لا تزال أعداد القتلى من المشردين في تزايد . وأعلنت الشرطة عن ارتفاع عدد القتلى حتى مساء أمس السبت 25 يونيو إلى أكثر من (70) شخصاً بعد أن عثرت على (12) جثة أخرى لمشردين بمناطق مختلفة بولاية الخرطوم ، بحسب ما أوردت صحيفة ( الانتباهة) اليوم 26 يونيو . ولكن مصادر أبلغت صحيفة (الصحافة) 26 يونيو بأن الأعداد وصلت إلى (77) حالة وفاة بزيادة (7) حالات وفاة بمستشفى الخرطوم و أم درمان. وسبق وذكرت صحيفة ( الجريدة) يوم الجمعة 24 يونيو ان القتلى (80) شخصاً ، فاذا اضيف اليهم ال (12) قتيلا الجدد وال (7) المتوفين حديثاً بالمستشفيات فان الحصيلة تبلغ (99) قتيلاً . ودعا حزب المؤتمر السوداني لتحقيق مستقل ونزيه في مقتل الاطفال المشردين بالعاصمة . وذكر في بيان بتاريخ 25 يونيو ان الحادثة غير عادية في تاريخ المجتمعات ، فكيف لمجموعات غير منتظمة ومتفرقة في عدد من المناطق ان تموت في لحظة واحدة ؟! ودعا الى ان يضم التحقيق جهات مستقلة ومحامين وطنيين . واتهم مصدر مطلع في تصريح ل (حريات) الأجهزة الأمنية للمؤتمر الوطني بتدبير مقتل المشردين ، وقال ان الجريمة الأخيرة لا علاقة لها بتجارة الأعضاء البشرية ، رغم ان هذه التجارة أصبحت رائجة في البلاد ، بفعل تركيز الأجهزة الأمنية على أمن النظام وتجاهلها وتقاعسها عن أمن المواطن ، وأشار في ذلك لتصريح وزيرة الشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم التي ذكرت فيه تحول السودان إلى أهم مصادر الاتجار بالبشر . ولكنه عزا الجريمة الأخيرة لدواعي أمنية ، وقال ان للمؤتمر الوطني خطة مسبقة لإخلاء العاصمة من المشردين باعتبارهم مهدداً أمنياً ، ودلل على ذلك بتصريح منى مصطفى خوجلي مديرة إدارة الرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم المنشور بالصحف في 25 سبتمبر 2010م الذي أعلنت فيه نية السلطة ( ترحيل المشردين) . وأضاف بأن الانتفاضات العربية الأخيرة فاقمت من هواجس النظام الأمنية وسرعت بتنفيذ المخطط ، خصوصاً مع اقتراب التاسع من يوليو ، ميعاد إعلان انفصال الجنوب الرسمي ، فقررت أجهزة المؤتمر الوطني انه بعد ذلك اليوم ستعتبر أية إجراءات لترحيل المشردين من قبيل التطهير العرقي . وأضاف المصدر المطلع ان أجهزة المؤتمر الوطني الأمنية سممت عن عمد المشردين لقتل بعضهم ، وشن حملة واسعة للقبض على الآخرين ، ودفعهم لمغادرة الخرطوم ، للولايات الأخرى أو للولايات الجنوبية . وقال ان لديه أدلة لا يستطيع الإفصاح عنها حالياً تؤكد بان ما حدث جريمة مخططة دافعها تأمين سلطة المؤتمر الوطني بالعاصمة ، وأضاف بأنه سيأتي اليوم الذي تكشف فيه هذه الأدلة . وقال بان هذه الجريمة المروعة تنبه القوى السياسية إلى المدى الذي يمكن ان تصله أجهزة المؤتمر الوطني الأمنية للحفاظ على هيمنتها ، ودعا القوى السياسية إلى وضوح الرؤية حول طبيعة المؤتمر الوطني ، وتأهيل نفسها والاستعداد بناء على ذلك ، قائلاً بان أية إستراتيجية سياسية لا تضع في اعتبارها بان المؤتمر الوطني حزب إجرامي ودموي لن تورث أصحابها إلا الفشل والبوار . تجدر الإشارة إلى انه وبحسب الإحصاءات الحكومية يوجد بالعاصمة وحدها ما لا يقل عن (30) ألف مشرد . ( نص بيان المؤتمر السوداني أدناه) : حزب المؤتمر السوداني بيان وتعزيه بخصوص موت المئات من الأطفال يا أيها الوطن المحاصر بالعبارات التوابل والوعي من أين يبتدئ انتماؤك للجذور؟ أم ليس للجذر انتماءٌ للتشكل في امتداد الحيز في البصر الحسير؟ إذ كلما صعدت إلى عينيك أغنيةٌ لها معناك أسقطك انتماؤك للجذور؟ رحل عنا قبل يومين عدد كبير من ما يسمون بأطفال الشوارع أو الشماسة من غير أن يترك هذا الحدث تأثيرا أو يحرك ساكنا لدي حكومة الخرطوم ويكفي في ذلك أنهم لا ينتمون لتلك الخرطوم ولا يخدمون مشروعها الظلامي فهم كل ما يملكونه في هذه الحياة سلسيون وقطعة متسخة يغسلون بها العربات بالنهار وفي الليل يفرشونها لينامون عليها حالمين بوطن قادم يستوعبهم ويعمل علي تأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع لأنهم ظلوا تاريخيا يعانون من إشكاليات الحرب والنزوح وفقدان الأسرة ، نحن في ذلك إذ نترحم علي فقدان هؤلاء الأعزاء ، نطالب الجهات ذات الشأن بتحقيق شامل وعادل وشفاف حول تلك الحادثة الغير عادية في تاريخ المجتمعات فكيف لمجموعات غير منتظمة ومتفرقة في عدد من المناطق أن تموت وفي لحظة واحدة ، هذا التحقيق يجب أن يضم عدد من الجهات المستقلة والمحامون الوطنيون ، من غير أن تظهر علينا أجهزة النظام بمنع النشر حول هذه القضية . أيها الراحلون الى رب كريم انا لفراقكم لمحزونون حزب المؤتمر السوداني 25 يونيو 2011