نعم نحن نقر ونعترف باننا ضد اى متمرد او عميل فى هذا السودان الوطن العزيز الغالى ولقد باركنا وفرحنا لنصر القوات المسلحه فى دخول مدينة الكرمك وتطهيرها من دنس العمالة والارتزاق .. ولقد راينا كيف قامت الدنيا ولم تقعد لهذا الامر وكأن الكرمك هذه كانت فى ايدى بنى صهيون او انها كانت محتلة فعلا بقوات اجنبيه اغارت عليها وتم بعد ذلك استرجاعها وان الامر لا يعدو ان يكون فى النهاية مجرد تمرد لفئة سودانيه خرجت عن القانون وقامت بالاحتماء بتلك المدينه وتمت زاحتهم بعد هروبهم من المدينه ودخلتها القوات المسلحة وامنتها.. والامر هنا يماثل صورة ذلك الابن المشاكس او العاق والذى خرج عن طوع ابيه وقام بالاحتماء داخل احدى غرف المنزل واغلق الباب عليه ولم يستمع لصوت والده ومحاولة الرجوع عن عقوقه ويفتح الباب وان يقبل راس والده ويصفح عنه بعدها وقد قام والده بعد ذلك بتجميع قواه وقام بكسر الباب داخلا الغرفة والتى عندما احس الابن بان والده لا محالة فاتح الباب قام بفتح احد نوافذ الغرفة الخلفية وهرب قبل ان يفتح والده الباب عنوة بثوانى حيث وجد الوالد ان الابن قد عاس خرابا فى الغرفة وقلب اركانها راسا على عقب قبل فراره.. هذه صورة تماثل امر المتمرد عقار والكرمك وهلمجرا برغم كامل اعتزازنا بقواتنا المسلحه وادوارها الوطنيه فى الذود عن حياض الوطن ونكون نحن حينها معهم نذود ونقاتل فالامر امر وطن وسيادة وعزة ارض وتراب غالى… ومن منا لا يتذكر اناشيد الاستقلال ثم اكتوبريات وردى والشاعر محجوب شريف وغيره ممن كتبوا وصاغوا والملحمة ومحمد الامين والخالد العطبراوى وعائشه الفلاتيه وحسن عطيه والمجال لا يسع لذكرهم جميعا والذين الهبوا الحماس وتغنوا للوطن وطرد المستعمر الدخيل عن تراب السودان وبطولات وتضحيات الاجداد من عهد محمد احمد المهدى وعتمان دقنه والخليفه التعايشى وود حبوبه ومحمود ود احمد والمك ود نمر مرورا بعلى عبد الطيف وصحبه والماظ وبقية العقد الفريد فى تاريخ هذا البلد التليد على مر العصور والاجيال والذى يجب ان يكون تاجا على راس اى سودانى شريف يعتز ويباهى بعزة وشموخ الوطن وابطاله الذين سطروا بدمائهم الذكية تاريخه وامجاده التى ستظل مر الدهر عنوانا يتلالا فى سماء السودان ما زال وما كان فى الدنيا بقيه… وبمثل هذا الزخم الذى حدث فى الكرمك نقول ان لهذا الوطن بقية من اراضى عزيزة وغاليه اقتطعت منه وتبعثرت فى كل وادى ولا احد يسال الى اليوم والغد ولا ينادى !!! وهذه القطع من الوطن هى اولا (الفشقه) ذلك الجزء من الوطن فى شرقه وتلكم الارض الخصبه وتربتها الغنيه بل قل هى صحراء جدباء جرداءكانت اليست جزء من ترابنا الغالى؟؟ وهى فى ايدى الاحباش منذ عقود خلت وما زالت ولا احد يفكر مجرد التفكير فى كيف خلاصها وعودتها لحضن الوطن وتلك هى الارض السليبه فعلا فى ايدى الاجنبى وليست الكرمك وباو.. وتعاقبت الحكومات ولا من راى ولا من سمع بها الى يومنا هذا واظنها كذلك لن يسال عنها مادام هذا هو الحال والمآل فى النسيان بحجج واهيه كانت فيما مضى من ضعاف الحكومات وهى عدم الخوض فيما يعكر صفو وهدؤ المنطقه !!!! فاسترداد جزء من سوداننا يؤثر فى هدؤ المنطقه !!