أعلنت مجموعات شبابية عديدة تنتمي إلى فصائل مختلفة من حزب الأمة مساء أمس السبت توحدها في جبهة شبابية واحدة , من اجل هدف واحد وهو اسقاط نظام الانقاذ مؤكدة إن كلفة بقاء الإنقاذ هي الأكبر. ونظمت تلك المجموعات إفطارا جماعيا بحدائق النخيل بأم درمان حضره عدد من قادة حزب الأمة في الفصائل المختلفة مع حضور كبير لقادة حزب الأمة القومي وعدد من الإعلاميين بالصحف. وذكر الشباب في الدعوة أنه يشرفها رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي الذي اعتذر نسبة لسفره المفاجئ لجوبا ظهر أمس، وتلا المهندس صديق الصادق المهدي كلمته المكتوبة. واعلنت تلك المجموعات المتوحدة انها مهتمة بإحداث تغييرات هيكلية فى جسم الحزب وفق نهج مؤسسي , ليكون الحزب اكثر توافقا مع التغييرات من حولهم واكثر اتساقا مع طموحات الاجيال الجديدة . وكانت العشرات من شباب وكوادر حزب الامة قد لبت دعوة افطار , جرى من خلالها اعلان ذلك التوحيد , كما دعوا فى افطارهم ذلك الى تأسيس منبر فكرى وسياسي واحد يضمهم جميعا لاجراء حوارات حول مختلف القضايا. وفي كلمة شباب وكوادر حزب الأمة القومي المكتوبة والموزعة على الحضور والتي تلاها الأستاذ عبد المطلب عطية الله من شباب حزب الأمة القومي جاء إن “بقاء الإنقاذ في السلطة أكثر يعني بلوغنا الدرك الأسفل من جحيم الحياة على كل مستوياتها، وسيكون تأخرنا عن إسقاط الإنقاذ مذمة تاريخية تحيط بحزب الأمة القومي”، و”إن تكلفة بقاء الإنقاذ أكثر من ذلك ستكون أعلى من تكلفة أي خيار آخر”. مطالبين بإمهال النظام فترة محددة ونهائية وقاطعة للقبول بالأجندة الوطنية كاملة بآلياتها وضماناتها. وطالب الشباب والكوادر في حال عدم الاستجابة بمواجهته “بقرار حزبي حاسم واضح وصريح بإسقاط نظام الإنقاذ”. وخلال برنامج الإفطار الذي أداره الصحفي والروائي القيادي بحزب الأمة القومي خالد عويس، تحدث عدد من ممثلي تيارات أخرى حيث تحدث ياسر فتحي من جناح الإصلاح والتجديد ومحمود حسن من التيار العام، وتحدث من كوادر القومي حسن أبو علامة عضو لجنة الطلاب التي كونها الأمين العام، وفتحي حسن عثمان عضو المكتب السياسي وآخرون. وأبدى الجميع تأييدا كاملا لرئيس حزبهم , ودعوه لخوض لجة المواجهة مؤكدين أنهم لن يخذلوه ابدا. وقال المهدي في كلمته المكتوبة التي حصلت (حريات) على نسخة منها إنه كان بوده تلبية دعوتهم “ولكن اضطررت لسفر عاجل لجوبا لموعد كنا قد طلبناه من قيادة الحركة الشعبية لنواصل دورنا في الدعوة للأجندة الوطنية”، وخاطب شباب وكوادر الحزب بقوله” وأنا إذ أحييكم أستنهضكم لتوحيد صفكم فحزبكم اليوم في طليعة الفكر والمبادرة” مناديا بمراعاة المؤسسية. وقال صديق الصادق ممثل المهدي إن النظام ليس امامه غير طريق واحد وهو التغيير سواء ان كان ذلك سلما او بمواجهة , وانه لن يقدم على التغيير ما لم يواجه برهبة . وقال أبو علامة إن موت الإنقاذ لا يحتاج لدابة الأرض لتدلنا عليه فالإنقاذ جثة هامدة ونهايتها مسألة زمن، وعليها إما القبول بالأجندة الوطنية أو “أن يستعدوا للعاصفة”، وقال إن ا لحوار مع النظام لا يمكن أن يستمر لأكثر من ذلك معددا مضار الحوار بدون سقف باعتباره مضيعة للوقت وتشتيت للجهود وتشكيك في موقف الحزب. في حين طالب محمود حسن بالوحدة ونهاية الحوار، وقال ياسر فتحي إن الإنقاذ جزام أصاب البلاد والجزام نهايته بتر الأطراف وحفاظا على البلد لا بد من استئصال الإنقاذ وليس ترقيعها أو التعايش معها، مكررا ما جاء في كلمة الكوادر من أن بقاء الإنقاذ أكثر كلفة من أي خيار آخر.