عرض موقع اليوتيوب مقاطع فيديو عن ممارسات القوات الحكومية في مدينة الدمازين بالنيل الأزرق . وتظهر المقاطع عناصر القوات الحكومية (المجاهدين!) وهم يتهافتون على نهب ممتلكات منازل أعضاء الحركة الشعبية بالولاية . ومع صيحات التكبير والتهليل ، يمكن رؤية وسماع أحدهم يصيح في ابتهاج ( لباسات .. أنكسه) ! ويؤكد هذا التهافت على ( الأنكسة) الأوضاع المزرية لجنود القوات النظامية المستلبين والذين يقاتلون ضد مصالحهم واخوانهم من المستضعفين الآخرين ، كما يشير الى ان البروليتاريا الرثة – الفئات الفقيرة غير الواعية التي يستخدمها المترفون لصالحهم وضد الفقراء ، أو الجنجويد في المصطلح السوداني – هذه المجموعات تشكل العلامة التجارية التي تلخص طبيعة سلطة الانقاذ الطفيلية – فهي فئات غير منضبطة تقتل وتنهب بلا حدود انسانية أو اخلاقية أو قانونية . وتفعل ذلك وغيره تحت أغطية الدين وستار التهليل والتكبير !! . واذ التقطت كاميرا أحد الحادبين صور التهافت المزري والمنحط على ( الانكسة) فيمكن تصور الكوارث الهائلة التي لم تلتقطها الكاميرات بهذه الدقة – كقصف المدنيين وحرق الأطفال واغتصاب النساء وتعذيب المعتقلين والتلذذ باذلال الاسرى وتجريف المنازل ..الخ من أساليب حرب نظام الابادة التمزيقي . والوظيفة الأساسية للقيم الانسانية والأعراف والشرائع والاديان ضبط الغرائز والانفلاتات ، ولكن لدى طفيلين ينهبون الموارد كالجراد ، ويتطفلون على انتاج وحياة ورواء المجتمع كالقراد ، لدى هؤلاء يشكل الدين غطاء للانفلات ، وفي ذلك يخونون جوهر دين الرحمة والقيم الانسانية ، ويستكملون اعتداءاتهم على المجتمع بالاعتداء على قيمه المعنوية والرمزية . وما تعرضه مقاطع الفيديو ليس مجرد تجاوزات وانما انتهاكات ترتبط بجوهر وطبيعة نظام الانقاذ – بطبيعته الشمولية حيث الأجهزة التنفيذية ( العسكرية والأمنية خصوصاً) غير خاضعة للمساءلة والمحاسبة ، وبطبيعته الاصولية التي تجيز كل الوسائل لأجل الغاية (السامية )! ، وبطبيعته الطفيلية ، التي ترى المواطنين والدولة وثرواتها كغنيمة من غنائمها !!