شهد الرئيس السوداني المشير عمر البشير والرئيس الصيني هوجينتاو اليوم مراسم التوقيع علي ثلاث اتفاقيات للتعاون الفني ومنح قروض بين السودان والصين بقيمة 225مليون يوان صيني. ووقع عن الجانب السوداني وزير المالية علي محمود اتفاقية للتعاون الفني مع نائب وزير التجارة الصيني بقيمة 100 مليون يوان صيني ، كما وقع اتفاقيتين منح كقروض ميسرة لصندوق أعمار الشرق وانشاء كبارى في نهر عطبره بقيمة 132 مليون يوان و22 مليون علي التوالي. وقال وزير المالية السوداني ان هذه الاتفاقيات تنعكس علي مسيرة التعاون المشترك بين البلدين وعلي الاقتصاد السوداني. وأضاف الوزير محمود ان الجانبين السوداني والصيني كانا وقد وقعا في العامين الماضين اكثر من (3) اتفاقيات منح ، مشيراً الي انه تم بالأمس التوقيع علي اتفاق اطاري مع شركة (CNPC) الصينية لتوسيع عمل الشركة بجانب التوقيع علي اتفاقيات لتوطين التعاون مع وزارة التجارة الصينية. وكان الرئيس السوداني المشير عمر البشير قد اكد اهتمام السودان الكبير وتقديره العميق للعلاقات المتميزة التى تربط السودان وبكين والتى تستشرف كل يوم افاق جديدة للتعاون الشامل والشراكة المثمرة ، مؤكدا استعداد السودان ورغبته القوية للارتقاء بهذه العلاقات الى مستويات ارفع على اساس قائم على الصداقة والتضامن والمنافع المتبادلة. وقال البشير خلال جلسة المباحثات المشتركة التى اجراها مع الرئيس الصينى هو جينتاو فى قصر الرئاسة بيكين ان زيارته لبكين فرصة طيبة لتعزيز الثقة القائمة بين البلدين كما انها فرصة للتشاور حول مجالات العلاقات بين السودان والصين فى هذه الظروف الاستثائية التلى يمر بها العالم. واكد البشير الاستعداد التام للتعاون مع دولة الجنوب الوليدة بما يحقق السلام والاستقرار والمصالح المشتركة، كما استعرض الجهود التي تبذلها الحكومة السودانية فى تحقيق سلام دارفور واعداد وثيقة سلام دارفور بفضل جهود الوساطة العربية المشتركة لتكون اطارا عاما لحل القضية. كما عبر الرئيس السوداني عن شكر السودان وتقديره لجهود الصين فى دعم الحل السلمى لقضية دارفور فى المحاور المختلفة بجانب ارسال مبعوث خاص لمتابعة هذا الملف مثمنا الدعم المقدر لمعسكرات النازحين والخدمات والبنى التحتيه كالمستشقيات والمدارس والمياه كمساهمة كريمة من الصين لشعب السودان ، معبرا عن تطلع السودان الى استمرار هذه الجهود ودعم مخرجات وثيقة السلام الشامل لدارفور للوصول الى سلام مستدام وتنمية شاملة. اوضح وزير الخارجية السوداني على كرتى فى تصريح صحفي ان مباحثات الرئيسين البشير وهو حينتاو شملت مجالات التعاون المختلفة حيث شكر الرئيس البشير الصين على مواقفها الداعمة للسودان فى المحافل الدولية سياسيا بجانب التعاون الاقتصادى الذى ينمو ويزداد فى كافة المجالات. واوضح كرتى ان الطرفان اتفقا على ان تقوم الصين فى الفترة القادمة بدعم مجالات الزراعة والتعدين ودفع الشركات الصينية لمزيد من عمليات التعدين وكذلك استخراج البترول ، مشيرا الى التزام الصين بالمساهمة فى تنمية هذا القطاع الحيوى الهام. وحول التعدين اكد الوزير ان التعدين وجد حيزا كبيرا فى المباحثات حيث اتفق الجانبان على ان تقوم الحكومة الصينية بدفع الشركات العاملة فى هذا المجال للاستثمار فى مجال التعدين فى السودان. وكشف كرتى ان الجانبان اتفقا على تحريك العلاقات الثقافية ومجالات الاعلام والصحة والتعليم وقد تركت هذه المجالات لرؤى تفصيلية تقدم فيما بعد. واكد كرتى ان الفترة المقبلة ستشهد زخم قوى للعلاقات السودانية الصينية نتيجه لهذه المباحثات والتزام قوى من الجانب الصينى بدعم السودان فى المحافل الدولية ، مؤكدا التزام الرئيس الصينى بالوقوف مع السودان فى قضيته تجاه المحكمة الجنائية الدولية وايضا التزام صينى بدفع الدول الاوروبية وامريكا لمراجعة علاقاتها مع السودان و السودان يقوم بكل التزاماته الداخلية وليس هناك مبرر وسبب لهذا الركود والتجافى فى العلاقات مع هذه الدول. واكد كرتى ان الصين ترحب بموقف السودان من قضايا دولية كثيرة منها اصلاح الاممالمتحدة ومجلس الامن الدولى. وقد شملت هذه المباحثات ايضا اتفاق السلام الشامل ودارفور كما انها تعطى العلاقات دفعة قوية اهمها الالتزام السياسى بدعم السودان دوليا بجانب تطوير التعاون الاقتصادى فى مجالات الزراعة والبترول والتعدين.