موقف السودان من قضية ابيي لمجلس الامن ! لن يفقد الجعلي شيئأ ، ويكسب كثيرا لو تواصل مع مجلس الامن ، علي المستويات العليا !
قطع الجعلي انفه ، لينتقم من وجهه !
وهذه غلطة سياسية تكتب في ميزان سلبياته !
+ حسب اتفاقية السلام الشامل التي حددت الحدود بين الشمال والجنوب بالحدود المتفق عليها في يوم استقلال السودان في اول يناير 1956 ، فأن ابيي تقع في شمال السودان ، وبرضاء اهلها ورغبتهم ، منذ عام 1905 ! يسكن منطقة ابيي قبيلة الدينكا ، وقبيلة المسيرية موسميأ ! وعليه ، فأن اجتياح الجيش الشمالي ، واستيلائه علي ابيي ، سليم وصحيح من مرجعية قانونية ودستورية ! فابيي لا تقع في جنوب السودان ، حتي يحتج سفهاء الحركة الشعبية ، ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها !
+ فشل الجعلي في ان يجعل من ضارة ابيي نافعة ! بأن يمد اياديه لاخوانه في قوي الاجماع الوطني ، ويوافق علي مجابهة سفهاء الحركة الشعبية ، في جبهة قومية متحدة ، بدلا من مجابهتهم بمفرده ! يفعل الجعلي خيرأ كثيرا ، بان يقبل الاجندة الوطنية التي طرحها عليه حزب الامة ، كأساس للتحول الديمقراطي ، والتبادل السلمي للسلطة ! الحكومة الديمقراطية المدنية ، وليدة انتخابات حرة ونزيهة ، سوف تكون قمينة بحل مشكلة ابيي ، وبقية مشاكل السودان ، في جو ديمقراطي اساسه الحق والعدل واحترام الاشقاء في جنوب السودان ، ومطالبهم العادلة !
للاسف ، اختار الجعلي الطريق المعاكس للتراضي والتوافق ، مع قوي الاجماع الوطني !
اختار الجعلي الطريق المدابر للاجندة الوطنية !
أستغل الجعلي جلطة سفهاء الحركة الشعبية الكمينية ، لكي يحشد تأئيد الشعب السوداني ، ضد سفهاء الحركة الشعبية ، وضد قوي الاجماع الوطني ، وضد المصالحة الوطنية ! اصبح الجعلي يزايد علي الحركات الاحتجاجية الشبابية ، برفع قميص الكمين ! لا صوت يعلو علي صوت المعركة ضد العدو المشترك ... سفهاء الحركة الشعبية !
في هذا السياق ، خرجت مظاهرة طلابية حاشدة ( الخرطوم – الخميس 27 مايو 2011 ) مؤيدة للجيش في احتلاله لابيي ! وخاطب قائد هيئة أركان القوات المشتركة ، من جانب القوات المسلحة السودانية ، الفريق عصمت عبد الرحمن ، المظاهرة ، مؤكدأ أن الجيش السوداني سوف يبدأ ، اعتبارا من الأسبوع المقبل ، عملية ( تطهير ) لكل القوات الجنوبية الموجودة شمال حدود عام 1956 ، باعتبار أن وجودها أصبح غير شرعي ... خصوصأ بعد الضؤ الاخضر الذي اعطاه الجعلي للجيش بالتصرف دون الرجوع اليه ؟
الجعلي ، الغالب علي أمره ، يدلق الزيت علي نيران ابيي ، والرئيس سلفاكير ، المغلوب علي أمره ، يدلق المياه ؟
كما تري ، فقد أعطي سفهاء الحركة الشعبية ، علي طبق من ذهب ، مسوغأ جاهزا للجعلي ، لاثارة الحرب وتصعيدها في ابيي ، لصرف الأنظار عن دفع المستحقات السياسية ، وتطبيق الاجندة الوطنية ، التي صارت المطالبات بها عالية الصوت!
ولكن سوف يكتشف الجعلي ان هذه سياسة قصيرة النظر ومدمرة ! تستبدل الذي هو ادني بالذي هو خير !
مثال من بين عشرات لعقم هذه السياسة :
هرول سفهاء الحركة الشعبية لقادة الحركات الحاملة للسلاح في دارفور ، عارضين دعمهم العسكري واللوجستي ، لصب مزيدأ من الزيت علي نيران دارفور ... كيتن في ابالسة الانقاذ !
هل هذا ما يهدف اليه الجعلي وابالسته ؟
+ بجردة حساب بسيطة وسريعة ، وصل الجعلي الي انه بعد حروبه الجهادية في الجنوب ، واستشهاد عبيد ختم واخوانه ، ومثلهم معهم مائة مرة من الجنوبيين ، فأن المحصلة النهائية هي أنفصال الجنوب ، أنفصالا عدائيأ ، في دولة مستقلة ! أنفصال يحمل في طياته نذر الحرب بين الدولتين ، وعداء المجتمع الدولي لدولة شمال السودان ، وانهيار اقتصادي مروع بعد انفصال الجنوب ، واحتقان سياسي داخلي في دولتي السودان ، ومستقبل ينذر بشرر كالقصر ، كأنه جمالات صفر !
+ الامور بخواتيمها ! كمين يوم الخميس 19 مايو 2011 ، أوقع 197 بين قتيل ومفقود في صفوف الجيش السوداني ! فجر الكمين غبائن مكبوتة ، خصوصأ وان الجيش السوداني انسحب من الجنوب في عام 2005 ، وهو منتصر ، وليس مهزومأ ! الجعلي اعطي الجيش السوداني كارت بلانش ، وضوأ اخضرأ ، للتصرف في ابيي ، كما يشاء ، ودون الرجوع اليه ! الجيش السوداني لن ينسحب من ابيي ، حتي لو طلب منه ذلك الجعلي ! حتي لو جعر الامريكان ، ودقوا الصدور !
انا ها هنا قاعدون !
سيك سيك معلق فيك !
مشكلة ؟
نواصل في الحلقة الثانية ...
ثروت قاسم
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.