عبدالغني بريش اليمى// الولاياتالمتحدة الأمريكي… هي – بلا أدنى شك – حرب ظالمة شاملة اعلنها الهارب من العدالة الدولية – السفاح عمر البشير لإلغاء واقصاء الحركة الشعبية في الشمال ! هذا إذا أردنا أن نسمي الأشياء بأسمائها ونضع النقاط على الحروف – فإذا لم تكن هذا التضييق على تنظيم له شعبيته وجماهيره وقاعدته ، حربًا ، فليس هناك إذن في التاريخ حرب يستحق الحديث . تعددت مصادر الهجوم الحكومي وتباينت راياتها ، لكن هدفها واحد ، وهو استئصال الجيش الشعبي من جذوره في الشمال ، ومنع أعضاء الحركة من ممارسة نشاطهم السياسي لهذه الحرب اللعينة دلالات مفزعة ، فالقوم – أي العوير السفاح عمر البشير وأعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم لديهم قدرات تقنية مخيفة لتضليل واحتقار السودانيين ، وعندهم الوقاحة الكافية للاعتداء على قادة الحركة الشعبية واعضاءها في الشمال بحجج لا تنطلي حتى على اطفال الروضة – وإذا كانت وقاحة القوم العلنية ضد الحركة الشعبية على هذه الدرجة من السفه والاستهبال !! ، فلنتصور درجتها إذا أحكموا قبضتهم عليها مثلما يحلمون ويجهرون !! أن خطوة شن الحرب الهجومية على النيل الأزرق ترتبط بإرادة السفاح عمر البشير وحزب المؤتمر الوطني الحاكم هي ردم جانب من آثار الهزيمة التي تكبدتها مليشياتهما في العدوان على جبال النوبة/جنوب كردفان ، علاوة على إظهار جدية ما في جمع الأسلحة التي تقف الحكومة عاجزة أمامها — فتكثيف النظام السوداني من ضغوطه العسكرية ، إنما يهدف إلى تحقيق إنجازات عسكرية ما على الأرض يستعيد بها المناطق الواقعة تحت سيطرة الحركة الشعبية في شمال السودان ، وفي مواجهة تشديد الخناق الخارجي عليه والمتمثل في مطالبته بوقف العدوان علي شعب النوبة في ولاية جنوب كردفان ، وتنفيذ البرتوكول الخاص بالمنطقتين – النيل الأزرق وجبال النوبة الوارد في اتفاقية نيفاشا للسلام إن شعور النظام بقوة المد الحركي الشعبي القادم بقوة في عهد الانتفاضات العربية ، وافتقاده للتأييد الشعبي ، ولأنه لا يستطيع محاربة الحركة الشعبية في شمال السودان بالحجة والمنطق ، ولأن الحركة الشعبية استطاعت أن تحتل مكاناً قوياً في المشهد السياسي والإعلامي والشعبي ، فأصبحت الحرب ضدها بالسياسة مفضوحة ، أختار توجيه ضربة عسكرية لها عل وعسى أن ينجح في تحطيم مدها وانتشارها في الشمال — واستغل في حربه الظالمة العلاقات المتوترة بينه وبين جمهورية جنوب السودان لإشعال نار الفتنة بين االشعبين لدغدغة مشاعر وعواطف البسطاء منهم لينضموا إليه ، وتم التركيز على تشويه سمعة الحركة الشعبية الأم ، لكنها الحرب الظالمة التي لا تجد مبررا مقبولا من اللافت أن النظام السوداني الساقط يحارب الجيش الشعبي في كل من الولايتين في وقائع ملفقة ، في الوقت الذي لم يذكر فيه شيئا عن الطائرات والصواريح والدبابات والأسلحة المحرمة دوليا التي يستخدمها في قتل الأبرياء العزل من النساء والأطفال – خرس لسانه عن قول كلمة واحدة ليفتضح موقفه المعادي لكل من ينتمي إلى عضوية الحركة في الشمال استطاع السفاح عمر البشير – وللأسف – ضم شيوخ وأئمة المساجد والخلاوى ، في حربه على الحركة الشعبية وعلى شعبىّ – النوبي والأنقسني ، ونجحوا بفتاويهم التضليلية تجنيد السفهاء والمغفلين والغوغائية إلى صفوفهم ، وامتدت حربهم إلى التحريض في صحفهم الصفراء ضد اعضاء الحركة في الشمال ، وكان لافتاً أن شيوخ البشير في فتاويهم ذكروا ياسر سعيد عرمان بالإسم !! أن النظام السوداني المقبور يمارس التشويش والتضليل المتعمد ضد الحركة الشعبية في سائل الإعلام والقنوات السمعية والمرئية التي يحتكرها ، ولكن