ناهد بدوية … الحوار المتمدن … تمد الشمسة أشعتها وأذرعها حتى تدفئ المكان، وحتى تدفئ أوصال الأرضة المرتجفة المذعورة، وتلقي السلام على القمرة التي تتشارك معها الليل والنهار. تحتضن المحيطة اليابسة وتسبغ عليها الأمان. تتدفق النهرة في عروق الزراعة وترضعها الغذاء والخضرة. ترعى العينة الجميع، لكنها تكره المخرز والحرب والسلاح والبارود والمسدس والخنجر والسيف والمصارعة الحرة والملاكمة. تتسع القلبة للصديق والصديقة وللأخ والأخت والأب والأم والإبن والإبنة والجارة والجار و للعدوة والعدو. تتوسع الكونة إذ تشكو من الوحشة، علها تجد كونات جديدة وأليفة. يحاول العالم أن يسكنَ إلى صدر الآلهة علها تحمي الحياة في عروقه. تغدق الوردة تويجاتها على جراحات الزمان وبلادات المكان. تُقرئ الشجرة التاريخ السلام وهو يمر بجانبها لاهثاً متعباً مقروراً. تشع الزيتونة وتنثر النور كالمشكاة وتتشارك التينة خيراتها مع كل من حي وحية. تبسط النورسة أجنحتها ويخفت هديل الحمام ليعلو غناء النرجسة وعزف الأقحوانة. تتجول تاء التأنيث في عيدها، وتتفقد مواقعها المسلوبة، وتبدأ في خطة العودة واستعادة المكانة، رحمة بالمكانة والزمانة والإنسانة.