يقول الله تعالى ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) صدق الله العظيم بكل الحزن و الأسى ينعي تجمع المحامين الديمقراطيين أحد مؤسسيه و قياداته على مدى طويل من الزمان، الأستاذ و المفكر المحامي الصادق سيد أحمد الشامي، الذي وافته المنية في العاصمة البريطانية لندن في يوم الثامن من شهر يوليو 2011. كان الفقيد رمزاً مناضلاً و قائداً نقابياً فذاً قدم فكره و جهدة للسودان منذ أن كان طالباً في المرحلة الثانوية و الجامعية، فقد إنخرط في صفوف مناضلي الإشتراكيين العرب ، وساهم مع رفاقه العديد من المنظمات الطلابية التابعة للإشتراكيين العرب في جامعة القاهرة فرع الخرطوم و جامعة الخرطوم و المدارس الثانوية، مثلما كان مناضلاً جسوراً في صفوف حزبه حزب البعث العربي الإشتراكي و قائدا ملهماً لرفاقه. خاض الفقيد العمل من أجل الديمقراطية و حقوق الإنسان منذ بداية حياته المهنية، و إشتهر ببسالته و نضجه و إتقاد رؤاه، فكان مرجعاً بحق لكل النقابيين و العاملين في الحقل العدلي. قاد الفقيد الصادق سيد أحمد الشامي النضال ضد ديكتاتورية الثلاثين من يونيو على كافة المستويات، و ظل حبيساً في بيوت أشباح النظام الديكتاتوري ردحاً من الزمن، فقد إعتقلته سلطات إلإتقلاب بعد خمسة أيام من حدوث الإنقلاب وهو في طريق عودته من مؤتمر المحامين العرب في دمشق في الخامس من يوليو 1989، و استمر حبيسا في بيوت الشباح وسجن كوبر وسجن بورتسودان لمدة الستة عشر شهراً، و إستمرت وحشية الإعتقالات بالنسبة للمرحوم الصادق سيد أحمد الشامي بعد فشل محاولة ثورة 28 رمضان العسكرية، و التي كان بعض قادتها و رموزها من أقربائه. ظل الفقيد موسوما بين رفاقه وز ملاء مهنته بسمح الأخلاق و طيب المعشر و رحابة الصدر، مثلما كان محامياً موسوعياً شهدت له ساحات العدالة وقفات – غير قلابله للحصر – يسجلها له التاريخ بأحرف من نور. ألا رحم الله الفقيد الصادق سيد أحمد الشامي و أسكنه فسيح جناته مع الصديقين و الشهداء، و ألهم أهله و رفاقه وزملائه و معارفه الصبر و حسن العزاء. اللهم أجعل خير أيامه يوم أن لقى وجهك الكريم اللهم ارحمه واعف عنه واغفر له اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس..اللهم آنسه في قبره. اللهم اسكنه فسيح جناتك ياعفو يارحيم. و إنا لله و إنا اليه راجعون. تجمع المحامين الديمقراطيين – الخرطوم التاسع من يوليو 2011