نعتقد أنها مرحلة مؤقتة ، حتى لو استطاع حشد حالة تشويه جماهيرية ضد الحركة الشعبية — فسيبين الزمن أن هذه الحرب الظالمة على الحركة الشعبية خاسرة ، لأنها تسكن في وجدان عدد عظيم من سكان شمال السودان ، وعابث ، بل غبي وساذج من يعتقد بانه من قدرة أحد ما منعها من ممارسة نشاطها السياسي في دولة الشمال السوداني ! . الإجراءات التعسفية التي اتخذتها السلطات الأمنية ضد الحركة الشعبية واعضائها كشفت تماما أن حزب المؤتمر الوطني غير جاهز للقبول بالتحول الديمقراطي والسياسي ، وأن حديثه عن التعددية الحزبية والتناول السلمي للسلطة ليس أكثر من ذر للرماد على العيون ، ومحاولة منه لإختبار قدرة الطرف الآخر على التعاطي مع تلك الكلام الإنشائي الإستهلاكي ؛؛ ويتضح من كل هذا ، أن المؤتمر الوطني لا يراهن على أي تحول ديمقراطي ، وإنما على تداعيات معينة لتأجيج الشارع ونشر الفوضى وإذكاء الفتن بين الناس في السودان ما لا يبدو في محله والحرب مشتعلة في كل مكان في الشمال – هو إصرار حزب المؤتمر الوطني الحاكم على سياسة الشد والجذب المغلفة بالنزعة الشمولية والديكتاتورية ، وثقافة الالغاء والإقصاء دون وعي بأنه لن يجني من وراء هذه السياسة سوى السقوط المخزي والعار والهزيمة ! غير أن المتابع للأحداث المأساوية الأخيرة في كل من جبال النوبة والنيل الازرق يجد أن الخلاف ليس من أجل القضايا التي تهم الوطن والمواطن وإن تذرع حزب المؤتمر الوطني الحاكم بها ، إنما الصراع هو من أجل إقصاء الحركة الشعبية وإلغائها تماما من الخارطة السياسية – ينددون بها دائما ويطالبونها بالحوار السلمي ، وفي الوقت نفسه يقومون بحملات عسكرية واسعة ضد الجيش الشعبي في الشمال ، واغلاق مكاتب الحركة في كل المدن في الشمال ! الحركة الشعبية لتحرير السودان وجِدت لتبقى للأبد ، ولن تستطع أي قوة من شطبها من على الخارطة السياسية ، لا بالهجوم على جيشها الشعبي ، ولا بمضايقة اعضاءها ومنتسبيها ومطاردتهم لهم ، ولا باغلاق مكاتبها في الشمال !! – لكن ولكي تُعالج المشكلة بصورة نهائية ومرضية للجميع دون الغاء واقصاء ، لابد أن يتحدث الجميع بصدق وصراحة ، أما التستر وإخفاء العلة أو الاعتراف بجزء يسير لتطييب الخواطر وذر الرماد على العيون فهذا لن يأتي بحل دائم مقبول بقدر ما يزيد ألم النفوس .. ومشكلة حزب المؤتمر الوطني تكمن في الإلغاء والإقصاء ، ومن هنا يجب أن يتذكر هذا الحزب الشمولي ما حدث للحزب الوطني الديمقراطي الذي حكم مصر بالتهديد والتزوير والاقصاء لثلاثين عاما ، وما حدث للحزب الدستوري التونسي الذي حكم هو ايضا بالقبضة الحديدية لثلاثة وعشرين سنة قبل ان يهرب رئيسه زين العابدين بن علي الى المملكة العربية السعودية يجب على حزب المؤتمر الوطني أن لا يظن أنه بمنأى عن ما حدث للحزب الوطني الديمقراطي الوطني المصري ، ولا بد له إعمال صوت العقل ونداء الضمير الوطني ، وعدم إدخال المواطن مرحلة الفزع والخوف ، وعليه تجنب الإنتحار السياسي وعدم حظر نشاط الحركة الشعبية في الشمال ، لأن هذا خيار لا يتمناه ولا يريده ولا يرجوه أحد سوى ناس الإنقاذ ، الذين يدشنون مشاريع الألم والشقاء والإلغاء والإقصاء العودة إلى صوت العقل وجعله الحَكم بين الأطراف المتنازعة هو الذي يوصد أبواب الجهنم التي حقاً ستلفح الجميع دونما استثناء إن هي فتحت بإلغاء وإقصاء هذا أو ذاك ، سيما وأن بيانات صناعة الأزمات هي الآن أقرب إلى أن تفقد رشدها وتضيع معها كل شيئ — وما لابد من قوله هو أن شمال السودان على مفترق طرق يكون أو لا يكون ، فنرجو أن يكون الحوار والتقارب هو الخيار ، وليس الاستحواذ والتسلط والقهر . والسلام عليكم -