كلام الناس *يبدو أن مشكلة بعض الذين يعانون من فتور العلاقة الشرعية مع زوجاتهم حالهم كحال المستعين بعبد المعين والذي وجد إن عبد المعين نفسه في حاجة إلى من يعينه؛ وبدأت الهجمة النسائية المرتدة تضغط على خط دفاع الرجال. *شابة قالت إنها تعيش بين نارين؛ نار انتظار فتى الأحلام، وقد تقدم بها العمر دون بارقة أمل؛ ونار جحيم البيت الذي أصبح لا يطاق بفضل المشاجرات التي لا تنتهي بين الأب والأم. *قالت إنها أصبحت تخشى على نفسها؛ إذا جاءها من تنتظره فتكتشف أنها تنتقل من جحيم إلى جحيم مشابه وأضافت قائلة إن والدها أصبح كثير الشكوى والشجار مع والدتها وأحياناً يسبها أمامهم دون مراعاة لمشاعرها أو مشاعرهم. *هذا يؤكد وجود مشكلة حقيقية في الحياة الزوجية تحتاج إلى المزيد من إلقاء الضوء عليها، وإن كنا نرى أن الحل الأمثل إنما يكون من داخل الأسر نفسها؛ لذلك فإننا لا ننظر لهذه المعضلة من زاوية خاصة ولا من جانب واحد دون الطرف الآخر فقط ما علينا إلا إلقاء الضوء عليها أما المعالجات فمتروكة للأسر ذاتها. *هناك عوامل تربوية تتراكم منذ الصغر تبدأ بنظرة الأسرة للأولاد باعتبارهم الحلم المنتظر وإن عدم وجود الولد قد يتسبب في التفكير في زوجة ثانية؛ وفي أسلوب التربية يتم تمييز الولد على البنت التي تظل في موضع شك وريبة وخوف إلى أن تنتقل إلى عش الزوجية لتخوض تجربة جديدة بكل ما تحمله في دواخلها من رواسب ومخاوف وحذر، وذلك ينعكس سلباً على الحياة الزوجية. *يبدو أن الدائرة الجهنمية في الحياة الأسرية تتكرر بصورة أو بأخرى حتى وسط الذين يتزوجون عن حب وتفاهم مسبق؛ الأمر الذي يضعنا أمام تحدٍ حقيقي للعمل كل في حدود مملكته الخاصة لمحاصرة أسباب التوتر الداخلي ومحاولة الحفاظ على الدرجة المناسبة من التوازن النفسي والعاطفي داخل الأسرة ليس فقط بين الزوج وزوجته وإنما وسط كل أفراد الأسرة الذين يتأثرون سلباً بأجواء التوتر والشجار؛ خاصة الصغار والشباب الذين أكثر حاجة للرعاية والاهتمام. /// الفاتح