واذا كان الامر كذلك فلا كان الهدؤ ولا السكون فالتقوم المنطقه ولا تقعد ولا تهدأ الا اذا ارجعناها وليكن ما يكن بعده من هدؤ او عدمه.. ولكن الامر قيد الطى والنسيان ان لم يكن قد تم مواراته الثرى فى مكان غير ذى زرع كجثة هالك ليبيا وابنه ووزير دفاعه وقد تم ذلك فى ليل وعتمه… هناك ايضا ارض عزيزة جدا على هذا السودان وطن الجدود والذى بالارواح نفديه وعنه نذود كما تغنى الشفيع رحمه الله عليه وهى جزء اصيل من خارطة هذا الوطن الا وهو مثلث حلايب تلكم المنطقة التى تقع اقصى شمال شرق السودان فى حدودنا مع جمهوربة مصر والتى لو راجعنا خريطة السودان لوجدنا تلك المنطقة وهى داخل حدودنا الجغرافية وقد تم الاستيلاء عليها بواسطة المصريون منذ عهد بعيد وتم تحويلها كليا الى منطقة مصريه كجزء من محافظة من محافظاتهم وانشئوا الطرق والمدارس والخدمات فيها كما ان اى مسئول سودانى لا يستطيع دخولها الا باذن السلطات المصريه التى يرفرف علمهم عليها ليل نهار وايضا انظر لما كان من امر حكومتنا فى السودان عندما ارادت ان تبرر عجزها عن استرداد ذلكم الجزء العزير من الوطن حيث قالت ان منطقه حلايب ستظل عنوانا للاخاء والتواصل والمحبة بين شعبى وادى النيل !! الم تسمعوا بقولة زعيمهم عبد الناصر الشهيرة (ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوه)؟؟ فاى خنوع واى انبطاح هذا عن تحمل المسئوليلت كاملة فى الذود عن الحياض واسترداد السليب من اراضينا ؟؟واى تواصل واى اخاء هذا قبل ان نسترجع اراضينا يا هؤلاء يا من قبلتم بالتنازل عن شرفكم وعزتكم وعنوان كرامتكم اليس كل ذلك هو الذى صار بهذا التخلى والانسحاب من معركة الاسترداد ؟؟ثم نقوم ونغنى ونرقص لمجرد ان انتصرنا على تمرد نفر من ابناء الوطن فى ارض داخل الوطن ايضا!! كما اقول لهؤلاء النفر من قادتنا وساستنا الذين قبلتم بهذه النكته التى حكاها لكم المصريون وهم اصحاب تلكم الالاعيب دائما وانطلت عليكم فقط فكروا مجرد تفكير فى اخذ شبر من ارضهم ثم قولوا لهم سيبقى تحت سيطرتنا ليكون امتدادا للمحبه والاخوه لابناء وداى النيل.. ثم انظروا لردة فعلهم بعد ذلك وهنا يمكننى ان اجزم او اقسم بان الامر يومها سيكون يوما اغبر عليكم لاننى اتذكر وبمجرد ان قام ذلك الضابط يونس محمود وقت ان كانت الامور على غير ما هى عليه اليوم وكان ان تعرض لرئيسهم حسنى مبارك انذاك فقد تواترت الانباء ومن مصادر موثوقة على اعلى المستويات الى اسماعنا مباشرة بانهم ينوون تاديب السودان وذاك الولد الذى تعدى على رمز عزتهم بمجرد الفاظ قالها فى الاذاعة وقتها وانهم بصدد ضربنا بالطائرات الحربيه لولا تدخل ولى عهد المملكة العربية السعودية آنذاك وهو الملك الحالى عبد الله وكبح جماحهم بمحادثة هاتفيه منه فقط.. فكيف يكون الامر إخاء اذا” وتواصل بان نقتطع جزء من ارضهم كما سيقولون ؟؟ ولكنه الهوان والبيع الوكس بالنسبة لنا نحن فى السودان فقد صرنا والكل يضربنا على قفانا ونحن نردد الاخاء وشعب وداى النيل والمحبة والسلام وغيرها من عبارات المهانة والضعف والخور البائن عندما يلتقى الجمعان وما كنا كذلك يوما ابدا يا سودان وفوق هذا وذاك نمتعهم بالطيب من الانعام بشحومها ولحومها برغم ضيق اهلنا فى الحصول عليها ولو فى الاضحيه !!! ويحضرنى مثل هنا اعتز به جدا وهو يقول (خلى أمك للرجال وما تخلى حقك للرجال) ومن منا يترك امه للرجال فحاشى وكلا ولن يكون ذلك فينا والله فدونها الرقاب والمهج والارواح ولكن المثل يرمى لتاكيد التمسك بالحق والحض عليه وقوة ذلك لدرجة تخليك عن امك واعز ما لديك من شرف وكرامة فى هذه الحياة الدنيا … فاين نحن من هذا المثل ياترى ؟؟؟ ثم ناتى الى ثالثة الاثافى فى الموضوع وهو ذلكم الجزء الكبير والذى كان من السودان وهو الان وقد تركناه يرتمى فى احضان اليهود والامريكان وهو المخطط الذى دبر له هؤلاء اليهود منذ امد بعيد وازلامهم منذ عهد سياسة المناطق المقفولة فى عشرينيات القرن الماضى وفى عهد الاستعمار البغيض حتى تم عزله وعند خروجهم اشعلوا اول شرارة لمشكلة جنوب السودان فى العام 1955 فى توريت.. ومذاك التاريخ ونحن لا نحاول او نفكر فى كيفية لملمة الجنوب بل كانت النظرة الدونيه والاستعباد وذيادة الشقه فى عدم الثقة والنفور وعدم مصداقية التوجهات والنوايا والامر يذداد سؤا والفرقة والانعزال يكبران ويكبران ونحن ولا حياة لمن تنادى وكان ان جاء الرئيس الاسبق طيب الله ثراه نميرى واطفأ اوار الحرب وعقد اتفاقية للسلام قبل انقضاء عام على مايو دون جلبة او صخب اوضجيج او ان تعلم الدنيا بما دار فى الاتفاق والذى ما ميزه حقا انه ليس به تقرير مصير ولا يحزنون وهذه اكبر حسنات ذلك الاتفاق ولكن كان ان سعى هو بنفسه لتقويضه بالتقسيم وكان ما كان من تمرد الى ان قرب الاتفاق ثانية بين الميرغنى وقرنق قبل هذه الانقاذ بايام واظن ان الاحترام والثقه المتبادلة بين الرجلين كانت يمكن ان تفضى بهما لاتفاق آخر ومن يدرى لكنا اليوم سودان واحد لم يتقطع ويتجزأ كما الحال الان والذى كان هذا النظام جزء اصيل مما تم وحدث فى نيفاشا بقبول بند تقرير المصير والذى ايضا غرر فيه بالجنوبيين فى المطالبة به من ذوى المآرب والمقاصد والعملاء فى الخارج لتنفيذ مخططهم اليهودى والرامى لتاسيس اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات والسيطرة على منابع النيل ومناطق النفط فى الجنوب وكسر المد الاسلامى والعربى وعزله عن باقى جنوب القارة السمراء وبقية اجندة اللوبى الصهيونى فى المنطقه … ولقد ساعدناهم نحن بسياساتنا الخرقاء وقصر النظر وعدم كسب الاخوه الجنوبيين ..والركوع والخنوع للغرب تمسكا بكرسى الحكم وحب الشهوات والدنيا والخوف من العذاب والعقاب الدنيوى ولكن اين المفر من يوم( سقر) يا هؤلاء وانتم تهدون جزءا غاليا من الوطن العزيز فى طبق من ذهب للاستعمار واليهود نظير الصفح والبقاء فى السلطة والصولجان الا تدرون انه تعالى وحده بيده الملك يعطيه من يشاء وينزعه ممن يشاء وهو على كل شئ قدير؟؟ وهذا هو الحال والمآل فى السودان اليوم .. واذا كنتم حقا اقوياء واصحاب بأس شديد فهيا اعيدوا لنا هذه البقاع العزيزة من السودان وطن الجدود والاباء والابناء من بعدنا … وعندها يحق لكم ولنا معكم ان نقوم الدنيا ولا نقعدها صخبا واحتفالات وتهليل وتكبير ومسيرات وافراح ورقص وطبول واناشيد وزغاريد لناس زينب وامانى وشبالات ودلوكة واغانى … والى ذلكم الحين نحن فى الانتظار لنرى المشهد ولكم نصدق ونصفق ونشد على ايديكم و'نشيد ونشهد!!!