بدور عبدالمنعم عبداللطيف …… الشريط الأول: في ذلك النهار القائظ كان هناك جمهور من “الرجال” يعبرون الشارع الإسفلتي ويهرولون في عجلة نحو الساحة التي تقع أمام أحد أقسام الشرطة .. هرول هؤلاء القوم حتى لا يفوتهم مشهد كان قد بدأ لتوه. كانت الضحية المنفذ عليها العقوبة “الشرعية” لا تكاد تستقر على حال تزحف من مكان إلى مكان والسياط تنهال عليها من كل جانب .. سياط “الجلادين” تنزل على رأسها .. وجهها .. صدرها .. ظهرها .. ساقيها .. وآدميتها .. الضحية تعوي كعواء جرو تكالبت عليه الضباع . أحد المتفرجين يسأل الواقف بجانبه هامساً: هي البت دي عملت شنو؟ يجيبه: والله بيقولوا إنها زنت .. معناها البت دي ما كويسة بتطلع مع الرجال. السائل: لكن أنا مرات كتيرة لما أكون واقف مستني الركشة ولا البص بشوف لي عربيات مدنكلة سايقنها رجال. العربيات دي بتقيف وتشيل بنات من الواقفات معاي في الشارع .. بنات بشبهن البت البجلدو فيها دي ، ينتهره الآخر قائلاً: يا غبي ديل بنات ماشات لمراكز تحفيظ القرآن . الآخر فاتحاً فمه: بالله ؟ يا أخي والله ما عارف الحكاية دي فاتت علي كيف .. وتعود العينان “لجلد” الفتاة. أحد جلادي الضحية يضحك ضحكة عالية تبين معها لثته الحمراء بلون الدم .. “إنتو قايليني أنا متخلف .. أنا ما متخلف … أنا سمعته بأضاني دي قال في التلفزيون .. دي بت قليلة أدب تستاهل تنجلد في الصقيعة عشان اتفرج عليها الغاشي والماشي .. تستاهل اتنفذ عليها شرع الله في سوق الله وأكبر. أنا مبسوط عشان جلدتها .. ومبسوط أكتر عشان هو مبسوط مني .. هو قال البت دي كعبة .. هو ما يقول كلام ساي مش كده ؟ .. شفت ما قلت ليك أنا ما متخلف ، وضحك ضحكة عالية بانت معها لثته الحمراء بلون الدم. الشريط الثاني: كلمات الأغنية تتقافز مثل طفلة شقية بين الآلات الموسيقية … العطور بأنواعها المختلفة “البلدية” منها والباريسية تعبق روائحها في سماء الحلبة … عقيرة المغني ترتفع بالغناء فيعم الطرب المكان … الأسورة الذهبية يتألق بريقها وسط نقوش الحناء بأشكالها ورسوماتها المتنوعة. الأرداف تهتز … الأجساد تتلاحم … “الحابل يختلط بالنابل” فالجميع يرقصون والجميع يترنمون و… تتعثر خطوات الشريعة بين “الشريطين” ! بدور عبدالمنعم عبداللطيف [email protected]