العنوان مأخوذ من نكتة شهيرة سمعها معظم السودانيين؛ لها مضمون رفيع يتلخص فى ضرورة ان يعمل الإنسان ويكد ويكدح، بالإضافة إلى التوكل على الله سبحانه وتعالى لتحقيق الأهداف التى يسعى اليها، وعليه ألا يعتمد فقط على عون الله له بدون أن يبذل جهدا يستحق عليه ذلك العون، ولقد أوجزه الله سبحانه وتعالى فى الاية الكريمة (وقل اعملوا)، كما أوجزه الرسول صلى الله عليه وسلم فى رده البليغ على الصحابى الذى سأله ماذا يفعل بالناقة التى حملت الرسول فى هجرته الخالدة من مكة الى المدينة فأجابه (اعقلها وتوكل).. وكل ذلك يوضح ضروة بذل الجهد والعمل للوصول الى الغايات وتحقيق الاهداف..!! مناسبة هذا الحديث هو رسالة إلكترونية بعثتها اليّ القارئة المواظبة الاستاذة (عبير) تتساءل فيها (متى نترك الكلام الى الأفعال المفيدة)، وهى تقصدنا نحن معشر الكتاب الصحفيين الذين ظلوا يكتبون فى الصحف العام تلو الآخر، بدون ان يتغير فى الوضع شيء، بل هو يسير الى أسوأ كل يوم ؟! عندما قرأت هذه الرسالة للمرة الاولى قلت لنفسى وماذا تريد عبير لمن مهنته الكتابة ان يفعل غير الكتابة!؟ وهى مهنة شاقة جدا ان لم تكن مستحيلة فى دولة بوليسية تمارس أقصى انواع التعتيم على المعلومات، وتعامل الصحفيين معاملة الأعداء والمجرمين، وأرسلت لها ردا ساخرا بأن تستعد لمرحلة الأفعال الثورية، وهو رد ندمت عليه فيما بعد عندما أعدت قراءة الرسالة، واكتشفت أن عبير تقصد ان الكلام صار مكررا بل نسخة بالكربون من كلام ظللنا نكتبه عشرات السنين، وعن نفس الموضوعات تقريبا بدون ان يتغير فى الوضع شيء، ولقد حان الوقت (لكلام آخر بأسلوب آخر) تتفاعل معه الجماهير بشكل حقيقي، وتحس بصدق كاتبه واستعداده للوقوف معها الى أقصى حد فتتحرك نحو التغيير !! باختصار، فإن عبير تريد ان تقول لنا: (لقد ظللتم يا معشر الكتاب تسطرون المقالات وتكررونها طيلة السنوات الماضية بدون ان تهز شعرة فى جلد الجماهير المغلوبة على أمرها، وحان الوقت لكي تساعدوها بالجكة)..!! وفى الختام لا بأس من إعادة النكتة هنا للتذكير، حيث يحكى ان (فكي) اشتهر بين الناس بالصلاح والكرامات العديدة كان فى رحلة مع أحد أصدقائه فى منطقة من مناطق السودان، تكتنفها غابة عرفت بحيواناتها الضارية، فأوصى صديقه بقراءة سورة ( يسن) عند ظهور أي حيوان، وهي كفيلة بأن تبعده وتكفي شره، فاطمأن الصديق ودخل الاثنان الغابة، وما هي الا لحظات حتى ظهر لهما أسد جائع تبدو على مظهره الشراسة والنوايا العدوانية، فأخذ الصديق يردد فى سورة (يس) بينما الأسد يقترب شيئا فشيئا وعندما اوشك على الوصول اليهما قال صديق الفكي مذعورا إنه قرأ السورة ولكن الاسد لم يبتعد فماذا يفعل، فأجابه الفكي ..( ساعدها بالجكة) ..ثم أطلق ساقيه للريح ..!!