بين ضفة الاحساس بالغبن والشعور بمرارة الفجيعة في جلل الفقد بيد الظالم وانت تجده يجثو تحت قدميك ،وضفة شعور من يجلس وهو يرى الصور على بشاعتها تسقط من على الأثير وتتسلل من نوافذ منزله وهو ممدا رجليه يتفرج وسط اسرته هانئا بقزقزة اللب ومرح أطفاله ..يظل وتر الحيرة مشدودا ! كسؤال يطرح نفسه بالحاح . وقد أجاب مفتي من خلال التلفزيون بالأمس على خلفية الطريقة المبهمة والمثيرة للجدل التي تواترت حول مقتل القذافي حيث شوهد واقفا نازفا وابنه جالسا يشرب وما لبثا أن تحولا الى جثتين ! وسط تضارب الروايات ، حينها أجاب ذلك الشيخ دون الزام نفسه بفتوى ربما ارادها أصحاب الشعور الرمادي الذين يعلقون الراى والضمير على مشاجب غيرهم من علماء الدين! فما هو شعورك أنت وقد وضعتك الظروف في ذلك الموقف ، ذاته ، تصور نفسك وقد وقع في يدك من عذبك وانتهك انسانيتك ، في بيوت الأشباح ، في فرصة لو أفلت من يدك أو انعكس الوضع فلن يعتقك من الموت ! هو صراع في لحظة الضعف الانساني منذ الازل ، لايقوي الانتصار على النفس فيه الا من حباهم الله ميزات نادرة . لسنا مع الانتقام ولا تطبيق القانون باليد ! لكّن قد يقول لك قائل في لحظة تشكك وهو ممسك بقرون الفريسة ، ذلك يكون في بلاد ، قانونها يضمن رد المظالم لأهلها ، فماذا جنينا من قانون عفا الله عما سلف وباركوها ؟ وقد يعترض صوت آخر .ليقول بمثالية.. ! المشاعر الانسانية هي هي تبقي ولا ينبغي لها ان تجد التبريرات لتتبدل مهما كان توتر اللحظة حاكما ويظل القانون هو الفيصل بين الظالم والمظلوم ويسمو حاجبا فوق نظرات الغل والحقد. فهل يتحقق الحلم لو قلنا اننا نريدها ثورة عادلة وثوارا . يحتكمون لضمير العدالة لا لأحكام المشاعر الذاتية . ولكّن من حقهم أن يُرد لهم حقهم دون نقصان في سلة واحدة مع كل حقوق الوطن المهدرة ، فماذا كنت ستفعل حينما يسقط غدا كل السفاحين الذي سكبوا دماءنا انهارا ، ومزقوا لحمة الوطن و اغترفوا فوق ما فعل السفاحون الذين شنُقوا أو هربوا أو تصيدتهم اقفاص العدالة أو من يراوقون بين حلول المداد على الورق . وحلول الخوف عبر الدماء . أو من يقتلون الأطفال حتي لا يكبرون ثوارا و تشتد سواعدهم لتقبض على جلاديها . وحينما سيتذكر الطغاة عبارات الرحمة التي سقطت من قاموسهم عقودا من الزمان وحرمة التعذيب التي حللها لهم أذنابهم ، فينبطحون بالرجاءات والاستجداء ..وانت من أولئك الثوار وهم في يدك يذوبون خوفا ! فكيف كنت ستتصرف ؟ هو سؤال أطرحه في حياد من يحتفظ باحساسه الخاص في انتظار أجابتك .! أفادك الله .. انه المستعان. .وهو من وراء القصد.. [email protected]