قليلة هى الأخبار السارّة فى طيلة سنوات عمر الإنقاذ العجاف.و لعلّها تفوق فى ندرتها ” لبن الطير ” !.ولهذا فهى الأستثناء، وما عداها هو السائد و المستدام .لأنّ الأخبار السائدة – كمّاً ونوعاً- هى تلك الأخبار التى تجلب النكد و الهم و الغم فى كل ما يصدر من الحكومة أو مؤسساتها التنفيذية أو التشريعية. و من الأنباء النادرة ( السارة ) ما جاء فى (الأخبار) بإقتضاب شديد عن إفتتاح المجلس القومى للصحافة و المطبوعات، بالتنسيق مع وزارة الخارجية ، دورة تدريبية لتعليم و ” تقوية ” اللغة الإنجليزية للصحفيين والإعلاميين . والأروع أنّ الفترة الزمنية المحددة للدورة عام كامل .وفى هذا ما ينفع الصحفيين والصحفيّات و المؤسسات الصحفية كفئة مستهدفة ويعم الخيرعلى المجتمع بأكمله . فيجلب السعادة و الإرتياح للناس أجمعين . و يمضى الخبر السعيد ، ليشير لإختيار صحفيين ” من جميع الصحف السودانية ” و الأجهزة الإعلامية الرسمية للمشاركة فى الدورة التدريبية و التعليمية و الإستفادة منها ….إلخ . وعموماً ، سكت الخبر- وليته أفصح – عن معايير وأسس إختيار الدارسين و الدارسات ، و تصنيفهم العمرى والنوعى ” الجندرى ” . والصحف و المؤسسات و الأجهزة الإعلامية المستهدفة . و لربما – أقول ربّما – تكون هناك ” هنّات “ومثالب و أخطاء هنا أو هناك . و لكن ، و بغض النظر عن كل شىء، فإنّ خطوة مجلس الصحافة هذه ، تستحق الإشادة و الدعم و التاييد و المناصرة .والمطلوب مواصلة الجهد و التقويم المستمروالعلمى للحصيلة المعرفية للدارسين والدارسات أثناء وبعد إنتهاء الدورة التدريبية . و التفكير و التدبيرفى ضمان المواصلة والإستمرارية.وليضع المجلس خطط علمية وعمليّة – قابلة للتنفيذ – على المدى القريب و المتوسط و البعيد ، لإستمرارية هذا النوع من الدورات التدريبية على اللغة الإنجليزية و اللغات الأخرى ، بما فى ذلك اللغات السودانية .فاللغات السودانية – هى الأخرى – جديرة بالتعلم و التدريس و التركيز على تعلمها و إجادتها بجانب اللغات الأخرى .وهناك من الشركاء المحتملين ما يمكن جذبهم للمساهمة فى مثل هذه الدورات،كالمراكز الثقافية ( الألمانى،الفرنسى وغيرهما ).وهناك معهد الدراسات السودانية – جامعة الخرطوم وغيره. ونتمنى أن يشمل هذا النوع من التدريب تعلّم و إجادة اللغات ، الصحفيين والصحفيات فى الأقاليم و الولايات السودانية البعيدة عن المركز، حتّى لا يبقى الخيرو النفع ” خرطومى” فقط . و مشوار الألف ميل، يبدأ بخطوة . أختم بالقول:هذا العمل يستحق الإشادة والمناصرة والثناء.ويصب فى خانة ما ينفع الناس.فشكراً جزيلاً يامجلس الصحافة و المطبوعات .