شريفة شرف الدين [email protected] قيل إن أميرا دخل على عامل له فوجده مستلقيا (خَالِف رِجِل) يتوسد كومة قش بينما حماره يدور بحجر الرحى و جرس معلق على عنقه لا يكف عن الرنين فسأل الأمير عامله: * ما تعليقك الجرس على رقبة الحمار؟ * لأعرف أنه يدور طالما أن الرنين لم ينقطع. * فما بالك لو أن الحمار وقف عن المشي و حرك رقبته يمنة و يسرى؟ * و من لي بحمار في عقل الأمير؟ * قم أيها الكسول .. حل حبل الجرس و أزجر الحمار بهذا السوط .. أن تَحْكِم لا يعني البتة أنك الأجدر و أن تُحْكَمْ لا يعني أنك الأقل و لكنها سنة الحياة .. أرأيت منطق الأمير و سقف فهمه قياسا بالعامل البسيط؟ ألا ترى أن كليهما جدير بمنصب الآخر لو أن الأمور تقاس بمنطق العقل؟ هي نسبية الأشياء .. هو الوصف الوظيفي .. أتقن ما هو منوط بك .. يستقيم الأمر جميعه. * أتقن الحمار الدور المنوط به و هو اللف بحجر الرحى. * أدى العامل دوره بطريقة ذكية ابتكارية ادخرت له طاقته بدلا من أن تذهب هدرا * فشل الأمير في دوره و سريعا لجأ لسلطته فنعت العامل بالكسل بدلا من مدحه إزدادت الأمور سوءا بعد تدخل الأمير على النحو التالي: * سيلهب العامل ظهر الحمار بالسياط رغم أنه يؤدي دوره بشكل كامل * سينقطع الرنين الذي كان يمثل الحافز للحمار * سيؤدي العامل دوره و لكن بكراهية * سيوصد العامل أيما باب لإبتكار جديد * الأسوأ أن العامل سينزل بمستوى تفكيره إلى عقل الأمير المتبلد. بمثل عقلية الأمير تعطلت في بلادي الإدارة الأهلية .. مشروع الجزيرة .. إنتاج صغار المنتجين .. الإستثمار الأجنبي .. تنمية الريف .. التعليم .. الجيش .. و هلمجرا لنعيد صياغ سؤال الأمير على لسان البشير: كيف تعيش يا محمد أحمد بالمرتب لا غير؟ لا أحتاج لكتابة الإجابة فأنت محمد أحمد و لا تحتاج أنت لإخبار البشير لأنه سيزيد الأمر سوءا.