محمد حسن شوربجى [email protected] مصطلح قد نجده متداولا بيننا كعامة وحين تعترض حياتنا منغصات فى دائرة حكوميه او زحمة فى باص او فى صف وزارة او مكتب اراضى او حتى فى مستشفى ذهبت للتداوى لديه – وكما قال احدهم اننا كسودانيين لا نحب وطننا كما يحبه الآخرون فالمصرى تجده وحين يعود الى بلده يخر ساجدا ليقبل ترابها فمن منا قبل ارض بلاده حبا وولعا ؟ وان سألت احدهم يقول لك البلد دى ادتنا شنو ؟ فى حين انك تجده لا يسأل نفسه انا اديتها شنو ؟ كيف اخوتى يتطور السودان ما دمنا غير محبين له ؟ وهل تكفينا ترديد اغنية انا سودانى انا ويابلدى يا حبوب ؟ نعم هنالك ازمات فى السلطه وصراعات فى الثروة تعصف بنا وهناك كوارث ومجاعات وحروب وتشقق وانفصال و جنوب قد ذهب الى غير رجعة وحرب فى كردفان وحرب فى النيل الازرق وغلاء معيشه وعطش بجوار نيل يكاد يغرقنا وبطاله وفساد ومحسوبية بغيضه و حمقى يعتقدون انهم يمتلكون كل شيئ و حراميه ومبتزون ومغالون ومرابون وراشون وناهبون و مالكون لما لا يملكون ؟ فالسودان اخوتى بلد غنى بالموارد وفيه من الثروات الحيوانيه ما يجعله غنيا فلديه من الثروة الحيوانيه من ( أبقار – أغنام – ماعز – ابل ) بحوالى 103 مليون راس ( 30 مليون راس أبقار، 37 مليون رأس أغنام ، 33 مليون رأس ماعز ، 3 مليون رأس من الابل)، أضافة ل 4 مليون رأس من الفصيلة الخيلية ، 45 مليون من الدواجن وثروة سمكية تقدر بحوالى 100 ألف طن للمصائد الدخلية و10 ألف طن للمصائد البحرية، الى جانب أعداد كبيرة مقدرة من الحيوانات البرية. كذلك يملك السودان موارد أرضية هائلة؛ حيث إن مساحة السودان الكلية حوالي 250.5 مليون هكتار، وتبلغ المساحة القابلة للزراعة فيه 84 مليون هكتار، وتقدر المساحة الفعلية المستغلة في الزراعة 19.3 مليون هكتار لعام 2000-2001 -أي ما يوازي ثلث المساحة المزروعة-، وغير المستغلة 64.7 مليون هكتار؛ أي تقريبا تساوي إجمالي مساحة الوطن العربي المزروعة حاليا (65 مليون هكتار). هذا فضلا عن امتلاك السودان لنحو 24 مليون هكتار مراعيَ، و64 مليون هكتار غابات يمكن أن تستغل في تجارة الخشاب وصناعة الورق، ومواد صناعية أخرى عديدة ويقول قائل : ان الفرق بين البلدان الفقيرة والغنية لا يعود إلى قدمها في التاريخ فمصر والهند عمرهما 2000 سنة وهي فقيرة اما كندا ونيوز لندا واستراليا لم تكن موجودة قبل 150 سنة بالرغم من ذلك هي متطورةوغنيةولا يمكن رد فقر او غنى الدول الى مواردهاالطبيعية المتوفرة لليابان مساحة محدودة ,80% من اراضيها عبارة عن جبال غير صالحة للزراعة وتربية المواشي لكنها تمثل ثاني اقوى اقتصاد في العالم فهي عبارة عن مصنع كبيأل رعائم يستورد المواد الخام لانتاج المواد المصنعة وتصدر لكل بلدان العالم واما سويسرا فبالرغم من عدم زراعتها للكاكاو فانها تنتج افضل شوكولاتة في العالم علما ان مساحتها الصغيرة لا تسمح بالزراعة او تربية المواشي لاكثر من اربعة اشهر بالسنة الا انها تنتج اهم منتجات الحليب واغزرها في العالم لم يجد المدراء من البلدان الغنية من خلال علاقتهم مع زملائهم من البلدان الفقيرة فروق تميزهم من الناحية العقلية ومن ناحية الامكانيات عن هؤلاء في البلدان الفقيرة اللون والعرق لا تأثير لهما فالمهاجرون المصنفون كسالى في بلادهم الاصليةهم القوة المنتجة في البلاد الاوربية اين الفرق اذاً؟ يكمن الفرق في السلوك المتشكل عبر سنين من التربية والثقافة فعند تحليل سلوك الناس في الدول المتقدمة نجد ان الغالبية يتبعون المباديء التالية في حياتهم 1الاخلاق كمبداء اساسي 2 الاستقامة 3 المسؤولية 4 احترام القانون والنظام 5 احترام حقوق باقي المواطنين 6 حب العمل 7 حب الاستثمار والادخار 8 السعي للتفوق والاعمال الخارقة 9 الدقة ونحن فى السودان لسنا بفقراء بسبب قلة مواردنا او بسبب طبيعتنا القاسية بل نحن فقراء بسبب عيب في السلوك وعجز فى ألتاقلم والتعلم من غيرنا وما حققوه من قفزات فى شتى المجالات فأين هم مبدعونا و مخترعونا وعلمائنا وقد اسندت كل عظائم امورنا الى من لا يقيم لها وزنا ومع ذلك فالناس يلقونهم بالتجلة ويثنون عليهم بالسنتهم واقلامهم فى وقت يزدرونهم فى نفوسهم ويمقتونهم فى ضمائرهم وتلعنهم قلوبهم فما بالنا نحن فى السودان وقد تفوق علينا سلطان الغرائز على سلطان الحضارة ؟ وما بالنا اخوتى وقد اصبحنا قوما يموتون وهم احياء وما بالنا اخوتى وقد حولنا حياتنا الى جحيم من الفقر والمرض والذعر والخوف والبغض والحسد فى حين امتلات خزائن الاغنياء التى مهما يصب فيها من المال فهى ناقصة وكأنها جهنم حين يقال لها هل امتلآت فتقول هل من مزيد صدقونى اخوتى فلقد بدأت الامم تضحك علينا ونحن عطشى بجوار نيل هو الاطول فى العالم وجوعى واراضينا تقتلها الخصوبة وكما قال المتنبى ( يا امة ضحكت من جهلها الامم )