إلتقي الأستاذ ياسر عرمان، الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان بمسؤولي هيئة المعونة الأميركية عن قسم السودان، في الوقت الذي تبلور فيه الهيئة إستراتيجيتها الجديدة حول السودان بعد إستقلال جنوب السودان، ووجود دولتين سودانيتين تعمل بهما هيئة المعونة الاميركية. وفي وقت تصاعدت فيه الحرب التي شنها المؤتمر الوطني في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، مما أدي لخلق وضع إنساني هو الأسوأ في القارة الأفريقية؛ مضافا إلى ذلك، الأوضاع الإنسانية الضاغطة في دارفور. وقدم الأمين العام شرحا وافياً للأوضاع السياسية والإنسانية ولاسيما منع ايصال الطعام والدواء لالاف النازحين في كامل المنطقة الممتدة من النيل الأزرق إلى دارفور. إلى جانب الإنتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان خصوصاً ما تم مؤخراً في جبال النوبة والنيل الأزرق؛ وحظر الحركة الشعبية وإعتقال قياداتها في كل السودان. وأكد على أهمية ودور هيئة المعونة الأميركية ومسؤوليتها تجاه إنقاذ الالاف الضحايا من المحتاجين للمساعدات الإنسانية. وشدد على دور الإدارة الأميركية في عدم إستخدام الطعام كسلاح وضرورة فتح الممرات الآمنة لتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين. واستمع إلى شرح من المسؤولين عن هيئة المعونة الأميركية حول إستراتجيتهم الجديدة للعمل في السودان. ومن جهة أخرى، شارك عرمان مساء السبت 24 سبتمبر في المؤتمر السنوي لكتلة النواب السود في الكونغرس الأميركي. والذي حضره خمسة آلاف من قيادات الأفارقة الاميركيين في كافة ضروب ومناحي الحياة الأميركية؛ والذي خاطبه الرئيس الأميركي باراك اوباما. وأشار عرمان إلى أنه لمس الإهتمام الواسع الذي تبديه كتلة النواب السود وكبار قادتها مثل عضو الكونغرس ورئيس كتلة النواب السود لفترة طويلة دونالد باين وغيري وآشلي وغيرهم من النواب السود بالاوضاع الإنسانية في السودان لاسيما الإنتهاكات الواسعة التي تشهدها النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور نتاج السياسات التي يتبعها المؤتمر الوطني. وأضاف: (إن الأفارقة السود يشكلون نموذجا لقوة الإرادة والعزيمة عبر مسيرتهم الطويلة والمضيئة في النضال من أجل الحقوق المدنية وحقوق الإنسان، والعدالة الإجتماعية. وإسهامهم في بناء مجتمع أميركي يحتفي بالتنوع، ويضم كافة الألوان والديانات). وأردف: ( رغم المهام الكبيرة التي لا تزال تتطلب الإنجاز في مسيرتهم، لكن ما حققوه من إنجازات في المجتمع الأميركي يستحق التمعن من كافة المناضلين السودانيين الساعين لبناء سودان قائم على التنوع والتعدد، وحق الآخرين في أن يكونوا آخرين..وأن شخصيات مثل مارتن لوثر كنج ومالكوم إكس تستحق التوقف عندها، والإحتفاء بمسيرتها لاسيما من الأجيال الجديدة من الشباب السودانيين، من أجل بناء سودان جديد يسع الجميع. والوصول إلى إتحاد سوداني بين دولتين مستقلتين هما جنوب وشمال السودان. ومن حسن الحظ والتدبير، إنه قد تم الإحتفاظ بإسم السودان عنوانا للدولتين. والذي يجمع السودانيين على ضفتي الجنوب والشمال يستحق العمل الشاق من أجل إتحاد سوداني جديد. و قد آن الأوان لبناء شمال سودان جديد، قائم على الإعتراف بالآخر وبالحقوق الدستورية المتساوية فعلاً لا قولاً. وهذا ما تؤكده مسيرة الأفارقة السود، وشخصيات تاريخية حية رايناها في هذا المؤتمر مثل جون لويس رفيق مارتن لوثر كنج، في أحلامه التي لن تمت). هذا وإلتقي عرمان بالعديد من المنظمات ومجموعات الضغط الأميركية المهتمة بقضايا السودان. وسيلتقي يوم غد الاثنين بمسؤولين في الخارجية الاميركية.