تظاهر المئات من أهالي بري اللاماب بالخرطوم احتجاجاً على الغلاء أمس 26 سبتمبر. وكانت غالبية المتظاهرين من الشباب وانضمت اليهم لاحقاً أعداد كبيرة من النساء . وأحرق المتظاهرون اطارات السيارات وأغلقوا الشوارع المؤدية الى معرض الخرطوم الدولي وكبري المنشية . وهتف المتظاهرون ( لن تحكمنا حكومة الجوع) ( الفول غالي يا والي) – في اشارة لحملة مقاطعة اللحوم التي تقودها أجهزة المؤتمر الوطني السياسية والأمنية وحين انتقدتها بعض دوائر المؤتمر الوطني التي أضرت بمصالحها أعلن عمر البشير في لقائه بصحيفة الشرق الأوسط الأحد 25 سبتمبر عن دعمه السياسي لها . وفيما قدرت (رويترز) التظاهرة ب (300) شخص قدرتها ( أ ف ب) ب (400) شخص ، وأدعى بيان رسمي للشرطة أنها (أحداث شغب محدودة) ، ولكن المؤكد ان الشرطة لا تصدر بيانات حول تظاهرات محدودة . وعلقت (رويترز) ، رغم تقديرها المتحفظ لأعداد المتظاهرين ، بأنها التظاهرة الأكبر منذ شهور احتجاجاً على الغلاء . واستمرت التظاهرة من حوالي الساعة الخامسة مساء وحتى الساعة الثامنة مساء ، واستخدمت الأجهزة الأمنية الهراوات والغاز المسيل لتفريقها . والدلالة الرئيسية للتظاهرة تأكيدها بأن مكافحة الغلاء تتم بالعمل الجماهيري وليس عبر (حملات المقاطعة) التي تعفي السلطة من مسؤولياتها . وجدير بالذكر أن الغلاء ثمرة من ثمار أولويات الانقاذ التي تركز على الصرف الأمني والسياسي والدعائي خصماً على الانتاج والخدمات الاجتماعية ، وبسبب آثار انفصال الجنوب الذي دفعت له الانقاذ وصورته كبطولة ، وكنتيجة من نتائج عزلة البلاد عن العالم ، مما أدى الى هروب رؤوس الأموال والاستثمارات وتناقص الاعانات والقروض . ولا يمكن حل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية القائمة ضمن معادلات نظام الانقاذ . وتشير خبرة السودان والخبرات العالمية الى ان الانتفاضة الشعبية تبدأ بالتحركات الجزئية والمحدودة الى أن تتوج بخروج واسع وشامل ضد النظام .