توفي ستة من الفنيين يعملون بسد مروي غرقا أثناء تأدية عملهم . وترجح التقارير ان الضحايا وهم متخصصون في الغطس ، لقوا حتفهم في لحظة واحده في مياه النيل. مما يرجح أنهم تعرضوا لصعقة تيار كهربائي من توربينات السد نتيجة لعدم التنسيق بين الوحدات الفنيه العامله بالسد أو لخلل فني غير معروف حتي الآن . والجدير بالذكر ان الشركه السويسريه ABB التي قدمت الإستئشارات الفنيه والآليات لتوليد ونقل التيار الكهربائي أعلنت إنسحابها من السودان بسبب الضغوط التي تعرضت لها من حملة اسهمها خاصة في امريكا مثل بعض صناديق المعاشات وجامعة هارفارد الذين باعوا اسهمهم في الشركه المذكوره في العام 2006 بسبب رفضهم الحصول علي (أرباح ملوثه بالدم) حسب شعار الحمله التي اطلقوها في العام المذكور ضد الشركه التي يوجد مقرها في كبري المدن السويسريه زيورخ. مما أدي إلي تراجع اسهم الشركه آنذاك في البورصات العالميه بصوره أثارت مخاف المساهمين وألحقت أضراراً بالغه بالشركه التي خسرت من تلك الحمله أضعاف ماحصلت عليه من عقدها معها وحدة سدود أسامه عبد الله. ولم تتمكن الشركه من الخروج من الازمة إلا بإطلاقها حمله شهيره في العام المذكور لتحسين صورتها في الأسواق العامليه وإعتذرت من خلالها للمساهمين عن تورطها في أعمال في بلد يشهد حروباً وإنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان مثل السودان . وأعلنت إنسحابها من السودان نهائياً. وتفيد مصادر موثوقة في الخرطوم ان إدارة السد ظلت في السنوات الأخيره تبحث عن بعض قطع الغيار من شركة ABB بصوره غير مباشره من خلال شركات مسجله في دبي و ماليزيا ولكن دون جدوي. ومن جهمة أخري تواجه شركة لاهماير الألمانيه التي قامات بإجراء الدراسات الفنيه والتصمايم لتنفيذ السد لملاحقات ومتاعب قانونيه من قبل المدعي العام في مدينه فرانكفورت الالمانيه التي يوجد فيها مقر الشركه. وتقول التهم التي قدمها المركز الأوربي للحقوق الدستوريه وحقوق الإنسان ECCHR نيابة عن المتاثريين بالسد ان الشركة ساهمت في مصادرة حقهم في العيش والغذاء بمشاركتها ما يسمي بوحدة السدود في السودان في التعدي علي اراضيهم وممتلكاتهم الخاصه ، وساهمت في تهجيرهم وحرمانهم من العيش في موطنهم الأصلي . وهي تهم لو صدر بموجبها حكم نهائي من محكمه ألمانيه فسوف يكون لمثل هذه السابقه تداعيات خطيره علي تعاون الشركات الألمانيه و الأوربيه بصوره عامه مع المشاريع في السودان . وعلى صعيد آخر شكك خبراء إقتصاديون في جدوي سد مروي الإقتصاديه والإجتماعيه الذي سبب كل هذه المتاعب بسبب الإستعجال والفساد الذي صاحب إنشائه والمبالغه في تقييم حجم العقود مع شركة دانفوديو وشركائها الصيينين المنفذيين للسد. وبالعوده للكارثه الكبري التي حدثت منذ يومين والتي راح ضحيتها شباب في عمر الورد ، يقلل متابعون للكارثه من ان تترتب أي متاعب للسيد أسامه عبد الله مدير وحدة السدود (المعصوم من الخطا من وجهة نطر عمر البشير )وقالوا انه سوف يخرج أنضف من الشعره من العجين .وتنبأوا أن يتم إحتساب الضحايا في عداد شهداء الواجب وربما يصير السيد أسامه عبد الله بطلاً لان رجاله يضحون بأروحاهم من اجل دوام مجد وحدة السدود!! ألا رحم الله الشاب الخلوق شريف عبدو، فني الغطس بسد مروي والذي إبتلعت شلالات السد سررحيله التراجيدي. لكنها لن تبتلع شهامته وكرمه ورحابة صدره ونبله الذي عرفناه به. وهو جرح لن يندمل. تقبله الله قبولاً حسناً هو ورفاقه السته ولأسرهم المكلومه الصبر وحسن العزاء.