أوفدت الإدارة الأمريكية مبعوثها الخاص إلى السودان، برينستون ليمان، إلى السودان، السبت، قبيل أسبوع من إعلان جنوبه دولة مستقلة، في انفصال تتوقع واشنطن أن يتم بسلاسة، رغم القضايا الخلافية بين الجانبين أبرزها منطقة “أبيي” المتنازع عليها. وتوجه ليمان إلى العاصمة الأثيوبية، أديس أبابا، السبت، حيث ينضم إلى رئيس جنوب إفريقيا السابق، ثابو أمبيكي في دعم مفاوضات السلام بين قادة شمال وجنوب السودان قبل التوجه إلى جوبا، عاصمة جنوب السودان، للمشاركة في احتفال استقلال جنوب السودان في التاسع من يوليو الجاري، وفق بيان صادر عن الخارجية الأمريكية. وذكر البيان ان واشنطن ستظل (خلال السنوات المقبلة شريكا ثابتا للشعب السوداني) . واكد ان (الولاياتالمتحدة تؤيد الجهود الدولية الرامية الى تعزيز التنفيذ الكامل وفي الوقت المناسب لاتفاق السلام الشامل للوصول الى وضع حد نهائي للصراع في دارفور وضمان ان السودان لا يوفر ملاذا آمنا للارهابيين الدوليين) . وتأتي زيارة ليمان إثر توتر بين الشمال والجنوب في منطقة “أبيي” الغنية بالنفط، دخل فيها الطرفان في مواجهات مسلحة أدت لنزوح آلاف المدنيين من قراهم. وكانت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، قد كشفت الجمعة الماضية عن أن الولاياتالمتحدة طرحت مشروع قرار على مجلس الأمن، يتضمن نشر نحو 4200 جندي إثيوبي، لحفظ السلام في منطقة “أبيي”، المتنازع عليها بين شمال وجنوب السودان. واعتبرت السفيرة الأمريكية أن الهدف من مشروع القرار الذي تقدمت به واشنطن إلى مجلس الأمن، هو السماح ببدء سحب القوات من أبيي. وأضافت قائلة: “في هذه المرحلة، فإن ذلك يعني قوات الحكومة السودانية، التي تحتل أبيي حالياً” . وسبق للأمم المتحدة أن نشرت عدداً من أفراد قوات حفظ السلام التابعة لها في منطقة أبيي، بالإضافة إلى نحو عشرة آلاف جندي ضمن بعثة المنظمة الدولية العاملة في مناطق مختلفة من السودان، إلا أن هذه القوات، محدودة العدد وضعيفة التجهيزات، ولم يمكنها إقرار الأمن في المنطقة . ويشار إلى أن زيارة الموفد الأمريكي تأتي بعد أقل من أسبوع من زيارة مثيرة للجدل قام بها الرئيس السوداني، المطلوب للاعتقال بموجب مذكرة اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، إلى الصين التي تعتبر أكبر شريك تجاري للسودان. ويقدر خبراء أن الصين تشتري أكثر من 60 في المائة من إنتاج النفط السوداني، الذي يمثل ما يزيد عن 6 في المائة من واردات بكين من الطاقة. ويقول المراقبون إن ثلثي مناطق إنتاج النفط تقع داخل حدود الدولة الوليدة في جنوب السودان، ما يعني مواجهة الشمال لأزمة اقتصادية وارتفاع التضخم وتنامي عدم الاستقرار السياسي. وتعرضت الصين لانتقادات حادة لدعوتها البشير بعد اتهامه من قبل المحكمة الدولية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور .