كمال الهِدي.. لماذا كل هذه الضجة يا أهل السودان، لمجرد أن فخامة رئيس دولتنا المبجل أهدى الأخوة في شمال الوادي20 ألف رأس من الأغنام! ألم تجدكم حكومة البشير (متسولين) فأنفقت عليكم إنفاق من لا يخشى الفقر حتى صرتم إلى بحبوحة من العيش!! ألم يقل لكم الرئيس نفسه بالأمس أن حكومته أحبطت كافة محاولات خروج المظاهرات بتلبية احتياجات المواطن السوداني؟! حكومة تأخذكم من الفقر المدقع إلى وفرة كافة الاحتياجات.. فهل هناك أفضل من ذلك! فماذا تريدون بعد كل هذا؟ أترغبون في أكل اللحمة كمان؟! وهل يشترط الجائع الفقير المعدم على من يطعمه ويحدد له نوعية الغذاء الذي يجود به عليه؟! كنتم ( شحادين ) حتى العام 89، ومن ذلك الحين ظلت الحكومة الرشيدة تعمل ليل نهار من أجل الارتقاء بمستوياتكم المعيشية. بذلت جهوداً مضنية حتى وفرت لكم الغذاء. وبعد أن كنتم تقفون صفوفاً منذ الصباح الباكر للحصول على الخبز، ها نحن نلاحظ اليوم الوفرة في الخبز بكافة أنواعه. لا تقولوا لي أنه متوفر لكنكم لا تستطيعون شراءه، فهذه مشكلتكم أنتم وليست مشكلة الحكومة. ألم يقل لكم السيد الرئيس أن العالم كله يعاني أزمة اقتصادية خانقة وأن الأرزاق بيد الله وليست في البترول؟! فهل تريدون أن ( تفكوا ) ربكم وتمسكوا في الحكومة؟! أرزاقكم عند ربكم. وكل ما على الحكومة أن تعمله هو أن توفر كافة أنواع الأطعمة( الفاخر منها والعادي). حتى الأيس كريم المصنوع من مواد إسرائيلية منتهية الصلاحية متوفر في أسواق الخرطوم! وبعد ذلك فليتنافس المتنافسون في الدعاء لرب العباد عله يرزقنا جميعاً. الحكومة لم تقصر من ناحية العلاج، وقد وفرته لدرجة أنه يصعب على أي واحد منا أن يحصي عدد العيادات والمستشفيات الخاصة! المدارس والجامعات على قفا من يشيل. ويكفي أن جامعة واحدة صارت تخرج العشرات ، وربما المئات من حملة درجة الدكتوراه كل عام! الحكومة وفرت لكم الأمن أيضاً، لدرجة اختفت معها فكرة الحرامي الذي ( ينط ) من فوق جدران المنازل. أتحدى من يقول أن لصاً قد ( تلب) إلى بيته خلال السنوات القليلة الماضية! ولا تنسوا أهم انجازات هذه الحكومة المتمثل في السلام الذي جاهدت وكابدت حتى تمكنت من تحقيقه. وقد أُجبرت هذه الحكومة على تقديم جزء عزيز من الوطن كقربان لهذا السلام! فهل بعد كل ذلك تحتجون على آلاف من الأبقار وأخرى من الأغنام تذهب لأخوتنا في شمال الوادي بين الفينة والأخرى؟! عيب عليكم يا أهل السودان. فأنتم أهل الكرم والجود، وهذا الرئيس جزء منكم ويعرف خصالكم جيداً ولهذا يريد أن يرفع رأسكم دائماً. وما الغريب بالله عليكم في هدايا الرئيس، طالما أن الجهات الشعبية السودانية نفسها تقدم الهدايا للآخرين! بالأمس القريب أُعلن عن هيئة شعبية لمناصرة أخوتنا أبناء سوريا الذين يواجهون بصدور عارية دبابات ونيران أسلحة الطاغية الأسد الثقيلة. بعد متابعة مشاهد الأهوال والترويع والقتل والتعذيب اليومية للشعب السوري كان منطقياً أن يتحرك الضمير الإنساني في العالم من أجل هؤلاء الثوار. وطبيعي جداً أن يبدأ الدعم والتعاطف من أكثر الناس أمناً وأماناً وشبعاً وسلاماً وصحة وعافية! ولهذا كان تحرك البعض في السودان لدعم الشعب السوري. هؤلاء يدعمون معنوياً والرئيس يدعم مادياً وكله في النهاية دعم! الحكومة لها مطلق التصرف فيما تملك ولا تملكون! رئيس دولتنا رجل حكيم وهو يعرف ما يفعله تماماً، فامنحوا الرجل الفسحة الكافية وسوف نجني جميعاً ثمار هذه التصرفات! ! ولعلكم تتفقون معي في أن الكثير من المصريين ينظرون لنا كسودانيين باستعلاء غير مبرر. ولذلك عندما نطعمهم باللحوم السودانية لذيذة المذاق سوف تتغير هذه النظرة الاستعلائية. وبدلا ً من إعلان الفول السوداني الذي يقول ( السوداني طول عمرو مذلول ومنكسر ) الذي تواصل بثه بعض القنوات المصرية وأصبح بعد ذلك فيما يبدو وسيلة يتهكم بها بعض المصريين على السودانيين بشوارع مصر.. بدلاً عن ذلك سيسمع أخوتنا الذين يعيشون بمصر شيئاً من قبيل ( السوداني طول عمرو كريم وإيدو طويلة). طويلة فعلاً وخفيفة أيادي من يتحكمون في مصير هذا الوطن. وليتنا نكف عن الحديث ونتوجه للفعل لتقصير هذه الأيادي الخفيفة. [email protected]