اتهم الطيب مصطفى علي عثمان بالتآمر لتمرير الاتفاق الاطاري بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بالشمال . وذكر في عموده بصحيفة (الانتباهة) اليوم 3 يوليو ان اجتماع المكتب القيادي لمناقشة الاتفاق (طبخ) على عجل قبل ساعات من وصول عمر البشير من زيارته للصين ! وأضاف بان جهة ما ارسلت قطبي المهدي في مهمة (خارجية) في نفس الليلة التي أبرم فيها الاتفاق! وخاطب البشير قائلاً ( إن الأمر جلل ولا يجوز أن ينعقد المكتب القيادي برئاسة نفس الرجل الذي وقّع ذلك الاتفاق المشؤوم) ! في اشارة لعلي عثمان ! وسبق واتهم الطيب مصطفى في مؤتمره الصحفي 29 يونيو نافع علي نافع بالخيانة لتوقيعه الاتفاق الاطاري مع الحركة الشعبية بالشمال 28 يونيو . وأحرج عمر البشير مستشاره غازي صلاح الدين علناً نافياً ما ذكره عن قبول الحكومة لتخصيص منصب نائب رئيس الجمهورية لدارفور . وعلق محلل سياسي ل (حريات) بأن الطيب مصطفى سبق وخون على عثمان لتوقيعه اتفاقية نيفاشا ، والآن يخون نافع علي نافع ، ويعود ويتهم علي عثمان بالتآمر والخيانة في الاتفاق الجديد ! وهذا اضافة الى الطريقة المهينة التي تعامل بها البشير مع مستشاره غازي صلاح الدين ، كلها تشير الى العزلة المتزايدة لعمر البشير داخل حزبه الحاكم . وأضاف المحلل السياسي بأن اتفاق نيفاشا ( المشؤوم) هو الذي سمح باستمرار الانقاذ في السنوات الستة الماضية ، فهو الذي منع حصار الانقاذ بواسطة الحركة الشعبية في الجنوب وجبال النوبة والنيل الازرق ، وحركات المقاومة في دارفور ، وفي شرق السودان ، اضافة الى حصارها الدولي ، خصوصاً بعد 11 سبتمبر 2011 والهجوم الارهابي على الولاياتالمتحدة ، ولولا نيفاشا لتكامل الحصاري العسكري على الانقاذ مع الحصار السياسي والدبلوماسي ولم تكن لتستمر بما يسمح للطيب مصطفى بتأسيس منبره الغوغائي . وقال اذا لم تكن نيفاشا من مصلحة الانقاذ لخرجت عليها لحظة توقيعها ! فالانقاذ ليس لديها لا السماحة ولا الالتزام الاخلاقي الذي يجعلها تتقيد باتفاقية لا تحقق مصالحها . وقد خانت عرابها وشيخها للحفاظ على سلطتها ، وسلمت ( اخوانها) بلا مجد ولا شرف كي تسترضي القوى الاقليمية والدولية . والطيب مصطفى اذ يدين اتفاقية نيفاشا وغيرها من الخطط السياسية التي تمت تحت رئاسة عمر البشير ، فانه اما ان يحمل ابن اخته مسؤوليته كرئيس ، أو يقول بأنه كان ( دلدول) ! والسؤال الذي لا يود الطيب مصطفى مناقشته : هل يحق ( لدلدول) ان يتحمل مسؤولية بلد ؟! وقال المحلل السياسي ان قيادات المؤتمر الوطني غير البشير رأت البداهة السياسية ، في عدم خوض عدة معارك في عدة جهات في آن واحد ، وحاولت تحييد الحركة الشعبية للتفرغ لاتمام ابادة دارفور ، ومن ثم الانقضاض لاحقاً على الحركة الشعبية ، وهذا ما لا يراه عمر البشير وخاله ، لعدة أسباب ، أهمها الانفعالية الزائدة ، وتواضع القدرات السياسية ، وانسداد الافق الشخصي بفعل المحكمة الجنائية الدولية ، مما يؤكد تحول عمر البشير الى عبء على المؤتمر الوطني خلاف كونه عبئاً على الوطن . وعاجلاً أو آجلاً ، اما ان يتخلص المؤتمر الوطني منه ، أو يقوده (مزهواً) الى هاوية الانتحار الجماعي ! وختم المحلل السياسي قائلاً ان ( الغباء) الشخصي أحد مدخلات السياسة ، ويتجلى في ممارسة الانظمة في فترات أفولها وانحطاطها ، وقد دخلت الانقاذ في هذا الطور ، فصارت تدار بأصغر عقولها ، وذلك مما يؤشر الى نضج أوان التغيير .