ادانت الحملة السودانية لحرية الرأي والضمير (SUCFOC) محاكمة الكتاب والصحفيين على آرائهم، واتحاد الصحفيين الرسمي لتحوله الى جزء من لعبة العصا والجزرة. وذكرت في بيان بتاريخ 6 يوليو ان الممارسات الأخيرة تهدف (للتطويع والإذلال) ولكن التاريخ (يحدثنا بأن قناة الكتابة أقوى ظهراً وأشد استعصاءً على أي ديكتاتورية تريد كسرها). (نص البيان أدناه) بيان صحفي تعلن لكم الحملة السودانية لحرية الرأي والضمير، التي تعمل كآلية للاحتجاج ضد استهداف جهاز الأمن للكتاب والصحفيين والصحافة بعموم واستخدامه للجهاز القضائي، أن الأخت الزميلة الأستاذة فاطمة الغزالي قد تم إطلاق سراحها اليوم 6/7/2011م بعدما تم دفع الغرامة المالية من قبل صحيفة الجريدة. لقد تم اتخاذ قرار دفع الغرامة من أجل حرمان اتحاد الصحفيين السودانيين القميء (وهو أحد الأجهزة المنحازة للدولة) من دفع الغرامة. فقد قامت بالأمس مجموعة من هذا الاتحاد بزيارة الأخت الأستاذة فاطمة الغزالي بالسجن، عارضين عليها دفع الغرامة بالنيابة عنها. رفضت الأخت فاطمة الغزالي هذه الخدمة غير المطلوبة، قائلةً لهم في وجههم إنها تصر على قضاء مدة المحكومية، وأنها حتى في حال وافقت على أن يتم دفع الغرامة، فإن الجهة التي سوف تدفع لن تكون اتحاد الصحفيين السودانيين؛ فالعروض لدفع هذه الغرامة تتقاطر من عدة جهات وطنية، وأن هذا الاتحاد لم ينل بعد شرف أن يقوم بدفع مثل هذه الغرامات ذلك بحكم أن هذا الاتحاد لم يظهر أي علامة من التعاطف أو الدعم، أكان ذلك بالظهور في جلسات المحاكمة أو حتى بإصدار بيان فيه يرفضون ويحتجون على الطريقة التي تتم بها معاملة الصحفيين والكتاب وإدارات الصحف من قبل الأجهزة الأمنية والقضائية. مما يجدر ذكره في هذا الشأن، أن اتحاد الصحفيين السودانيين هو نفسه الذي قام بدفع الغرامة عن لبنى أحمد حسين في قضيتها عندما حوكمت أمام محاكم النظام العام بتهمة لبس ملابس خليعة (بنطال واسع وبلوزة تصل إلى الركبتين). فبالرغم من أن اتحاد الصحفيين لم يظهر أي تعاطف مع قضية لبنى حسين، إلا أنه مع ذلك عازته أي علائم للحياء عندما ذهب لدفع الغرامة ضد رغبتها وذلك كيما يعوّض عن ممالأته للنظام القمعي. صباح اليوم، وعند طاولة محاسب المحكمة، ظهر أعضاء اتحاد الصحفيين السودانيين بغرض دفع الغرامة عن فاطمة الغزالي بالرغم من صدها لهم بالأمس. تخوفاً من مثل تحرك كهذا، كانت الهيئة التحريرية بصحيفة الجريدة على حرص كبير للوصول إلى المحكمة أولاً. ولكنهم وجدوا هناك أعضاء اتحاد الصحفيين السودانيين يقومون بتحرير دفعيتهم للمبلغ المقرر. عندها تدخل رئيس مجلس إدارة صحيفة الجريدة، السيد عوض محمد عوض، طالباً مباشرةً من المحاسب بعدم استلام هذا المال من اتحاد الصحفيين السودانيين. عندها أظهر اتحاد الصحفيين السودانيين مقدرة فائقة في عدم الحياء عندما تعارك كلامياً مع السيد عوض محمد عوض، محاولين تمرير دفعيتهم. ولم يتم إيقافهم إلا عندما أصر المحاسب على أن يتم استلام المال فقط من شخص مفوّض رسمياً من قبل الأستاذة فاطمة الغزالي. أخيراً تم السماح لصحيفة الجريدة بدفع الغرامة نيابةً عن فاطمة الغزالي، وذلك بعد استدعاء محاميها؛ جاءت كلمة المحامي واضحة للمحاسب بأن يستلم المال من صحيفة الجريدة وذلك وفقاً لرغبة فاطمة الغزالي. ثم فلتنظروا ماذا أوردت العديد من الصحف اليوم! لقد أوردت خبر أن الاتحاد قد قرر ودفع الغرامة عن فاطمة الغزالي! هذه الحادثة تشير الدرجة التي بلغها النظام الحاكم من حيث الاستهزاء، حيث يقوم بتعريض الكتاب والصحفيين إلى هذه اللعبة القذرة التي تشبه لعبة القط والفأر. إننا نعلنها وبالصوت العالي، نعلن رفضنا لأن نكون جزءاً من هذه اللعبة التي لا تجلب غير العار والشنار لأي نظام حكم يمارسها. إن الحملة السودانية لحرية الرأي والضمير (SUCFOC) تدين بشدة هذه الممارسات، وتنظر إلى كل هذا المنظر على أنه ليس سوى عملية للتطويع والإذلال. إننا نطالب الجسم المسمى اتحاد الصحفيين السودانيين بأن يرتفع إلى مستوى هذا الاسم وأن يعمل على تمثيل الصحفيين تمثيلاً حقيقياً بدلاً من أن يصبح جزءاً من لعبة العصا والجزرة. فالتاريخ يحدثنا بأن قناة الكتابة أقوى ظهراً وأشد استعصاءً على أي ديكتاتورية تريد كسرها. ونقول إلى الأستاذة فاطمة الغزالي، لقد قمت بتثبيت وجهة نظرك عندما اتخذت قرارك بقضاء فترة محكوميتك المنصوصة ضدك بطريقة غير عادلة؛ لقد بلّغت المتسلطين أن الذهاب إلى السجن بسبب قضايا الضمير شرفٌ لا يعدله شرف. فلتنعمي بهذه الحرية صعبة المنال! وإلى اللقاء في سلسلة المحاكمات القادمة! SUCFOC الخرطوم 6 يوليو 2011م