*لا أدري لماذا يتهمني الجنس اللطيف بأنني منحاز للرجال ومتحامل عليهن؟ هذا ما لمسته من رسالة القارئة ريم التي اكتفت باسمها الأول وهي تصب جام غضبها عليَّ قائلة (إنك منحاز لشخصية “سي السيد”). *”سي السيد” تعبير مصري للرجل، اشتهر هذا التعبير أكثر في ثلاثية عبقري الرواية المصرية نجيب محفوظ عبر شخصية أحمد عبدالجواد الذي تراه خارج المنزل إنبساطيا “بتاع قعدات وهجيج” ولكن ما إن يعود إلى بيته حتى يركِّب وجها آخر لا يخلو من تجهم متعمد. *قالت القارئة ريم في رسالتها العاتبة الغاضبة: لماذا لا تتحدث عن الرجال الذين يدخلون إلى بيوتهم وكأنهم مجبرون على ذلك، لا سلام ولا كلام، وأقل كلمة من الزوجة ترفع درجة التوتر والهياج؟. *صحيح أنني قد أبدوا منحازا للرجال ولكنني من الداعين إلى التفاكر حول هذه الحالة من البرود العاطفي داخل البيوت بما في ذلك حالة الذين يشبهون في سلوكهم بطل الثلاثية أحمد عبد الجواد، لأنه لابد أن تكون هناك أسباب دفعت بهم إلى هذه الحالة السالبة إن لم نقل النافرة. *العلاقة الأسرية بين الرجل والمرأة تحتاج إلى معالجة مشتركة لضبط أوتار هذه العلاقة، لكي يتم التناغم والانسجام وتقوى الحميمية بصورة طبيعية بعيداً عن أجواء التوتر التي هي أصلاً موجودة في البيئة المحيطة، فلا أقل من إنسجام داخلي يخفف من الضغوط والتوترات الخارجية. *على الجانب الآخر وصلتني رسالة من أب وزوج قال إنه كان قد تحسب لحالة التعايش الجاف التي أشرت لها في (كلام الناس) السبت الماضي، لذلك قرر منذ فترة الفصل بين أجواء العمل وأجواء البيت وأصبح لا يقترب من الكمبيوتر طوال فترة وجوده في المنزل، بل أنه يحاول قدر المستطاع إلقاء الهموم العامة وراء ظهره وتركها في المكتب والمحيط العام ليتفرغ لشؤون البيت والأسرة. *نحن لا ندعي أننا نملك عصا سحرية لمحاصرة أسباب التوترات الأسرية والفتور العاطفي أو التنافر بينهما ولكننا نلقي الضوء على هذه القضايا المسكوت عنها ويهمنا المشاركة الإيجابية من جانبكم بإلقاء المزيد من الضوء على هذه القضايا وتجاربكم الحية في هذا المجال الحيوي.